( حسبي الله ونعم الوكيل ) قالها شيخ عند سيارته المتعطلة فسألته على ماذا تتحسب يا والدي قال : ( على من أتى بالبحر للصحراء وأتلف ممتلكاتنا التي تساعدنا على قضاء حوائجنا ) ، راق لي أنه لم يحدد أشخاص أو وزارات وترك الأمر بيد الله واحتسب الأجر . في أمطار يوم الأثنين تعرى المستور كالعادة ، وكأن محافظتنا على موعد مع العُري كل سنة ! تعكر صفو أنشودة المطر وجمال السحب والبرق بحفرة مخفية في بحيره وكأنه كان ينقصنا ذالك ، احتقان فوق احتقان ! هل هذه المناظر التي نشاهدها في محافظتنا تترجم حجم المبالغ التي تُضخ من الدولة حفظها الله لمشاريعنا ؟ هل ذالك يعكس عمل جادا مخلصا واجتماعات عديدة ؟ أين تذهب الأموال إن لم تنقذنا من أوقات كهذه ؟ أين هيئة الفساد مما يحصل في شوارعنا وتأخر مشاريعنا ؟! أطالب بإجابات لأسئلتي السابقة كوني مواطن لي الحق أن أحافظ على ممتلكاتي من العطل والأضرار الفادحة التي نعانيها في كل أمطار خير وبركة . انتقدنا سابقا من أجل التحسين والتطوير وصمتنا لإعطاء فرصة للعمل فبالتعاون نصل لما نريد من كل منبر ، ولكن عندما نصمت كثيرا ونساند ونساعد من غير نتائج ملموسة فذالك هو التهاون بعينه ! وربما الاستغفال ! الآن نطالب بإجابات عما يحصل معنا عند كل سحابة تبكي علينا وكأنها تستبق الأحداث ! لا أعلم ما يدور في قطاعاتنا الخدمية ، ولكنني سأبكي حروفا على محافظتي التي أراها تغرق ولا زلنا في كل سنة نتنفس تحت الماء حتى وصلت سمعتنا مع سمة ( جدة ) في الغرق ! أنا _ غفر الله لنا _ لست سوى مواطن يتحسر على ما يراه ، يبكي لحال يتمناه أفضل لحبه لمحافظته ، صوتي هو صوت كل طفل حُرم من اللعب تحت المطر ، هو صوت كل من أتلفت ممتلكاته ، من تضرر منزله ، لست أنا من يتحدث هنا بقدر ما هي ابتهالات السماء للنجاة . مات البجع الذي كان يسبح في بحيرة البجع قبل سنوات في الجزء الأول مخلفا أحفاد ماتوا بدورهم في الأجزاء السابقة ، ماتوا حزينين لما رؤوه بعد أن أرسلوا الطير يستجدي بي وأنا كنت أبحث عن مفتاحي الذي سقط مرة أخرى في بحيرة فانحنيت محاولا اللحاق به فغرقت وسقطت كرامتي والكثيرين ! أتعلمون أي حُزن يبعث المطر وكيف يشعر " الغريق " فيه بالضياع كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام لأن أباه الذي أفاق منذ سنوات ولم يجده في الصناعية ! يحيى عمر آل زايد