أذكر أني قبل سنياتٍ يسيرات في ثلة من الشباب جمعتنا رحلة غربية صوب الطائف، وقد أظلنا ذلك الجبال الشاهق الارتفاع، ذو صخور رفيعة ملساء أصغر صخرة فيه يقارب علوها 10أمتار، ونحن إذ نتامل في ذلك الجبل أعلن أحدهم تحديا على صعوده فأطلق الجميع صفاراتِ الإنذار متعجبين، وأطرق الجميع رؤوسهم، حتى إذا أعيد التحدي بشكل آخر وأضيف إليه 10آلاف لمن يقدر على الصعود أشخصت العيون ودارت رحى الأفكار بطرق صعوده ،، كيف تحول العجر إلى محاولة؟! بدا الحاضرون يغيرون نظرتهم، فقال أحدهم لعلي أصعده من جهة أخرى، قد تكون أسهل، وآخر سيقول: سأنال شرف المحاولة .. إن القدرة نعمة ربانية ممنوحة لأي أحد، ولايجدر بعاقل أن يدعي عدم القدرة، كلما رأى راية جدٍ قد نصبت قال:لا أستطيع،،قدراتي محدودة،، أذكر أني جربت وفشلت.. أخي: إن الإرادة هي محك التفاوت بين البشر، وعلى الإنسان أن يحدث نفسه كيف لي أن أحرك إرادتي وأقودها نحو ماأود أن أصل إليه، وقد قيل: أرد ماتحب يكن ماتريد.. كنت أراه ولازلت أذكره جيدا، طالب اسمه: محمد نال من عبارات التحطيم مانال وتعامل معه المعلمون على أنه محدود القدرات حتى إذا حان الانطلاق ونوى العتاق وأراد استعان بالله وأعمل قدراته وحرك طاقاته تحول من طالب راسب إلى متميز وأذكر أني سعدت به حين رأيته في إحدى الجامعات.. إن الإرادة الجادة تستوجب العمل المتواصل، وهذا العمل يأتي نتيجة تفكير بالعاقبة الحميدة لهذا العمل، وعند الصباح يحمد القوم السرى.. القدرة في داخل كل إنسان تموج إن طافت بها ريح الإرادة، تأمل في حارس أمن يعمل في إحدى الجامعات كان لايملك شهادة الثانوية، وكان يقف على بوابة أحد المواقف يرقب الداخل والخارج، حتى إذا فكر في حاله أراد أن ينتقل من دائرته الضيقة إلى دائرة أرحب فواصل دراسته المسائية فأخذ الثانوي ثم واصل حتى نال الجامعة انتسابا ثم واصل دراسته العليا فنال الماجستير وهو يستعد لمناقشة الدكتوراة،، إن عدم الإرادة هو العجز والكسل ذاته الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم، إن في الإنسان لطاقات هائلة متى ماوجهها نحو غاياته أفلح، إذا علمت ذلك فقم الآن واطلب الأسباب مستعينا بربك، أرد واختر عملا يوازي همتك: وإذا النفوس كن كبارا تعبت في مرادها الأجسام وإذا أردت التغيير فاستدر نحو نفسك: (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم) إنه لايكفي أن تعرف الأصلح دون أن تسعى إليه، ولو أن عبقريا في مصنع شلت أركانه أكان نافعا؟ هذا تماما كمن لايسير بطاقاته نحو أهدافه، كم من وَهَن كبت موهبة تلاشت في ضياع، إيه لقد صدقت أيها المتنبي: ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام ومن هنا يبدأ العمل ويزرع الأمل، كلُ تميز تراه من غيرك فإنك بحول الله تستطيع أن تتجاوزه بمراحل إن شمرت واجتهدت ولن يضيع ربي من أحسن عملا. إنه بعد الإرادة والسعي ستُظهر لك نفسك مالاتعلمه عنها، يقول ألبرت كاموس: (اكتشفت .. وأنا في عز الشتاء .. أن بداخلي حرارة الصيف) إن قيادة النفس نحو الإرادة تستوجب هندسة دقيقة ورؤى سديدة، يقول: شيرلي مكلين: أنت المهندس المعماري .. لتجاربك الشخصية.. هذه الكلمات همسات لإخواننا الطلاب قبيل الامتحانات،، مع خالص الدعاء لهم بالتوفيق والسداد وأخيرا: كن لله كمايريد يغدق عليك المزيد...