قرأت في أحد الأيام ما نشرته صحيفة الجزيرة بالعدد رقم ( 14249 ) وتاريخ 5/11/1432ه صفحة (27) تحت عنوان ( وزير النقل يوقع (16) عقداً لمشروعات طرق بأكثر من ملياري ريال )، حيث شملت تلك المشروعات مناطق ومحافظات متعددة في أرجاء البلاد، لتأتي في إطار دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين المستمر لقطاع الطرق والنقل، الذي يشهد نمواً وتطوراً متواصلاً بين حين وآخر، وعندما كنت أطلع على مادة الخبر المشار إليه آنفاً، ولدى مروري بأسماء البلدان التي خصص لها تلك المشاريع، قلت في نفسي ربما أجد منافسة مطروحة لتنفيذ مشروع بمسمى " مشروع إنشاء كبري مدخل نعجان "، ولكن للأسف أن مدينة نعجان لم يحالفها الحظ كما هو مألوف في كل ميزانية من كل عام . ففي كل عام جديد تصدر فيه الميزانية، نترقب الإعلان عن طرح منافسة تنفيذ مثل هذا المشروع الهام، ولكنه في إعتقادي أصبح كالسراب، ولا جدوى من المتابعة والتقصي . وعلى كل حال فإن طريق الرياضالجنوب الدولي، الذي يخترق مدينة نعجان، يعتبر من الطرق الحيوية والرئيسية جداً بالمملكة العربية السعودية، وهو أحد أهم الطرق الذي يسلكه المسافرون من العاصمة الرياض إلى مناطق جنوب المملكة، والدول الشقيقة المجاورة والعكس، ويرتبط أيضاً مع مناطق ومحافظات شرق المملكة، ودول الخليج، من خلال العبور مع طريق حرض، مروراً بمحافظة الخرج ( السيح )، والسير حتى الإلتقاء في نعجان، مع طريق الرياضالجنوب المذكور آنفاً والعكس، ويشهد هذا الطريق الإستراتيجي حركة كثيفة لا توصف، ولا يتوقف ولو لدقيقة واحدة ذهاباً وإياباً، وهذا أمر مشاهد على أرض الواقع. ومع وجود هذه الأهمية لهذا الطريق، ولتعدد الإعتبارات، كان لزاماً الأخذ في الحسبان على عاتق المختصين تفقد هذا الطريق، والنظر في المشاكل والأضرار التي تعترض العابرين عليه من هؤلاء المسافرين، أو حتى من المواطنين المقيمين في البلدان التي يخترقها هذا الطريق، والذين هم منتفعين منه بلا شك، ومن ذلك على سبيل الأهمية القصوى، النظر في مخاطر التقاطعين اللذان يقعا على هذا الطريق عند مروره واختراقه لوسط مدينة نعجان، وهما " تقاطع مدخل نعجان " في بداية دخولك لنعجان وأنت قادم من الرياض بإتجاه الجنوب، والآخر الذي يليه " تقاطع حي العثمان " على بعد 3 كيلوا متراً بإتجاه الجنوب أيضاً . فهذين التقاطعين لا يزالان يشكلان خطراً شديداً على المارة، ووقع فيهما حوادث مرورية عديدة لا تحصى، من وفيات وإصابات يصعق المرء لسماعه بكيفية حدوثها، فالدوران إلى الخلف عبر هذين التقاطعين، والالتفاف معهما من قبل أصحاب المركبات يصير بشكل غير منقطع، والحركة خلالهما حركة نشطة بإستمرار في كل وقت، فهي تخدم المواطنين وتسهل لهم الحركة المرورية عبر كل إتجاه يريدونه، فلا إختلاف على ما فيها من نفع عام لكل قائد مركبة يريد العبور خلالهما شمالاً وجنوباً أو شرقا وغرباً، حتى أنها تسهل لمركبات الإسعاف والإطفاء وغيرهما، الوصول للهدف المطلوب بكل سرعة، في حالات الطوارئ لا سمح الله . ولكن لو تمعنا للموضوع من جانب آخر، وأجرينا تحليلاً على التقاطعين، وجعلنا ضرريهما في كفة ونفعهما في كفة أخرى، لرجحت كفة الضرر ما دام أنهما لا يزالان باقيان على حالتيهما الراهنة، ولم يوجد لهما حلولاً عاجلة، وفي رأيي أعزو بعض الأسباب وراء إستمرار بقاء الأضرار، التي تحدث من هذين التقاطعين إلى يومنا هذا، لشقين رئيسيين، هما كالتالي : أولاً عدم إيجاد حل جذري حاسم لهما من قبل الجهات المختصة لدرء مخاطرهما، بل دائماً ما يتم العمل به حلول وقتية ( مسكنات )، من قبل اللجان المشتركة فيما مضى، وليتها كانت مجدية، حيث دوماً الحل الأول والأخير هو إغلاقهما تماما فقط هكذا !!، فالحل ليس بتلك الوسيلة، بل هنالك طرق وبدائل أخرى لابد من الأخذ بها، فالأمر يتطلب دراسة القضية دراسة معمقة، وبصورة أوسع، وليس من ناحية ضيقة، والنظر لها من كافة الأوجه والأبعاد، ولو تأملنا وفكرنا ملياً لخرجنا بما يلي : أ أن المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ولا مبرر من أي شخص كائن من كان، يسعى لغرض معارضة القرارت المحسومة تجاه هذين التقاطعين، بعد دراستها دراسة متأنية، من خلال الإستعانة بذوي الخبرة، والمعرفة، والإختصاص، والمستشارين بمثل هذه القضايا، فليس أي شخص له حق الإعتراض، إلا في حالة أن يكون محل تظلم . ب أن حكومتنا الرشيدة كانت ولا زالت تتفقد ما يحتاجة المواطنين في شتى متطلباتهم، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل راحتهم، ورفاهيتهم، وإنهاء معاناتهم، وتنفق البلايين ولله الحمد في مشروعات كثيرة لا تحصى، ومنها في قطاع النقل والطرق، وإنشاء الجسور والكباري . ولو افترضنا أن مشروع كبري مدخل نعجان سيكلف 15 مليون، أو 20 مليون، أو 25 مليون، مقارنةً بالميزانيات السنوية التي تمر، مع طول مدة المطالبة بوضع كبري في تقاطع مدخل نعجان، الذي فاق أكثر من 20 عام، فهل يوجد مبرر بعد ذلك ؟، خصوصاً أن إنشاء كبري أو جسر في هذا التقاطع، له الأولوية على أي مشروع كان، لأن المسألة وصلت إلى حد القتل، فهل أصبحت الأرواح رخيصة هكذا لكي نفرط فيها ولا نبادر بوضع المشروع ؟؟، بل إن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق العديد من المقاصد التي منها بلا شك حفظ النفس البشرية من القتل بأي صورةٌ كانت . ج أن التقاطعين المذكورين موجودان منذ أكثر من 30 عاماً، مع نشأة طريق الجنوب حينذاك، أي أن القضية أصبحت معمرة، ولكن بما أن عمرهما طويل فهما لا يزالان يسهلان الحركة المرورية للمواطنين، ويقدمان الخدمات بشكل سلس، فهما منفذان حيويان للأحياء لمن هم شرق الطريق وغربه، وللعابرين الآخرين، فأصبحا ضروريان جداً لتلاشي قطع المسافات البعيدة من مكان آخر، لأجل الدوران بالذهاب والإياب، ولكن لو سعينا بإقتراح الحل لتقاطع حي العثمان مقارنة بتقاطع مدخل نعجان، لوجدنا فرقاً شاسعاً، فتقاطع حي العثمان العمل على حله لا يكلف أسبوعاً أو أقل للسبب التالي : 1 أنه يوجد قبله بمسافة حوالي 80 متر من جهة الجنوب وبالتحديد لدى كبري نعجان شمالاً إشارة ضوئية (تنظيمية)، كانت تعمل في السابق، ثم أغلقت مؤخراً وأغلق معها منفذها، وقامت البلدية ببناء جزيرة وسطية مزروعة حالياً في هذا المنفذ، فلو تم إغلاق تقاطع حي العثمان وأعيد تشغيل هذه الإشارة من جديد، مع إزاحة الجزيرة الوسطية، لكن فيه خير عظيم، فقد كان مستوى الأمان والسلامة ممتاز جداً عند وجودها مسبقاً، فلا حوادث ولا توتر ولا أي شيئ يذكر ولله الحمد . وأما لو نظرنا في إمكانية عمل كبري أو جسر في هذا التقاطع، فهو أمر غير مقبول من الناحية الفنية، فذلك لا يتناسب مع الموقع والمساحة، وطبيعة التقاطع وما حوله لا تسمح بذلك، فهو مكتظ بالمحلات على جنباته، وليس هنالك أصلاً منفذ له من جهة الشرق أو الغرب إذا تم إنشاءه، فيحدث هنا الفرق بينه وبين تقاطع مدخل نعجان، حيث أن مدخل نعجان يوجد حوله مساحات واسعة فضاء، وهي أرض ( وقف ) يخترقها الطريق، وله منفذ غربي ويعتبر كمدخل وحيد ورئيسي للدخول إلى وسط البلد، ومستقبلاً إن شاء الله سيرتبط بمنفذ شرقي، بعد النظر في استحداث طريق له يرتبط به مع طريق نعجان / السيح، في حين تطور مزرعة (الرويضة) وعمرانها والمزارع التي تعترضه مساره .... إلى آخره . ثانياً عدم وعي السائقين بأحكام السير، وعدم تقيدهم بنظام المرور ولائحته التنفيذية، وأجمل هنا بعض التصرفات السلوكية، والمخالفات في القيادة عند هذين التقاطعين على النحو التالي : أ وجود الكثيرين ممن يقومون بعكس السير لأجل العبور مع هذين التقاطعين بكل استهتار بالنظام، وعدم احترام للآخرين . ب وجود بعض قائدي المركبات قيامهم بإطفاء نور التلاقي ( النور المنخفض ) في مركباتهم من الأمام في وقت الليل، ويضعون بدلاً منها أنوار الموضع ( الصغير )، ثم يقومون بالدوران ، فكيف يشاهدهم عابري الطريق، فيتسببون بذلك في وقوع الحوادث . ج وجود بعض كبار السن، ممن لا يحسنون القيادة، يقوم بعضهم بالدوران مباشرة دون النظر بدقة للسيارات القادمة، وربما البعض منهم لا يرى جيداً لضعف نظره، أو بسبب الحاجز الخرساني الموجود في وسط الطريق حالياً، الذي يحجب الرؤية أمام الواقفين بالتقاطع، وكذلك البعض منهم قد يقف محرك مركبته عن الدوران ( الاشتغال ) وسط الطريق، أمام السيارات القادمه بعد إلتفافه، بسبب عدم معرفته بقيادتها، إذا كانت مثلاً من نوع قير ( عادي )، فحينها كم سيستغرق لكي يقوم بإجراء عملية التدوير ( التشغيل ) في وسط الطريق، لكي يعيد تشغيلها من جديد، خصوصا إذا كانت السيارات القادمة قريبة منه جداً، وتمشي نحوه بسرعة، طبعاً سيقع الإصطدام .... إلى آخره . د عدم تقيد سالكي الطريق أي طريق الرياضالجنوب في أثناء القيادة بالسرعة النظامية عند الإقتراب من هذه التقاطعات، بما يحقق السلامة لهم ولركاب سياراتهم والمنتفعين بالطريق، فعلامات السرعة بالطريق في مدينة نعجان محددة ب ( 100 ) كيلو متر، والذي نراه من سرعة هذه السيارات خلاف ذلك . ط عند رغبة بعض السائقين بالدوران إلى الخلف من أحد هذين التقاطعين، وقبل الوصول إليهما بمسافة، فإنهم لا يقومون بإعطاء الإشارات اللازمة قبل بداية إجراء الحركة بوقت كاف، فيتسببون على الذين وراءهم بالإصطدام فيهم، لأنهم يظنون أنهم لا يريدون الالتفاف . ز وفيما يختص بالشاحنات، فأتذكر أنني رأيت يوماً من الأيام إحدى الشاحنات بطول قاطره حوالي 16 متر، يريد قائدها الدوران من تقاطع مدخل نعجان، وقد كانت هذه الشاحنة قادمة من الشمال ذاهبة بإتجاه الجنوب، فأراد السائق الدوران إلى الخلف من هذا التقاطع، للعودة مرة أخرى للرياض بإتجاه الشمال، فذهب بالشاحنة إلى اليمين على كتف نهر الطريق، من أجل أخذ مساحة واسعة للالتفاف، فقام بالسير وأعترض بالشاحنة في منتصف الطريق، وجعل رأسها في الحيز المخصص للتقاطع لمن يريد الدوران، وطرف المؤخرة على كتف الطريق المذكور آنفاً، فأصبح على وضعه هكذا مغلقاً الطريق تماما. وظل واقفاً بهذه الطريقة بعض الوقت، لأنه جلس ينتظر انقطاع حركة مرور السيارات من نهر الطريق الآخر، الذي يريد السير عليه، وكان حينها هنالك سيارات كانت قادمة في نفس نهر الطريق الذي هو متوقف فيه، وعندما اقتربت من التقاطع والوقت كان ليلاً ، مع ضعف إنارة جوانب الشاحنة، إذا بهم يتفاجئون بوقوف هذه الشاحنة بهذا الشكل أمامهم، فما كان منهم إلا الضغط بقوة على المكابح، ولم يسمع حينها إلا زعيق الإطارات الصاخبة، مع شدة التركيزعلى هذا المنظر المؤثر جداً، وسط فزع السائقين وإرتباكهم والركاب الذين معهم، ولكن من لطف الله عليهم، أن أنجاهم عبر انحراف مركباتهم من خط السير، ولو لم يكن ذلك لكانوا الآن في عداد الموتى منعجنيين تحت هذه الشاحنة، فيا ترى من السبب في مثل حدوث هذه المواقف ؟؟ . وبعدما استعرضت هذين الشقين بتفاصيلهما، فماذا عساي أن أسمع وأرى فيما بعد من تجاوب سريع، ولو طرحنا بعض الأمثلة على الحوادث المميته التي تقع على هذين التقاطعين، فلربما لا أحصيها، ولكن لا أنسى هنا أبداً ما دمت تطرقت لذكر الأمثلة على الحوادث، ذلك الحادث الذي علق في ذاكرتي، الذي رأيته في أيام عيد الفطر المبارك للعام الجاري 1432ه . حيث كنت في حوالي ما بعد الساعة العاشرة مساءاً أريد الإلتفاف عبر تقاطع مدخل نعجان، وكنت على حذر واحتياط من المركبات الذاهبة والآيبة، ولما كنت أريد التوقف قبل التقاطع بقليل وأنا بإتجاه الشمال، إذا بصاحب سيارة يحمل معه عائلته يخرج من التقاطع بسرعة من أمامي، وهو آتي من الشمال، وأنا أراه ليس قاصداً الدوران النظامي وإنما عكس الطريق بإتجاه القادمين من الجنوب، وفي نفس الوقت كانت هنالك سيارة أخرى مسافرة آتية من الجنوب وذاهبة بإتجاه الشمال للرياض، كان صاحبها قد تفاجئ بخروج هذه السيارة عليه بشكل مفزع، فإصطدم فيها بقوة، فتطايرت كل مركبة بصاحبها بعيداً بعد الإصطدام، وأنا كنت لا أزال واقفاً، والحادث بجنبي تماماً أراه كما أرى يداي بمسافة لا تفرق عن 7 أمتار من جهة اليمين . وقد نتج عن ذلك الإصطدام وفاة الراكب الذي مع صاحب السيارة القادمة من الجنوب، ولفظ أنفاسه في اللحظات الأخيرة بعد إخراجه من المركبة من قبل المتطوعين والهلال حينها لم يأتي إلا متأخراً ، فقاموا بوضعه طريحاً على ظهره، وسط تلقين جمهور الناس من حوله للشهادة وهو مغمى عليه، وبما أن نعجان لا يوجد بها مركز للهلال الأحمر كي يباشر البلاغات والحوادث بسرعة، فقد أدى تأخر وصول الإسعاف من مكان آخر خارج البلد إلى الوفاة، وأما زميله قائد المركبة أصابه كسر في الساق وبعض الجروح في جسده ونجى بفضل الله ومنته من موت محقق، مع وجود تلفيات جسيمة في مركبته، والذي كان قد تسبب عليهم ( الطرف الآخر ) نجى هو وعائلته تماماً. وكذلك لا يغيب عن بالي الحادث المروع الآخر، الذي وقع في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء يوم الثلاثاء الموافق 29/10/1432ه ، لدى تقاطع حي العثمان بالطريق السريع نفسه بنعجان، حيث جاءني الخبر بوقوع حادث مؤلم جداً لدى التقاطع، فعندما حضرت للموقع إذا بي أشاهد سيارات الإطفاء تخمد النيران المشتعلة من تلك السيارة المصدومة، التي راح ضحيتها شخص بريء، وقد فاتهم إنقاذه، حيث أنه تفحم داخلها لصعوبة إخراجه منها وتوفي على الفور محترقاً . فقد كان هذا الشخص قادماً من جهة الجنوب إلى الشمال بإتجاه الرياض، فخرج عليه من التقاطع أحد أصحاب المركبات بشكل مفاجأ، وما هي إلا ثوان حتى ارتبك واختل توازنه، فإنحرفت به مركبته عن مسارها بعدما قام بالضغط بقوة على المكابح لأجل تفادي الإصطدام، كما يبين ذلك آثار الإطارت المرسومة على الإسفلت، ثم ضربت بالرصيف، ثم إلى عامود الكهرباء وسط الجزيرة الوسطية بين نهري الطريق، حتى سقط العامود بكامل ثقله وفوانيسه، وانخلع من جذوره ليقع على القادمين بنهر الطريق الآخر . فقامت المركبة بالإرتداد عقب الإصطدام والرجوع إلى نفس المسار التي كانت تسير عليه، ولو خرجت حينها على نهر الطريق من الجانب الآخر، لربما اصطدمت بأناس آخرين وتصبح الكارثة أكبر وأطم، مع إصطدامه كذلك بالمجسم (النجر) الموضوع في حيز الجزيرة الوسطية بجوار العامود لغرض التجميل، وأما الذي تسبب عليه بالخروج من التقاطع فقد ولى هارباً فحسبنا الله ونعم الوكيل . ومن لطف الله أيضاً أن كانت هنالك محطة بنزين مجاورة للسيارة عندما كانت مشتعلة بالنيران، لا تبعد عنها سوى بضعة أمتار، فلو لا قدر الله استقرت السيارة في المحطة ( طرمبات البنزين ) بعد إصطدامها لحدث ما لا يحمد عقباه من إنفجار كبير ونحوه . ألا يكفي هذا وغيره من الأمثلة للدلالة على جسامة الأضرار والمهالك مما نشاهده يصير في هذه التقاطعات، عطفاً على ما لم نشاهده من حوادث أخرى لا نعلم عن وقتها على مدار اليوم والليلة، فالأرقام حدث ولا حرج على طول امتداد السنوات منذ وجود هذه التقاطعات مع بداية نشأتها مع الطريق لأكثر من 30 عاماً . إن المسئولية عظيمة، وترتبط هنا بمن هو قائم بتحمل الأمانة في مصالح وحقوق المواطنين، من المسؤولين الذين بيدهم السلطة، فما من ضرر أوخطر يتعرض له المواطنون والمسؤولين قادرين على حله إلا وهو معلق في ذممهم، فالأرواح في هذين التقاطعين المذكورين تزهق، والعظام تكسر، والجروح والدماء تنزف وتنهمر، ولكن لا حياة لمن تنادي !! . لقد كان تقاطع مدخل نعجان ولا يزال المدخل الرئيسي الوحيد لمدينة نعجان، الذي لم يجد اهتماماً من قبل وزارة النقل، ولم يحرك المسؤولين ساكناً بخصوصه، والذي نسمع بين الحين والآخر أن إنشاء الكبري معتمد وعلى وشك التنفيذ، فالأيام تمر والسنوات تمضي ولم نشاهد شيئاُ، إنني أناشد المسؤولين عن سبب هذا الجمود!، فإذا كان من اختصاص وزارة النقل، فالعمل على اعتماده وتوضيح حقيقته كاملة، وإذا كان لا شأن لها به فمن المسؤول إذاً ؟ السؤال لماذا لا يتم إنشاء كبري أو جسر أو حتى نفق في هذا التقاطع أي تقاطع مدخل نعجان ؟، بدلاً من تركه هكذا كالمصيدة !، ألا يستحق المواطنون السعي لهم بجدية على إنهاء معاناتهم من مخاطره الفظيعه !، فبوجوده يستفيد العابرين بتفادي مخاطره، وينفع المواطنين الساكنين بخدمتهم في تسهيل الحركة المرورية بسلاسة، فيحصل لنا بذلك الجمع بين عدم تعطيل منفعة التقاطع ودرء مخاطره عن مستعملي الطريق، ثم أنه يوجد خطابات ومطالبات تخص إيجاد كبري في هذا التقاطع، تقادم الزمان عليها وأصبحت تقارن بالوثائق والمخطوطات التاريخية، ولم يحدث حيالها أي شيئ يذكر، فيا ترى أيعقل كل هذا ؟؟ . إن المشكلة لا زالت قائمة حتى الآن، وكم تمنيت لو أن أحداً من المسؤولين المعنيين زار المنطقة، عبر الطريق الذي يمر بالتقاطع المذكور، والتقاطع الآخر، لرأى ذلك بعينه، فالمرء يندهش من هول ما يراه من الحوادث المرورية الجسيمة بهذه التقاطعات، خلال الأشهر والسنين الفائته، فهذه التقاطعات تسبب للمارة مخاطر وقلق ملازم في الذهاب والإياب إلى الرياض، خصوصاً أن الطريق يشهد ازدحاماً على مدار الأربع وعشرين ساعة وبشكل يومي . إنني هنا وعبر منبر صحيفة الخرج اليوم، أتوجه بخالص الصدق والوفاء، وبدافع إنساني، إلى عموم من يقرأ رسالتي هذه، من إخواني المواطنين في كافة البلدان، الذين يرتادون طريق الرياضالجنوب عند مرورهم بمدينة نعجان، أنه يجب عليهم إتخاذ أقصى درجات اليقظة والحذر والاحتياط من هذين التقاطعين اللذان أديا إلى إقلاق راحة العامة، فهي خطر محض تتهدد كل العابرين، وأن عليهم التيقظ قبل الوصول إليهما، فلا يكاد أحد يمر من خلالهما إلا ويشعر بعدم الطمأنينه، لما لهما من مخاوف تتسيطر على قائدي السيارات، فتربكهم وتخل توازنهم، فإن سلموا من وقوع حادث لهم فنعمة من الله، وإن كان غير ذلك فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله . وفي الختام لا أملك إلا أن أتوجه برسالتي هذه إلى المعنيين في وزارة النقل، وعلى رأسهم معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، فأقول: لابد من المبادرة بمعالجة هذه القضية ( بشكل عاجل )، وعدم تركها هكذا، ونلتمس منه معالجة مخاطر تقاطع مدخل نعجان، عبر إقامة كبري، أو جسر، كما سبق المطالبه به مراراً وتكراراً، ليأتي حلاً ناجعاً ومريحاً، فهو يعتبر مدخلاً مهماً يؤدي إلى وسط مدينة نعجان، ويسلكه العديد من المركبات ويواجه زحمة شديدة في كل وقت، وأتذكر أنني سبق أن كتبت مقالاً في صحيفة الجزيرة نشر بالعدد رقم ( 13868 ) وتاريخ 8/10/1431ه تحت عنوان ( مقترحات لتجنب مخاطر تقاطع مدخل نعجان )، أوضحت فيه المعاناة من هذا التقاطع، ومدى خطورته، وبعض المقترحات والآراء، وكافة التفاصيل المتعلقة بهذا الشيئ، وكذلك مقال سابق قبل ذاك، نشر في نفس الصحيفة بالعدد رقم ( 12113 ) وتاريخ 25/10/1426ه تحت عنوان ( خطورة التقاطعات في شوارع " نعجان " بالخرج )، ولم أرى رداً حتى الآن من أي مسؤول عن جميع المقالات . ونناشد كذلك بالسعي على إغلاق تقاطع حي العثمان، مع إعادة تشغيل الإشارة الضوئية (التنظيمية) التي ذكرناها سابقاً، والتنسيق مع البلدية في إعادة تأهيل الموقع، بإزاحة الجزيرة الوسطية، وتخصيص الحيز الذي وضعت عليها الجزيرة لمرور المركبات بعد سفلتته، كما كان معهوداً فيما مضى، فهذا بمثابة الحل البديل الناجح، وهو يفي بالغرض المنشود، ففيه حماية للعابرين، وكذلك تخفيف لسرعة المركبات عندما يتوقفون لدى الإشارة، خاصة إذا علمنا أنه يتواجد الكثيرين من الناس لدى المحلات التجارية للتبضع شمال الإشارة بقليل، وأيضاً تواجود الحي السكني (حي العثمان) بالقرب من الإشارة .... إلى آخره ، والله ولي التوفيق ،،، محمد بن عبدالله آل فهيد الأربعاء 20/12/1432ه