- مقولة قديمة نسمعها من آبائنا ومن كبار السن ولا نعرف معناها أو محتواها . ولكن بعد جلسة مع النفس , و الاختلاء بها ,والتمعن في معناها عرفنا محتواها ,والمقصود منها, وما ترمي إليه . - فقد يصادفك شخص تراه بصفة دائمة إما جار لك, أو زميل عمل, أو صاحب متجر تمر به كل وقت لتأخذ حاجتك ويكون الاتصال معه رسمي بلقاء التحية , أو خذ وهات وكفى, وقد يكون في قرارة نفسك اتهامه بالكبر أو( ثقالة الدم) ولو حصل صدفة و جلست مع هذا الشخص جلسة أخوية لمدة خمس دقائق تزيد أو تنقص بقليل لِسبب كان فقد تتغير النظرة في لمح البصر, وربما يكون بعد هذه الجلسة من أعز أصدقائك , وتذكره بما كنت تتهمه به في نفسك, وربما تعدى هذا الأمر إلى محاولة استغلال الأمر لجذب هذه المعرفة لتكوين علاقات أعمق بكثير, فكم من أشخاص اتهمناهم بالكبر والغرور سواء كانوا من بيئتنا أو من رجال المجتمع أصحاب الري والمناصب والإعلام دون سبب واضح, عدا أننا لم نرتح لهم من النظرة الأولى, والعكس صحيح, كم من أشخاص فعلنا المستحيل لتوثيق المعرفة بهم لمجرد ارتياح أولي, وبعد المعرفة ثبت عكس ذلك, ففي العام الماضي وفي وقت التعداد كنت من ضمن العدادين لمدينة الرياض وكانت كل مجموعة من مجموعات التعداد تقوم بالذهاب إلى مقر التعداد, وذلك لاِكمال العمل المكتبي , وكنا نتبادل الخبرات والمواقف اليومية التي تمر على كل موظف منا, فقام أحد ألإخوة ذكره الله بالخير وكانت منطقة التعداد الخاصة به هي في الأساس ضمن الحارة التي يسكن فيها منذ سنوات فقال انه يوجد في هذه الحارة رجل في منتصف العمر أتبادل معه شعوراً بعدم الارتياح (يعني بالعامية ما حد يرتاح للثاني) فيقول حاولت مراراً تجاهل المرور على منزله حتى أتيقن أنه غير موجود كي أٌقابل احد أبنائه أو أخوانه, وأستلم منه المعلومات المطلوب استيفائها ولكن لم أستطع ذلك, فطرقت الباب مؤملاً أن يفتح الباب أحد غيره, ولكن لا مفر هو من فتح الباب, وكان يوماً ممطراً فدعاني للدخول كي يملي علي المعلومات في الداخل, فدخلت وأنا متردد, وذلك بسبب الفكرة الأولى عنه,بدأ الوقت بطيئاً بالنسبة لي ,ولكن بعد تجاذب أطراف الحديث والاستفسارات المتكررة مع أصحاب المنازل, بدا الأمر يتغير, والنظرة تنقلب رأساً على عقب من كلا الطرفين, وفي لحظة قام صاحب المنزل بمصارحتي عن الفكرة الأولى ورددت في الحال لدي نفس الشعور, ولم أخرج بعد أخذ المعلومات منه إلا بعد وعد مني ووعد منه بتبادل الزيارات الخاصة. وبعد انتهاء وقت التعداد بقينا على تواصل مع الزملاء فاخبرني هذا الزميل أنه قرر أن يذهب إلى جاره يطلب الزواج من إحدى أخواته. فالشاهد من هذه القصة هو أنه لا ينبغي علينا إطلاق ألأحكام على أي شخص يقابلنا أو نراه بمجرد أن شكله يوحي إلى كذا وكذا بل لا يحق لنا ذلك إلا بعد معرفته معرفة تامة والتعامل معه تعامل مباشر . وقد قيل في القدم لا (هل سافرت معه ؟ قال: لا. قال: إذاً لا تعرفه حق المعرفة ) هذا وصلى الله وسلم على سيد الخلق أجمعين. محبكم في الله سعود بن علي القحطاني جامعة الخرج