لم أعجب حينما توالت الحروف والكلمات بكل الصحف وموارد الكلمات سواء بالصحف الورقية أو بالصحف الالكترونية عند كتابة كلمات الرثاء والتعزية بوفاة الشيخ صالح الراجحي رجل يستحق هذه السيرة العطرة التي خلفها وهذه القلوب التي تألمت لفراقه لم استغرب لدعوات الغيب التي سمعتها بنفسي وتوالت من أناس لربما لم يقابلونه ولم يكونون على صلة به عن كثب ولكن تلك الأيادي البيضاء التي لم تفنأ ولم تقف عند حدود عطاء معينه فغمرت بصفحاتها الكثير من المشاعر تجاهها ، هذه الأيادي التي خلفت وراءها دموعا بكت فراقه وخسارته ، ويبقى في عقولنا أنه ذلك الأب الحنون والقلب الرحيم مدرسة الخير والعطاء لم يذهب فذكره باقي وعمله الخيري لا يزول إلا بزوال هذه الدنيا لقول الرسول صلى الله عليه و سلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) والمتأمل في طبيعة ما أوقفه رحمه الله يجد انه إفراز طبيعي وذاتي لمسئولية هذا الرجل تجاه مجتمعه ورسالته في الحياة و ايضاً تعايشه مع بني دينه و وطنه والمسلم هو من يحيا بأهله و ذويه وإخوانه في الدين و الوطن يستشعر آلامهم و آمالهم إذ قدمت أوقاف الشيخ صالح الراجحي ألوان من التكافل الاجتماعي كمواساة الأرامل و الفقراء و اليتامى و المحتاجين و رعاية العلم و طلابه و صيانة المؤسسات الدينية و الإنسانية ، لذا لم أعجب عندما تلقيت عبارات العزاء لي شخصيا ولم أعجب عندما قلتها لجميع من عملوا مع هذه الشخصية العصامية بأحد أكبر مشاريعه الخيرية حتى وإن لم يحظى بعضهم بشرف لقائه لكن ما تعلمناه من هذا العمل الخيري أننا جزء من جسد واحد . انتظرت حتى هدأت حروف وكلمات محبيه لأكون ممن يواصل الكتابة عن هذه الشخصية الرائعة التي أسست بالمملكة الكثير من الأعمال الرائعة التي كانت أولا وأخيرا بحر من العطاء المستمر الذي لا يزول برحيله . اسأل الله أن يرحمه , و يتقبل عمله الصالح .