يرحمك الله يا أمير القلوب ... يا سلطان الخير والعطاء ، والبذل والجود والكرم ، يا من كنت راعي الضعفاء والمساكين ... يا من كنت نصير الأرامل والمقعدين ... يا من كنت كافل اليتامى .. يا من سعيت إلى علاج المرضى والمسقومين ،وساعدت المحرومين ورفعت الضر عن المتضررين ، ومددت يد العون للمحتاجين ودفعت ديون المديونين ، وأكملت لكثير من الشباب نصف الدين ، أطلقت سراح كثير من المسجونين والموقوفين ، وعتقت رقاب الغارمين ... فزرعت رحمك الله الابتسامة على أفواه من كانوا قد يئسوا منها ، فعطاؤك فاض انهارا روت كل ذي صاحب حاجة ... يا من تحاملت على مرضك فزرت أبناءك حماة الوطن وأبيت إلا أن تطبع قبلة العرفان والمحبة والاعتزاز على رأس كل واحد منهم .... يا من ... ويا من ... ويا من تعجز الكلمات والحروف عن رثائك ، ويا من تقف الألسن صامتة ، والعيون شاخصة ، وتأبى العبرات إلا أن تذرف دموعا لا تفي عن ما بها من حسرة الفراق ومرارة البعاد ... هذا ما كان عن سلطان الخير والعطاء ... فماذا عن سلطان الدولة ، كان يرحمه الله رجل دولة من الطراز الأول ... رجل المهمات الصعبة ، كانت بصماته واضحة وجلية في كل قطاعات الدولة عبر ست حقب زمنية متتالية ، بدءا من الجانب العسكري مرورا بالجانب السياسي والاقتصادي والصحي والاجتماعي وانتهاء بالجانب الإداري الذي كانت بصماته يرحمه الله قوية في تطوير النظام الإداري والهيكلي وبناء الدولة بكل مراحلها وذلك من خلال قيادته لكثير من المجالس والهيئات واللجان والتي كان يبذل فيها يرحمه الله جل جهده ووقته وتفانيه من اجل هدفه المتمثل في إعلاء راية هذا الوطن عاليا وخفاقا.... ان ما يواسينا اليوم ويخفف آلامنا ومصابنا الجلل ويهدئ نفوسنا وروعتنا ان أفعاله الطيبة وأياديه البيضاء مع القاصي والداني ، المواطن والمقيم ، الكهل والصبي ، الأم والبنت ،وفي الداخل والخارج شواهد على مآثر نحسبها لا تضيع ان شاء الله عند الديان الكريم .... فرحمك الله ياأمير القلوب وأسكنك فسيح جناته «إنا لله وإنا إليه راجعون»