بسم الله الرحمن الرحيم ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن النبي قال (ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، فهذه هي الأيام التي نعيشها، لكن وقد عرفنا أنها فاضلة، فماذا يستوجب علينا أن نفعله؟؟ أو بمعنى آخر فكيف نطلب فضلها؟؟ وأحب أشرك القارئ الكريم في بعض ما يمكن أن نتواصى به في ذلك: 1 الحج في هذه الأيام، وهو أعظمها، وهو كفارة لجميع الذنوب وينفي الذنوب والفقر إذا تابع العبد بينه وبين العمرة. ولا يكره الاعتمار فيها، وقد ثبت أن النبي أعمر طائفة من أهله في عشر ذي الحجة. 2 الصوم، والمراد به صوم الأيام التسعة الأولى، أما يوم العيد فلا يصح صومه، ويوم عرفة للحاج يستحب فطره لمن لا يقوى على الدعاء، أما إذا كان يقوى فله صومه، وهو قول جماعة من الصحابة والتابعين، كعائشة أم المؤمنين وابن الزبير وعطاء وقتادة وغيرهم. بل يرى بعض العلماء أن من صامه لا يموت في عامه، لأنه ثبت أن صومه يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة. وأما ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صائما في العشر قط) فقد قال العلماء هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة قالوا وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة. 3 الأضحية في يوم العيد، وهي من أفضل ما يفعل المؤمن، وفي سنن الترمذي وابن ماجة: عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فيطيبوا بها نفسا " . رواه الترمذي وابن ماجه 4 الصدقة، وأفضلها على ذي الرحم الكاشح، الذي لا يحبك وعنده الضغينة عليك في قلبه. 5 حفظ القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته. 6 التكبير والتهليل والتحميد: فيشرع في هذه الأيام التكبير؛ أن يكبر الإنسان ليلاً ونهاراً رافعاً صوته بذلك إن كان رجلاً، وتسر به المرأة، فيقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، أو يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً وهذه من السنن المنسية، وحبذا لو قام طلاب العلم بنشرها. 7 صلة الرحم وبر الوالدين. 8 الإحسان إلى الخلق. 9 تعلم العلوم الشرعية. 10 رعاية الأرامل واليتامى. ومعلوم أن وجوه البر كثيرة، وإنما هذا من باب التمثيل فحسب. وأختم بالتنبيه على رواية ضعيفة في شأن هذه العشر وهي ما جاءت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر " . رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي إسناده ضعيف والعجب أن الناس غافلون عن هذه العشر تجدهم في عشر رمضان يجتهدون في العمل لكن في عشر ذي الحجة لا تكاد تجد أحداً في حين ذكر كثير من العلماء أن الليالي العشر التي ذكرها الله في قوله (والفجر وليال عشر) ونسب هذا إلى مجاهد والسدى والكلبى ، بل نسب إلى الرسول من رواية لم تثبت، لكن هذا القول رجَّحه الكثيرون ، وبخاصة أن الليالى العشر ذكرت مع الفجر، وكثيرون من المفسرين قالوا : إنه فجر يوم النحر. وهى كما قالوا : ليالى أيام عشر . بل وفضلها بعض العلماء على عشر رمضان، وقد يجمع بأن ليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل، وأيام عشر ذي الحجة أفضل، كما ذكره بعض العلماء. وعلى كل إذا قام الإنسان بالعمل الصالح في هذا الأيام العشرة إحياء لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأعمال الصالحة. فإنه على خير عظيم. والله المسؤول أن يوفقنا في هذه الأيام لما فيه الخير والصلاح. أ/ سميرة بنت محمد البلوشي محاضر بكلية التربية بجامعة الخرج بوادي الدواسر