ما ألطف الرحمن حين جعل لنا مواسم يتزود فيها المسلم ليوم عظيم وموقف عظيم والعبد المؤمن يتنقل بين تلك المواسم والأوقات وكله رجاء أن يقبل منه ربه ما قدم يوم أن جد وأجتهد وعلم وعمل وأخلص وأصدق كله رجاء أن يتجاوز عنه ربه ويدخله جنات تجري من تحتها الإنهار ,,,,,,,,,, قال تعالى ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولايظلمون نقيرا سورة النساء وقال سبحانة ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما سورة طه إنها أخي العشر من ذي الحجة فرصتك فلا تضيعها اغتنمها أخي ويتجلّى فضل هذه الأيام أيضاً كونها أفضل أيام الدنيا فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" أفضل أيام الدنيا أيام العشر \" . هذه وقفات مع تلك العشر من ذي الحجة إن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم قال تعالى : وَالْفَجْرِ{1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ{2} الفجر (1- 2 ) , ولا شك أن قسم الله تعالى بها يبين شرفها وفضلها , وجمهور المفسرين على أنها في الآيات عشر ذي الحجة وقال أبن كثير رحمه الله وهو الصحيح . - أن الله سبحانه وتعالى سماها في كتابه \" الأيام المعلومات \" وشرع فيها ذكرى على الخصوص قال تعالى \" َويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ... \" الحج(28) وقد ذكر بعض المفسرين أن الأيام المعلومات هي العشر الأولى من ذي الحجة . 3- أن الأعمال الصالحة فيها أحب إلى الله تعالى فيها من غيرها عن أبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشرة فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد \" رواه أحمد - أن فيها يوم ( التروية ) وهو اليوم الثامن منها والذي تبدأ فيه أعمال الحج . 5- إن فيها يوم ( عرفة ) , وهو يوم عظيم ويعد من مفاخر الإسلام , وله فضائل عظيمة , لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها , ويوم العتق من النار , ويوم المباهاة , فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ...الحديث رواه مسلم 8- أن فيها ( يم النحر ) وهو اليوم العاشر من ذي الحجة الذي يعد أعظم أيام الدنيا كما روي عن عبد الله أبن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: \"إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر , ثم القر\" رواه أبو داود . - أن الله جعلها ميقاتاً للتقرب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج , وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين - أنها أفضل من الأيام العشر الأخيرة من رمضان لما أورده شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله فقد سئل عن ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟؟ فأجاب \" أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان , والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة \" أ. ه كلامه رحمه الله . بعد هذا كله أخي هل من وقفة للنفس ومن رجوع وتوبه وحرصا غلى فضيلة هذه الأيام المباركة من بر وصدقة وحج وغيرها أخي لاتفرط لاتفرط لاتفرط وصية من محب لك في صيام يوم عرفة وهو يوم التاسع من هذا الشهر ويوافق في عامنا هذا الخميس الموافق 9/12/1430 ه اقرأ مافضل صيام هذا اليوم الذي أكرر لك الوصية وقبل هذا لنفسي المقصرة بصيامه فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يكفر السنة الماضية والسنة القابلة " رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ " وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا " رواه أحمد وصححه الألباني . وإليك أخي بعض فضائل هذا اليوم يوم عرفة اليوم التاسع من شهر ذي الحجة - 1 أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة : ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم تقرءونها ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . قال أي آية ؟ قال : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " المائدة :3 . قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم : وهو قائم بعرفة يوم الجمعة . 2- أنه يوم عيد لأهل الموقف : قال صلى الله عليه وسلم : " يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب " رواه أهل السنن . وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال : " نزلت - أي آية ( اليوم أكملت ) - في يوم الجمعة ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد " . 3- أنه يوم أقسم الله به : والعظيم لا يقسم إلا بعظيم ، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى : " وشاهد ومشهود " البروج :3 ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة .. " رواه الترمذي وحسنه الألباني . وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله : " والشفع والوتر " الفجر :3 ، قال ابن عباس : الشفع يوم الأضحى ، والوتر يوم عرفة . وهو قول عكرمة والضحاك . 4 أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم : فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ، فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلا ، قال : " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من يعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون " الأعراف :172-173 ، رواه أحمد وصححه الألباني ، فما أعظمه من يوم وما أعظمه من ميثاق . هذه همسات ووقفات لك أخي مع عشر فاضلات فلا تفرط فيها بوركت كلنا أخي لانعلم متى نفارق الدنيا وهل سنعيش حتى العام القادم يجب علينا وكل ابناء البلدة الغالية محافظة عفيف هل سندرك مواسم الخيرات من السنة الماضية أم لا فكم من اخ لنا فارق الدنيا ولم يصم معنا رمضا ن الماضي ولم يعيد عيد الفطر معنا وكم من الاخوة لم يدركوا تلك العشر الفاضلات ويبقى السؤال هل سندرك نحن يوم عرفة وهل سندرك مواسم الخيرات في السنة القادمة أم يأتينا هادم اللذات ماذا اعددت اخي ليوم الآخرة أوصيك ونفسي باتباع والامتثال لأوامر الله ورسولة عليه الصلاة والسلام ودعواتي لك أخي بأن يجمعنا ربنا في جنات النعيم ,,,,,,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته