أول جمعة في رمضان صلينا أول جمعة في هذا الشهر المبارك ، ولاحظ الجميع قلة عدد المصلين ، ولا يعلم ما هو السبب ، هل هو السفر ، أم النوم ، أم غيره من الأسباب ، لمني تذكرت صلاة الجمعة في رمضان قديما ، عندما كنا نسير على الأقدام لمسافات طويلة ، يشجعنا كثرة الماشين للمسجد ، وعلى رأس كل شخص سجادة ، لأنه لن يجد مكانا له في المسجد ، عندما كنا صغارا وكنا نذهب لمسجد "ابن عجروش" أو مسجد "الخريجي" أو "الشعيبي" ، والمساجد كانت من الطين ، بمعنى لا تكييف ، فقط مراوح تخشى أن تسقط عليك من شدة الاهتزاز والأصوات المنبعثة منها . ولعلي لاحظت ملاحظة وهي تقدير وتوقير الجمعة لدى غير السعوديين أكثر من منا ، فتجد العمّال يغتسلون ويلبسون ثيابا جديدة ، رغم سوء حالتها ورخصها وتمزقها أحيانا ، لكنها مغسولة ونظيفة ، بينما تفاجأ في بعض الشباب حقيقة عندما ترى ملابس رياضية لعب بها طوال الليل ، أو ثياب نوم "بيتية" وآثار "الشوربة" و"الفيمتو" عليه مما يدل على عدم استعداده ليوم الجمعة . وهذا ليس على العموم ، فإنك ترى آباء وقف بجانبهم أبناؤهم ، يلبسون ثيابا سعودية و"طاقية" و "شماغا" أو "غترة" ، وتبعث منهم رائحة زكية ، فأتمنى ذلك من الجميع حتى لا نرى في مساجدنا مثل هذه المناظر التي ذكرت آنفا ولنتذكر قوله تعالى : {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ... الآية} . كانت الخطبة عن أحكام الصوم ومفسداته ، وبعد الصلاة بدقيقتين تقريبا ، تكاد لا ترى أحدا في الشارع غير أولئك البائعين عند أبواب المسجد ، والذين تفاجئوا هذا الانسحاب السريع . أعجبني ما رأيته قبيل آذان المغرب من البعض ، عندما رفعوا أكف الضراعة لله وحده ، مستغلين هذا الشهر الكريم ، وآخر ساعة في يوم الجمعة ، ودعوة للصائم عند فطره لا ترد ، فأخذوا يسألون الله من خيري الدنيا والآخرة ، راجين من الله أن يقبل الدعاء {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ...} سعود بن عبدالله الضحوك [email protected] السوالف السابقة : نحمد الله .. أن بلغنا رمضان بالشكر تدوم النعم