السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اعزائي هذا أمتداد للمقال السابق المعنون ب دكان أبي سعيد ، على هذا الرابط http://www.kharjhome.com/articles-a...show-id-794.htm فعذراً أيه القراء الكرام ، فالواقع القاتم ذا الصور المتشابهة ، والتي التقطت بشكل خاطئ ، يفرض علينا تعديلها لتقرأ بشكلها الصحيح فلقراءة الصور بُعداً أخر غير الاستمتاع بالمشاهدة . قد وصلت صور حياة أبي سعيد بحمد الله لمرحلتها الأخيرة بعد عناء الشطب والتبديل والتحرير وهنا نعرض الصورة بعد نجاح العملية لعل أشباه أبي سعيد يسعدون بما سعد به . كان هذا القرار الذي أتخذه أبو سعيد هو الأول من نوعه في حياته فقد كان لابد له أن يقر بأن لكل زمان جيله ورجاله وأفكاره ، وأنه لا يرتقي إلا صاحب التطوير والتجديد . وجاء هذا القرار بعد مراجعات قام بها مع نفسه ، وخاصة بعدما كان يستمع بشغف لأحد كبار أهل الفضل في الإذاعة والذي قد طلب الإعفاء من منصبه الوزاري لما رأى أن الحال والمقال يحتاج لأفكار شابة متجددة يدب الحماس والنشاط في نفوسها ، ورضي هذا الوزير بأن يكون مستشاراً في الوزارة . أستقر في نفس أبي سعيد أن ما كان يقوم به من منازعات ، ومشاجرات وجدانية ونفسية ، وملاسنات كلامية ، لا تعدوا أن تكون نزغ شيطان ، وصراخ صبيان ، ( فالكبار لا يضرهم ولا ينقص من قدرهم لو تميز غيرهم ، فيكفيهم شرف العمل وأنهم قدموا لمجتمعهم ولو شيئاً يسيراً )، - فالعامل ليس كالعاجز ، والمنتج ليس كالعالة والمتطفل ، وأستقر في نفسه كذلك أن لكل عمر ما يناسبه من المهنة والعمل ، فما يصلح في عمر الشباب لا يصلح في عمر الشيب والكهولة ، فالداعية الشاب قد يقوم بما لا يقوم به الداعية المسن ، والموظف الشاب ينتج أكثر ما ينتجه الموظف المسن ، وقل مثل ذلك الأديب والشاعر ، والكاتب والصحفي ، وكلاعب الكرة أيضا ، وضع أبو سعيد لافته على دكانه ،( الدكان للتقبيل ) العجيب أنه كان ينظر للافته وهو مبستم وينظر للناس بكل ثقة ، مما أشعر من حوله أنه أتخذ القرار برضا نفس وطيب خاطر ، - ما أكبرك يا أبا سعيد وما أكبر نفسك .. لقد شعر بأنه ليس من العيب أن يتراجع الرجل عن قرار اتخذه ، وعن رأي أصدره ، وعرف أنه قد أخطأ فيه ، ليس عيبا أن يتنازل المرء عن مكان عشقه وأحبه وعاش معه ليله بنهاره لما رأى أنه عجز أو ضعف وتكاسل على أن يرتقي بمكانه كما لو كان أيام شبابه ونشاطه ليفسح المجال أمام كل طموح . ما أحوج بعض الوزارات والدوائر والإدارات لأمثال أبي سعيد ، أن يقف بشجاعة أمام الناس ويقول من يحمل عني الراية فقد أحببت أن أترجل ، لأستمتع بباقي عمري وأنا أرى الجيل القادم وهو يكمل ما بنيت ويرمم ما تهاوى منه ليقف البناء شامخاً عالياً ، وليستمر الإنتاج فيه والبناء ، تنبيه : هناك أمراً لا يمكن أن يتنازل عنه المرء ولا ينبغي أن يترجل عن رحله وهو الدعوة إلى الله تعالى بشكلها العام فهي ديانة وعبادة تستمر باستمرار الروح والحياة حتى يأتي اليقين ، وقد يصح الترجل في بعض ممارساتها ( كالإدارة الدعوية والتربوية والخيرية ) وماعدا ذلك حظوظ دنيا قابلة للتنازل والإيثار . انتهت الحكاية ....ودمتم بعافية محمد فرحان العنزي