هناك ثلاثة أنواع من الفيروسات يمكن تسميتها بفيروس الإنفلونزا وهي (A,B,C).يتضمن فيروس الإنفلونزا (A) قائمة طويلة من الأنماط التي تتعرض لتحولات جينية أدت إلى حدوث أوبئة عديدة أصابت الإنسان و االطيور والخنازير، وقد سبب هذا الفيروس وباءً موسمياً للإنسان عبر القرون من أشهرها وأشدها ضراوة الإنفلونزا الإسبانية 1918م (H1N1). أما عن طريقة انتقال العدوى فإن هذا الفيروس عادة لا يصيب الإنسان ولكن في الفترة الأخيرة طرأ تغير على الفيروس بحيث بدأ ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق استنشاق جزيئات محملة بالفيروس عند سعال أو عطاس شخص مريض. أو عند ملامسة أسطح ملوثة بالفيروس ونقلها للفم أو للأنف. ومن الواضح أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم الأطفال دون 5 سنوات، والنساء الحوامل، و الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو والسكر وأمراض القلب وغيرها، و المرضى الذين يتناولون أدوية تخفض من مستوى المناعة مثل مرضى الأورام ومرضى زراعة الأعضاء، والأشخاص المصابون بنقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والمدخنون، والمصابون بالسمنة المفرطة. أماالأعراض فهي نفس أعراض مرض الإنفلونزا العادية الموسمية مثل: ارتفاع درجة الحرارة، الصداع والإرهاق، رشح وألم بالحلق، سعال جاف، إسهال وقيء. وهناك ما يسمى علامات الخطورة لدى البالغين وتشتمل على أعراض بالجهاز التنفسي مثل صعوبة أو ضيق التنفس، بلغم دموي، ألم في الصدر، علامات التهاب رئوي سريري أو بالأشعة. كما أن هناك أعراض في غير الجهاز التنفسي مثل اضطراب الحالة الذهنية أوالعقلية، ارتفاع درجة الحرارة لمدة تتجاوز 48 ساعة رغم استخدام الأدوية والعلاجات، انخفاض ضغط الدم.أما لدى الأطفال فإن علامات الخطورة تتضمن صعوبة أو تسارع في التنفس، ارتفاع درجة الحرارة، كثرة السعال، القيء، ازرقاق الوجه، قلة شرب السوائل، صعوبة إيقاظ الطفل النائم، الخمول وعدم الرغبة في اللعب. ولحسن الحظ فإن الوقاية من هذا المرض ممكنة عن طريق الحرص على غسل اليدين بشكل جيد بالماء والصابون وخصوصاً بعد الكحة أو العطس ويفضل استخدام معقمات الأيدي، تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس والتخلص من المناديل في الأماكن المخصصة للنفايات، البعد عن الأشخاص المشتبه في إصابتهم بمسافة 1 متر على الأقل، تجنب الأماكن المزدحمة، ارتداء الكمامات عند التعامل مع الأشخاص المشتبه في إصابتهم، عدم لمس العين والأنف والفم. أما العلاج فهناك عدة أدوية متوفرة حالياً نجحت في التقليل من حدة الأعراض ومدتها، وكذلك التقليل من حصول مضاعفات الإنفلونزا. بقلم : د / شمويل أحمد محمد يوسف أستاذ مساعد الأحياء الدقيقة الطبية والمشرف على قسم التمريض بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالخرج جامعة الخرج