أستغرب حقيقة من الصراع القائم بين سكان الدلم واستماتة أهالي ( حي الصحنة ) في التفرد بالخدمات وعزل الصحنة عن الدلم ! لا أدري ما الذي أجج الصراع وأوجد هذه العنصرية البغيضة التي أتت على الأخضر واليابس وزرعت الاختلاف في نفوس الصغار من الكبار وجعلت الأصوات تتعالى والنفوس تمتلئ بالحقد والضغينة ؟! لا أدري ما هذا التفكير العقيم الذي أجهض عدداً من المشروعات كان من المزمع البدء في تنفيذها لولا أن هناك من يصر ويتمسك بأن يكون هذا المشروع في الدلم والآخر يقول في الصحنة مع أن الصحنة أحد أحياء الدلم التي يتبعها الكثير فلا أدري هل يميز أهل الصحنة عن غيرهم شيء ؟! زائرة من الدوادمي حين وصلت قالت أنت في الدلم أم الصحنة ؟! تبسمت على مضض وقلت لها المنطقة واحدة قالت من سيوصلنا إليكم يقول المكان الذي تريدونه في الصحنة وأنتم الآن في الدلم فماذا تريدون ؟ وأخرى من دولة عربية استغربت من قولي الدلم والمكان في الصحنة قلت في نفسي حتى أنتم يا أشقائنا أما يكفي تقسيم العرب ! وأخرى كلماتها العربية مكسرة ومع هذا تقول : دلم وإلا صحنة ؟! من أوجد هذا التقسيم ولماذا أتى من الأصل مع أن أي عقل يرفض هذا التقسيم ويرفض العقول المتحجرة التي تقف حجر عثرة أمام كل مشروع يبدأ تنفيذه وليس أدل على ذلك من الخلاف الذي وقع فيه السكان على مكان مستشفى وكلية وبقى الخلاف على صيدلية و( بقالة ) ! حتى أسواق الدلم الدولية نالها نصيب الخلاف فاحتج أهالي حي الصحنة وقالوا الأسواق عندنا فلماذا يسمونها أسواق الدلم ! حقاً .. شر البلية ما يضحك بل الأكثر طرافة حين قالت لي ( مثقفة ) لماذا تقولين الدلم وأنت في الصحنة .. أليس لديك وطنية ! لا تعليق ما يفكر فيه من يرفض هذا التقسيم من العقلاء يقول ما الفائدة من هذا التقسيم ؟! هل سيصرف للصحنة ميزانية مستقلة ؟ هل ستستقل بأمارة ويتبعها ما حولها ؟ كل مشروع يشيد في شمال بلادي هو لجنوبها ، لكل شبر فيها أليست الخدمات الموجودة في مناطق المملكة هي منظومة تخدم بعضها البعض لتكون في خدمة المواطن ؟! يا أهالي الدلم أوقفوا هذا الفكر العقيم ولتتوحد كلمتكم لخدمة مدينتكم ولتعملوا على النهوض بها واطرحوا عنكم تأجيج الصراع الذي يتمسك به كبار السن أكثر من غيرهم والذي يوماً سينمو في نفوس الصغار ويصبح فيه هدر لأشياء كثيرة قد يكون من بينها هدر للأرواح واللبيب بالإشارة يفهم ! ولتجعلوا من توقف بناء المستشفى ( المهجور ) بداية انطلاقة للنهوض بالخدمات التي تفتقدها الدلم كالتي توجد في شقيقه مستشفى الأمير سلمان من عدم تواجد حضانة للمواليد والتي تعرضهم لخطر السرقة وتوفيراً للدم عن طريق ايجاد بنك للدم يخدم المحتاجين لإسعافهم ببعض الدم كأقل تقدير لحين نقلهم لمستشفى آخر . الدلم تحتاج لنبذ الفرقة وقتل ( الحسد ) وترك ( الفضول ) الذي وللأسف أصبح علامة فارقة لأغلب أهلها وما كتبت هذا لأشهر بمكان غالٍ على نفسي بقدر ما هو دعوة من القلب لأن نكون كما يجب أن نكون وما يحسن بنا أن نكون . خميسية الغنيم بعيداً عمن شكك في مصداقيتها والهدف منها وكما هي عادة من يسعى للصعود على أكتاف الغير ويؤلمه أن يصل غيره لما عجز عن الوصول إليه .. شكراً للشيخ سعد الذي فتح الباب للارتقاء بالفكر في الدلم فجمع نخبة في أولى لقاءات الخميسية التي نتمنى أن تكون مستقبلاً منارة في السمو الفكري وشحذاً للحراك الثقافي .