منذ قيام حرب الخليج الأولى والتيار العلماني والليبرالي يسدد الضربات إلى التيار الديني المحافظ الضربة تلو الأخرى ، وفي المقابل فشل وربما لم يحاول التيار المحافظ أن يرد له الصاع صاعين ، بل أكتفى بالدفاع ورفع الأصوات من فوق المنابر أومن خلال القنوات الفضائية المحافظة غير المؤثرة ودائماً الدفاع لا يثمر لأنه يأتي بعد أن طبخت الطبخة واختلطت مكوناتها ولم يبقى إلى أكلها . عن فكر التيار المحافظ انحصر منذ ذلك الوقت في الدفاع دون الهجوم ، ومن المعروف أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم . إن هذا الفكر جعلهم يخسرون مواقعهم المؤثرة في المجتمع والدولة واستطاع التيار الآخر أن ينتزعها منهم ويسخرها لمصلحته . وفي مقال سابق ( العلمانيون يعملون والآخرين يتكلمون ) تكلمت عن هذه النقطة الحساسة وحذرت المحافظين من الاكتفاء بالدفاع بل عليهم المبادرة بالهجوم وطرح المشاريع والأفكار المستقبلية ولكن لا حياة لمن تنادي . حتى استفاقوا على ضربة أخرى فبعد إسقاط فضيلة الشيخ اللحيدان هاهو الدور على فضيلة الشيخ الشتري ، وفي الطريق السعي لتهميش دور هيئة كبار العلماء والتي باتوا يسمونها ( هيئة كبار المشاغبين ) ؟! . أنا أستغرب إلى متى هذا الضعف والتفرق في صفوف المحافظين بينما نجد اللحمة والاتفاق في صفوف الطرف الآخر ، والدليل على ذلك عشرات المقالات التي تصدرت صفحات الجرائد اليومية حول موضوع واحد وهدف واحد هو إسقاط الشيخ الشتري ومن خلفه هيئة كبار العلماء ومن ثم تهميش وإسقاط الدور الديني والشرعي في المجتمع . ياسادة يا محافظون إلى متى وأنتم تتفقون على معادات بعضكم وتختلفون في معادات أعدائكم بينما الآخرون مختلفين في معادات بعضهم ومتفقين على معاداتكم أيها المحافظون . وللإيضاح فالتيار العلماني والليبرالي يوجد بين أفراده خلافات ولكنها تنسى عند الاتفاق على التيار المحافظ إن الحل يكمن في توحيد صفوف المحافظين وتحديد أهدافهم وتجميع قدراتهم والمبادرة إلى طرح المشاريع المثمرة للمجتمع طرحاً متجدداً غير متصادم وعندما تكسب المجتمع تكسب الدولة وبهذا تقطع الطريق على الآخرين . وفي حالة استمرار الأمر على ماهو عليه فإن الأمور لا تبشر بخير !!! فمن الضحية القادمة ؟؟؟؟ صقر بن سعد الفوزان