يتخيل الاخوان والأخوات أن السعادة تأتي بعد النجاح أوتحقيق الأرباح أو قدوم ظرف جميل يبتهج فيه الإنسان أو مناسبة خاصة يسعد ويفرح فيها فتراه ينتظر .... ويطول انتظاره انتظارا منتظرا .ليسعد لكن متى يأتي الزمان والمكان فتمر الأيام تتساقط كأوراق شجرة من العمر والأصحاب يترقبون ثم يبدؤن بالتفاعل في رحلة السعادة في الحياة إن تحقق لهم الغائب المنتظر أويموت الشجر واقف بدون إزهار وإثمار لذا نقول للجميع في مشاركانتا المتواضعة إن السعادة سلوك يغرس في الأجيال مبدأ وعادة ليتعلم النشىء كيف يسعدون أنفسهم منذ نعومة أظفارهم ويتفائلون بحياة جميلة فشعوب شرق آسياء يقابلونك بابتسامة جميلة تعبر عن ثقافة سعادة طبيعية وسط شريحة عمالة كادحة تعاني ظروفا متعددة أهمها الاقتصاد والطقس ووسائل التنقل والاتصال فتقرأ في محياهم عناوين الابتسامات المعبرة والجميلة في كل لقاء في اليوم الواحد مع رقصة الرأس المؤكدة للتحية والمعبرة للاحترام من أجمل لحظات العيش ومتعة الحياة الابتسامة والسعادة اليومية والبهجة ومقابلة الآخر بابتسامة وسعادة تحقيقا لمخرجات سلوكية بالمحاكاة والمعاشرة والتطوير السلوكي ومكافحة التصحرفي أرض الإسعاد الخضراء نرى بيننا ومن حولنا أناس يعيشون في أجواء سوداء مظلمة فيها أفكارمن الهم والغم والحزن والكآبة والكدر حتى أن البعض يلجم نفسه عن الضحكة بل يحتقر ويستهين بمن حوله من السعداء ظنا منه أنه المصيب والمحق لكنه هو يعيش في بحر لجي في عقله الباطني تغمره أمواج من الأفكار والتخيلات والصور المتنكررة من مسلسل الحياة إن التطوير الشخصي في حياة الإنسان مطلب ضروري لتعديل سلوك وفكر وثقافة مهما كانت الأحوال والأوحال احتفالا واحتفاء بملفات السعادة لأن ديننا دين السعادة الحقيقية لنجدها تمتعا في أفعال العبادات والنظر ببصيرة في البيئة والكون والليل والنهار وخلق المخلوقات سعادة نجدها في حوار مع طفل وعامل وجار وصديق وكهل ومتعة في نقاش جميل مع الأقارب والأبناء وتأمل في الحياة وتدبر في أحداثها زر أحد البسطاء في قرية أوصحراء أو مزرعة ثم ناقشه وشاهد ألوان السعادة في فكره والابتسامات على محياه تجده سعيدا في جميع أوقاته ويسعد من حوله إن انتشار وكثرة الأمراض النفسية أسبابها سلوكية وأفكار وخواطر مؤلمة حتى أنها أصابت جهابذة المثقفين وصفوفا من المربين والمعلمين ففتح ملف السعادة يجب أن يكون عنوان حوار ومناقشة السلوكيات السلبية الخاطئة ضمن أهدافه فيطرح في اللقاءات لنمسح أفكارا ونسبح مع تيارات الشعوب السعيدة في منضومة ثقافة عصرية متألقة متوهجة مضيئة بألوان الود والصفاء ننسى الماضي بمآسيه وملفاته ونهتم بالحاضروالمستقبل المشرق ونبتعد عن أفكار أوهام ومعتقدات بالية موروثة من أجيال تحمل الهم والوهم ينشرون العدوى بأفكارهم المظلمة الإنسان طبيب نفسه يستطيع أن يطور سلوكه وتفكيره بمراحل متتالية فيحلق مع السعداء في أجواء السعادة المؤثرة في نظام الحياة اليومية فالنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم بل النفس كالحصان الذي يحتاج للتدريب والترويض بقوة اللجام والحبال حتى يسلك الطريق ويقفز الحواجز بل يرقص في المهرجانات الترفيهية السعداء تجدهم يفرحون لمن حولهم في شراء فلة أو سيارة أو زواج ويشاركون في المناسبات وكأنها لهم بسعادة وحب لكن الأشقياء الذين ابتلوا بالتلوث الفكري والتخلف الحضاري أشقوا أنفسهم ومن حولهم بسلوكياتهم وأفكارهم نسأل الله لهم الشفاء والسعادة في الدنياء والآخرة وسامحونا