الحديث عن مشاكل التعليم ومخرجاته ذو شجون,وتحدث عنه الخبراء,وغير الخبراء,بل وحتى العامة في مجالسهم , بحق , وبغير حق . ولكن يبقى من يباشر التعليم هم من يعاني يوميات الفشل والنجاح وهموم ومسرات التعليم , وهم أكثر من يسبر أغواره بصدق ومعرفة ( وأخص المعلم ) أكثر المتضررين المباشرين من دعاوي الفشل والوهن العام للتعليم والمتهم الرئيسي به , ولكن لعل ما يلفت الانتباه في دعاوي الفشل في العملية التعليمية من وجهة نظر أخرى غير مسموعة ( المعلم ) هو ما يظهر على أنه تخبط في القرارات من الوزارة أو من إدارة التعليم , من إلغاء قرارات صدرت لم يتم اكتمال تطبيقها , أو قرارات يرى المعلم أنها موجهة ضده , أو الفشل في إيجاد آليات تطبيق عملية مناسبة لبعض النظريات الجيدة , وحينما أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية بعد أن كان المعلم هو ركيزتها تم سلب أغلب الميزات التي كانت من حقوق المعلم وكأن الهدف هو إخضاعه لهذا المحور الجديد على اعتبار أنه هو الهدف من العملية التعليمية وأصبح كل ما سواه ( المعلم تحديدا ) محورا للشر قد أعطي ميزات في السابق لم يكن يستحقها يجب انتزاعها منه بحق القوة . وتعتبر أغلب القرارات الصادرة من الوزارة موجهة في خدمة الطالب وهذا حق , ولكن غير المفهوم وغير المبرر أن يتلازم حق الطالب مع قطع طريق المعلم وسلبه حقوقه وليس هذا وحسب بل وتكبيله بالتعاميم وقتله بالأنظمة حتى أصبح المعلم خائفا يترقب يحسب كل حركاته الإرادية وغير الإرادية لعلها تكون في خدمة هذا المحور العزيز . وبعد أن تم قتل المعلم معنويا لصالح ( محورنا العزيز ) تمكن هذا الأخير من سلب بقايا كرامة المعلم المهدورة بضربه من قمة رأسه مرورا ب.... حتى الوصول إلى أخمص قدميه وبما أنه لم يعد للمعلم كرامة فبالتالي عليه أن لا يدافع عن نفسه ( بحسب النظام ) إلا بعد أن يتم بطحه أرضا بحيث يصبح في هذه الحالة ( وفي هذه الحالة فقط ) على المعلم المبطوح أن يدافع عن نفسه علما أنني لا أستطيع أن أفهم كيف لرجل تم بطحه ( من الناحية المعنوية ) بل وحتى العملية وقد تم كسر ( هيبته ) أن يدافع عن نفسه وما موقف المعلم الذي لم يتم بطحه بعد وينتظر دوره في عملية الانبطاح الممنهجة كيف يا ترى بعد كل هذه الحرب على المعلم يحق لنا أن نطلب ممن أطلقنا عليه مسمى معلما وهو في الحقيقة لم يعد كذلك أن يؤدي دور المعلم ( ما قبل الانبطاح ) وهل يا ترى سيتقن هذا الدور وهو في وضع الانبطاح , أنا أشك في ذلك . صالح محمد الغامدي