نتذكر في الصغر أن لنا مواقف متباينة منها المضحكة والممتعة والمسلية وأيضا المبكية بعد شجار بريء مع أخ أوقريب أوصديق أو زميل أو جار فتأتي حالة الزعل فسؤالي إليكم ... من منا لم يبكي آنذاك لموقف معين أوخلافه ...... وأين يذهب حين يرغب في البكاء ..... ومن منا من لم يذهب جريا حينما يريد أن يبكي .... ولكن إلى أين يذهب ولماذا طبعا يذهب إلى موطن التعبير والعبرات والنظرات والكمادات في حضن أم أو أب أو أخ أو أخت أو قريب أويخرج من المنزل فيختبي في زاوية في غرفة أومستودع فينسى الموقف وينام .... على تراب أوفراش وضيع وبعد ساعة تعود المياه لمجاريها لهوا وضحكا وسعادة لا يعادلها سعادة فلما نتذكر المواقف ونستعرض أفلام الصبا نحلق في خيال ممتع بصوره ومواقفه المحفورة في عالم البراءة وتاريخ الطفولة لكن ..... لكن ....... لكن : الآن ....... وفي هذا الزمن القاسي بطباع الجفاء والحسد والتباعد وقطيعة الرحم والظلم زمن أهله خصالهم مؤلمة عصر كثر فيه الغدر والكذب والحرمان ونسيان الجار ..... والركض خلف المصالح حتى وصلت الحال لأكل أموال الناس وحقوقهم وأوقاتهم بلذة ومتعة وتشفي وسعادة في مساهمات عقارية وهمية أوقروض أخوية أوبيع وشراء بمكر وخديعة هل تستطيع أن تبكي ........ لا...... بل تحتار ...... أو أحيانا ...... ترحم هؤلاء...... بل تتعجب وأنت ترى زمن العجايب والقهر لن تستطيع أن تبكي لأنك لن تجد أحضان أومشاعر إنسان بل ستجد جدرانا صلبة وقلوبا فولاذية وعبارات جارحة وأمواجا جارفة في عالم الغابات أصبح البعض كالحيوان القوي يفترس الضعيف بلا رحمة ألا يتذكر هؤلاء الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ومعرفة الحلال والحرام ويتصورون أهوال يوم القيامة والجنة والنار والجزاء والحساب لن يضيع الخالق ذرة فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره لكن باب التوبة مفتوح لمن يفكر ويعتبر ويقدر على كبح جماح النفس الأمارة بالسوء قبل يوم الندم يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤيه هذه صور نراها في مجتمعنا بفضل الله أنها محدودة أمام مجتمع التآخي والتواد والمحبة فالمتأمل يسعد في لقاءات الأخيار عالم الصفوة من الشباب الذين تجد فيهم أخلاقيات المجد الإسلامي وعنوان الشاب المسلم القدوة والعبرة والحكمة حفظوا القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وقرأوا كتب العلوم الشرعية اهتمامهم بالوقت استثمارا في الخير تجدهم في رمضان متطوعين للعمل في الجمعيات الخيرية وتقرأ في نظراتهم سعادة وفرحة وحب للخالق والخلق هؤلاء لما نراهم نكاد نبكي أيضا فرحا بوجودهم وحسن تعاملهم شباب يجدد التفاؤل لمستقبل مشرق لأجيالنا شباب حملوا الرسالة والأمانة بدون غلو أوتطرف تجد فيهم روح الطرفة وجد العمل واحترام الوقت والتطوير الذاتي علما وأدبا ....... لما نراهم نحسبهم عوضا في الجيل الآخر الذي أضاع دينه ثم وقته وعمره وماله خسارة وخسران أخيرا أفضل بكاء في كل العصور والأعمار البكاء من خشية الله تعالى إنه أفضل وأشرف خشوع وتصدع عند سماع القرآن الكريم فرحم الله الشيخ عبد الله الخليفي إمام الحرم الشريف عندما يبكي وتبكي معه ملايين المسلمين في أصقاع الدنياء حفظ الله شبابنا من كل سوء وأصلحهم ففي كل ميدان نراهم في الجامعات بهمم عالية وطموح أعلى والحمد لله في حفلات التخرج نزهوا بهم ونفتخر بعلمهم وأخلاقياتهم فهد عبد الله الموسى - الدلم هيئة الصحفيين السعوديين