أعزائي القراء .. أخواني المتابعين .. قد تأخذنا أشغال الدنيا عن من نحب أو من نقدّر لكننا في البداية والنهاية نحبهم ونقدرهم بل وقد نموت من أجلهم ، فآسف عن غيبتي عن الكتابة لأحبتي وأعزائي القراء . واليوم وعند تصفح أحد الردود بالصحيفة على أحد الأخبار وإذا بأحد الناصحين المحبين كما يدّعي يوجه لي نصيحة رائعة إن صدق في أهمية تطوير الذات وعدم الوقوف عند مستوى معين ومن الوعي والإدراك والعلم . وهذا كلام رائع وساقني للحديث وإياكم حول موضوع مهم وهو "النظرة المتفائلة والايجابية للأمور" : وقد ملني المئات ممن أقابلهم في هذه الحياة أثناء السفر أو التنقل أو مقابلتهم في الأماكن العامة فدائما أكرر أن ننظر لهذه الحياة بتفاؤل ولن ننسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة في التعامل مع الزوجة مثلا " لا يفرك مؤمنا مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها بآخر" رواه مسلم . وكما ذكر كارينجي في أكثر من مكان في كتابه "دع القلق وأبدأ الحياة" وغيره من المؤلفات والتي من أهمها "لا تحزن" لدكتورنا الغالي عائض القرني والذي على أساسه جمع هذا الكتاب العظيم . فلعلنا نتذكر قصة الوزير الذي كان ملازما قول "خيرة" في كل أموره ، وفي يوم قطع أصبع الوالي أمامه فقال "خيرة" فغضب الوالي وسجنه ، وخرج بعدها للقنص ثم اختطفه رجال يريدون أن يقتلوه تقربا لما يدعون من آلهة ، ولما طرحوه لقتله رأوا أصبعه المقطوعة فأطلقوه لأنهم لن يتقربوا بقربان ناقص ، عندها علم الوالي معنى ال "خيرة" التي يرددها الوزير . يجب ألا نكون كالذباب ونعرف أين يقع ؟ لكن نكن كالنحلة الذكية التي تفضل الزهر الفواح مجتنبة تلك الزهور القاتلة والشائكة . وهذه ليست دعوة للتغابي أو السير تحت قبعة السذاجة ، لكنه التسامح الذي شرعه لنا هذا الدين العظيم . ألم يأمرنا ديننا أن إذا حللنا ديارنا قادمين من سفر ألا ندخل على أهلنا بليل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر رضي الله عنه : " إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا" كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة كما ذكر في حديث آخر . فمن المهم أن نقع عيوننا على الجميل ولا يكون تركيزنا على السلبية فقط . وهي دعوة إلى شراء نظارة ناصعة البياض غير النظارة السوداء التي سيطرت على الكثير للأسف . فإذا رأيت أي شيء أو قرأت موضوع فترانا نركّز على أين الخلل وأين الخطأ فسبحان الله . قام فريق علمي من جامعة ستانفورد بدراسة حول موضوع التفريق بين الشخصية المتشائمة والشخصية المتفائلة وعرض عليهم الكثير من المواقف والصور وخرجت بنتائج مذهلة لعل من أهمها أن عمر المتفائل أطول من المتشائم ، وكذلك النظرة المتفائلة تحفز العقل الباطن وتزيد من قوته . فبعد هذا هل سيبقى للمتشائم صاحب النظرة السوداوية الحاقدة الذي يتمنى وقوع الناس كلهم في اليم هل له بيننا مكان ؟ فلنكون متفائلين وندير أمورنا بالتفاؤل والفرح والمرح . سعود بن عبد الله الضحوك