قال الضمير المتكلم: عندما كنا صغاراً في المدرسة كانت تقام مسابقة بين الفصول للفوز بأجمل فصل؛ وهنا يقوم رائد الفَصل بجمع الريالات من الطلاب (قد يكون ذلك الريال لفطور الطالب ولكن هذا لا يهم؛ فالمهم (الفّصْل والمدرسة) كنا نضيع الأيام والدروس والواجبات في الرّسم والقص واللزق وتعليق الزينة، تخنقنا رائحة (الغراء والصمغ) ولكن هذا لا يهم!! الأهم أن تنتهي الحفلة، ويُكَرّم رائد الفصل من مدير المدرسة، ومدير المدرسة من إدارة التعليم؛ وإدارة التعليم من الوزارة، أما نحن الطلاب فكالعادة نكتفي بالتصفيق!! هذه الصفحات أخرجتها الذاكرة، عندما قرأت وسمعت عن حملة نُظِمَت في قسم الطالبات بجامعة أمّ القرى خلال الأيام الماضية تحت عنوان (جَامِعَتِي التي أُحِب) وبحسب موقع الجامعة على النّت تهدف الحملة إلى: توعية الطالبات بأنظمة ولوائح الجامعة، وكذلك توعيتهن باللائحة التأديبية للعقوبات، وحصر جميع السلوكيات السلبية بالجامعة ووضع حلول لها، وتعريف الطالبة بالنماذج المشرقة والفعالة لعضوات هيئة التدريس! الحملة افتتحت (على شَرف) سعادة عميدة الدراسات الجامعية؛ لاحظوا العبارة الفوقية (فسعادة العميدة شَرّفت الطالبات والحَملة فَتَكَرّمت وتلطفت وتعطفت بحضور الافتتاح)! المهم تلك الحملة اشتملت على ورش عمل ودورات، ومعرض مصاحب (تذكروا تضييع الوقت بالقص واللزق) وتوزيع مطبوعات! والمحصلة انتهت الحفلة وحصل المراد، وحضرت وسائل الإعلام، وتمّ إبراز القائمات عليها؛ أما الطلاب والطالبات فأولئك آخر الاهتمامات!! أعرف.. تقولون دائماً متشائم وتلبس نظارة سوداء، وتحوّل الإيجابيات إلى سلبيات؛ وأقول وأكرر: (طَلْبَقَني الله ودَمْعَزَني) هذه الحملة وما شابهها مجرد حِبر على ورق وتلميع للمسؤولين والمسؤولات؛ والدليل أن هذه الحملة تحدثت فقط عن حقوق الجامعة ولائحة عقوبة الطالبات وطبعا الطلاب، وتكريس أن عضوات هيئة التدريس النموذج القدوة والواجهة المشرقة (مع أن بعضهن من المتردية والنطيحة وما أكل السبع)!! يا أعزائي أين الحديث عن حقوق الطالبات والطلاب؟! فأين حق الطالب والطالبة بقاعات دراسية مناسبة ومريحة؟! ولماذا لم تطالب تلك الحملة المباركة بزيادة مكافأة الطالب؟! ولماذا لم ترفع حملة (جامعتي التي أحب) صوتها اعتراضاً على تأخر المكافأة الطلابية في بعض الشهور؟! وأين القائمات عليها من بيع بعض أعضاء وعضوات هيئة التدريس كتبهم على الطلاب والطالبات بأسعار خيالية، وكذلك تسلطهم وظلمهم في الدرجات؟! ولماذا نسيت الحملة السعيدة المعاملة الظالمة والفوقية من بعض الموظفين والموظفات تجاه الطلاب والطالبات؟! سبحان الله نريد فَرض الولاء والانتماء والحب بالمحاضرات والملصقات والمنشورات؛ مع أن الطريق السهل هو حسن المعاملة وإعطاء الحقوق؛ فكما أن على الطالب والمواطن عموماً واجبات فله حقوق منسية في الغالب!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]