دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى محاسبة القائمين على تنفيذ المشاريع العامة في جدة الذين عمدوا على تنفيذها عبر شركات مقاولات ب"الباطن" ، وقال "لا تدعوا تلك المشاريع تتقاذفها الأيدي يربح هذا من هذا ويكون الأخير نصيبه قليلا فيهمل العمل بها ويسيء التصرف بها نظراً لقلة المال الذي اكتسبه، فلا بد من محاسبة الجهة الأولى ومن تولى تلك المشروعات حساباً دقيقا"، واصفاً أموال تلك المشاريع ب "المحرمة". وقال المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس، "اعلموا أن المال الذي اكتسبتموه بتلك الأعمال محرم فقد دخل عليكم بغير حق وستحاسبون عليه يوم القيامة، فلا بد من صدقكم وإخلاصكم في التنفيذ، فالدولة بذلت جهودها وأنفقت أموالا طائلة لها فكونوا مخلصين في تنفيذها، لأن وطننا أمانة في أعناقنا نحفظ أمنه واستقراره ورغده ومشاريعه وكل شؤونه وأن نكون يدا واحدة". وطالب المفتي بتسليم وإرساء المشاريع العامة على من لديه خبرة مختصة ذات علم وقدرة على التنفيذ بما يعود على الأمة لكونها لا تستحمل التساهل والتهاون بها. وقال المفتي ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الجميع بقلبه رغم بعده ، بعد أن أصدر أمره للجهات الحكومية بالحرص على تضميد الجراح ومواساة المحتاجين والسعي بالأسباب التي تقي العباد من الكوارث، فالوصية بالرغم من هذا كله تقوى الله في الأمور كلها والإخلاص في ذلك. وأوضح آل الشيخ، أن ما أصاب جدة من هذه السيول العارمة أمر عظيم ولكن المسلم يرضى بقضاء الله وقدره قائلاً "خذوا العظة والعبرة بأن المخلوق مهما كان فهو ضعيف أمام قدرة الله وتذكروا أن الله جعل هذا المطر رحمة يرحم بها من يشاء وعقوبة قد يعاقب بها من يشاء، ومع إيماننا بأن ما حدث قضاء وقدر إلا أننا مطالبون بالأسباب الواقية والحرص على أي سبب يقينا أي كارثة بالاحتياطات النافعة. وقال "نشكر رجالات الدفاع المدني والقوات المسلحة لجهودها ونشاطها وإسعافها وإنقاذها للمحتجزين فإنها لوسام شرف على أعمالهم". وطالب المفتي المسؤولين عن المشاريع والتجار ورجال الأعمال والمحامين والموظفين والصيادلة أن يتقوا الله ويبتعدوا عن الخداع والتدليس والغش والظلم والإجحاف، قائلاً "أيها التاجر راقب الله في تجارتك واحذر الغش والخداع والتدليس وغش الأمة فيما تعرض من السلع وراقب الله في ذلك فإنه رقيب عليك في أحوالك كلها". وأضاف: أيها المسؤولون عن مشاريع الأمة راقبوا الله فيما تنفذونه واعلموا أنكم مسؤولون ومحاسبون أمام الله عنها فاعلموا أنكم إن استطعتم أن تتخلصوا من محاسبة المخلوقين فإن الله سيحاسبكم يوم القيامة على أعمالكم. وطالب الشباب والفتيات بالبعد عن المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي تنشر الرذيلة وتحارب الفضيلة مما يسهم في نزع الحياء، إضافة إلى عدم تصديق كل ما ينشر عبر الشبكة العنكبوتية التي تنتشر بها الشائعات من قبل ضعاف النفوس والإيمان. وبيّن آل الشيخ أن الذي لا يراقب الله ليس في قلبه إيمان ولهذا ذكر الله سبحانه من أخلاق المنافقين أنهم يتقون من الناس ولا يتقون من الله في قلوبهم خوف من المخلوقين وليس فيها خوف من الخالق. 3