يعلم شيخنا ويعلم القراء جميعاً موقفي من التيار الليبرالي والتغريبي أوضح عضو المجمع الفقهي الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي وفي بيان له ( تلقت عاجل نسخة منه ) العديد من المسائل والرؤى التي تخص الأستاذ الدكتور/ محمد بن علي فراج العقلا مدير الجامعة الاسلامية بالمدينة وذلك ردا على ماذكره الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر .... وفيما يلي نص البيان : اطلعت على مقال لشيخنا العلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر بعنوان ..( الاثار السيئة لخلع باب الجامعة الاسلامية بالمدينة فى عهدها الجديد ) وبداية أقول لا يعتبر هذا ردُ بقدر ما هو توضيح على مسائل التبست على فضيلة الشيخ أو مسائل اختلفت فيها الآراء فليعلم فضيلة الشيخ أني لا أدافع عن شخص زميلنا معالي الشيخ محمد بن علي العقلا بقدر ما هو إظهار للحقيقة في هذا الموضوع . فأقول أولا: يعلم شيخنا ويعلم القراء جميعاً موقفي من التيار الليبرالي والتغريبي وأني قد تصديت له في الصحافة والصحف الإلكترونية والتلفزيون وجميع وسائل الإعلام وأدين الله بأن التيار التغريبي فيه ضرر كبير على أمتنا وأن هذا التيار ينقسم إلى ثلاثة أقسام : 1.مرتهن للخارج وهذا قد أشار سمو الأمير نايف إلى هؤلاء في خطاب سموه أمام الهيئات وهو صنف ندين الله بأننا سنفضح كل عيوبه ومثالبه ولن نتردد في ذلك . 2.الصنف الثاني صنف شهواني يحتاج للنصح والبيان وهو صنف يسعى للشهوة وما يفعله يعتبر إثم عظيم . 3.ما يصدق عليه أنه سمع الناس يقولون فقال أو كما يقول العامة ( مع الخيل يا شقراء ) وهذا لا بد من البيان له والتصحيح له . وندخل في صلب الموضوع حول مقال شيخنا حول أن الجامعة الإسلامية قد افتتحت أقساما وكليات دنيوية فأقول وبالله التوفيق ؛ هذا الرغبة ليست رغبة معالي مدير الجامعة الإسلامية فحسب بل هي رغبة ولاة الأمر ثانيا : أن معالي مدير الجامعة لما صدر القرار بانشاء الكليات العلمية علم ان الهدف من انشائها خدمة الدعوة والدين و الدليل على ذلك أنه الزم الطالب إذا حصل على الدرجة العلمية البكالوريوس في الطب أو الحاسب أو الصيدلة فإنه لا بد أن يأخذ سنة كاملة في علوم الدعوة والعلوم الشريعة وهو ما قررته الجامعة كدبلوم عالي في الدعوة ليتخرج طبيباً داعية وصيدلياً داعية وفنياً داعية وهذا الأمر يعرفه الذين ذهبوا للخارج فالناس كما أنهم في حاجة لدعاة ومفتين وطلبة علم هم أيضاً بحاجة لدعاة من نوعٍ آخر فهم يدعون إلى الله عن طريق الطب والعلوم الدنيوية لأنه كما تحاربنا الكنائس وغيرها بشتى الوسائل فنحن لا بد أن نوجد طرقاً وأساليب لصد هذه الجماعات التنصيرية .. لماذا لا نجرب هذا النوع من الدعوة ؟! وهو مهم في هذا العصر وآليات الدعوة قد تغيرت .. ثم إن الحقيقة تقول : إن معالي مدير الجامعة في الوقت ذاته قد افتتح في كلية الشريعة قسمين جديدين : قسم الإقتصاد الإسلامي لخدمة المصرفية الإسلامية ، وقسم الأنظمة لدراسة الانظمة على حسب الشريعة الإسلامية وتأصيلها بدل أن يتخرج الطلاب في هذه التخصصات من جامعات أخرى لا يعلمون كثيرا من المسائل الشرعية ..وهو ما يسميه الفقهاء المتقدمون بالسياسة الشرعية ؛ فلماذا لم يُنظر لها ويُحمد عليها معالي المدير !! أما اعتراض سماحة شيخنا العلامة عبد المحسن العباد على استضافة معالي مدير الجامعة الإسلامية لوزراء ليس لهم علاقة مباشرة بالجامعة الإسلامية كوزير المالية و وزير التربيةو التعليم ووزير الشئون البلدية والقروية فلا بد أن يعلم شيخنا العباد أن هذه الوزارات هي تابعة للدولة والجامعة مرفق من مرافق الدولة ولا بد من التنويع في الاستضافات هذا أولا ثانياً : لا بد أن يُعلم ما هي الفائدة من هذه الاستضافات فمثلاً سمو وزير الشئون البلدية والقروية تبرعت بموقع للجامعة الإسلامية بمساحة كبيرة جدا وأيضاً زيارة وزير التربية والتعليم فمغزاها أن التربية والتعليم ستخرج طلاباً قد ينظم بعضهم للجامعة الإسلامية ولكونه أيضاً وزيراً في الدولة وزيارة أمثالهم لها نفع يعود على جامعتنا المباركة بالخير. فإني لا أرى غضاضة يا سماحة شيخنا فى ذلك فأين الحرج في هذا الباب يا شيخنا العباد !! و أما ما يقوله البعض في أن بعض التخصصات يشترط لها الابتعاث للخارج ؛ فنعم هناك مثلا تاريخ المملكة في المصادر الأجنبية هذا لا بد أن يكون الطالب ملماً به فيستفيد لغةً تعينه على الدعوة ويطلع على ما كُتب عن المملكة في المصادر الغربية وهذا ليس إلزامياً بل الطالب هو صاحب القرار وما يقال شأن تعلم تاريخ المملكة يقال فى شان تعلم طرق تدريس اللغات لغير الناطقين بها عن طريق الابتعاث وقد سبقنا الغرب في هذا الفن فما المانع ... وزميلي الأستاذ أحمد بن يحيى البهكلي بعثته جامعة الملك سعود إلى جامعة في أحد الدول الغربية وأخبرني أنه استفاد فائدة عظيمة وهو من رواد الأدب الإسلامي في منطقة جازان . فينبغي قبل أن نتكلم في شأن ما أن نعرف ماهي أبعاده ؟! و أما ما يتعلق بوجود ضيوف في المؤتمرات لم يلتزمو بمنهجية الجامعة فهذه قد يقع في أي جامعة والحقيقة أن معاليه في السنوات القادمة سيشدد في هذا الموضوع وفي قضية اشتراط المحرم غالب من جاءت من الضيفات الكريمات أو الباحثات كن بمحرم فإن اختل هذا الشرط في ضيفة أو اثنتين – مثلا – فلا ينبغي أن نضخم الأمور ! . وأما استضافة من يخالفوننا في المنهج فيبقون أولاً وأخيراً هم من أبناء البلد وكونهم يأتون ويستمعون ولم يقدموا أبحاثاً بل حتى لم يتداخلوا بمداخلات ولكن كونهم استمعوا واختلطوا بأهل العلم والمشائخ لاشك أن بعضهم تغير ومن لم يتغير ( فذنبه عليه ) ونسأل الله له التوبة والصلاح .. واما القول أن معالي مدير الجامعة استضاف جهابذة أهل اليسار والمنفتحين كما يقول بعض الصحفيين , الحقيقة أن هذه العبارات هي للإثارة ونحن لا نعلم شخصاً أعلن علمانيته وليبراليته و استضافته الجامعة ! أما من استضيف فهو من الصنفين الأخيرين كما سبق بيانه وما يضيرنا حضورهم فحبينا وقدوتنا صلى الله عليه سلم كان يحضر مجالسه الكفار فما بالك بهؤلاء فهم مسلمون في النهاية فلا ينبغي استخدام أسلوب التهويل من مشائخنا – حفظهم الله . وهناك أمر آخر وهو القبول في كلية التربية بمعدلات متراخية .. أولاً : فإن جميع الجامعات السعودية في الدراسات المسائية تشترط معدل جيد وليس ذلك خاصاً بالجامعة الإسلامية وهذا تنظيم التعليم العالي ... فمن كان تقديره جيد فأعلى له حق الالتحاق بالدراسات المسائية لأن التعليم المسائي أغلب رواده هم معلمون وموظفون على رأس العمل ويريدون أن يأخذوا مزيد من العلم وليسوا معيدين ولا محاضرين في الجامعة ، ولو كانوا من المعيدين أو المحاضرين لطُبق عليهم تحديد المعدل بجيد جداً فأكثر .. وأما عن قبول طلاب بمعدلات منخفضة لعدم وجود طلبة يرغبون بالالتحاق ؛ فغير صحيح فقسم التربية يتقدم له أعداد مهولة بل تقدم له قريباً أكثر من خمسمئة طالب وقد يأتي إنسان بأمر أو توجيه من ولاة الأمر فالسمع والطاعة وهي حالات نادرة ولا ينبغي مجدداً أن نضخم الأمور . وأما مدح بعض الصحفيين للجامعة وأنه قد خُلع بابها فهي مصطلحات إثارة معروفة وكل ما كتب من الصحفيين فهل هو حقيقة مسلمة في الجامعة الإسلامية ؟؟ أين نحن من قول الله سبحانه : ( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ..لا بد أن نتروى في تلقي أخبارهم ..وليس بالضرورة أنهم إذا مدحوا فمعناه أنهم راضون . الأمر لا يعدو كونه إثارة صحفية وأنهم يكتبون خيراً أحيانا عن الجامعة وبعضهم لا يزال يكتب عنها شراً فإذاً ليسوا معياراً لنجاح أو فشل الجامعة فلا ينبغي أن نجعلهم هم المعيار . وأما القول بأن معالي المدير يصرف أمولاً ليحضر الطلاب للمؤتمرات فهذا الأمر غير صحيحٍ وقد تأكدنا أنه غير صحيح وأنه باطل وأن الصحيح العكس تماماً أنه لما لم يستطع بعض الطلاب أن يحضر العشاء لكثافة الحضور ؛ فمعالي المدير صرف لهم أموالاً ليحضون بعشاءٍ تلك الليلة وأنا قد حضرت لقاءات قبل عهد معاليه والحضور كثيف من قبل , وهذا يعود لسببين أن الجامعة تعلن إعلاناً جيداً عن لقاءاتها والسبب الثاني أن غالب الحضور من غير السعوديين وهم متفرغون للدراسة وللعلم فيحرصون على الحضور بل أنى قد طلبت في مناسبات عديدة : حجز مقاعد لاعضاء هيئة التدريس والموظفين الذين لا يجدون مقاعد لكثرة حضور الطلاب .. لكن معالي المدير عاكسنا تماماً بل حتى إن معاليه لا يجد له مكاناً في بعض الأحيان ليجلس ! فحضور الطلاب عند معاليه مقدم على غيرهم إذا تزاحم الأمران .. وأما قول فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد ؛ بأن البعض ينبز بعض المشائخ وطلاب العلم بأنهم جامية فنحن نقول أن هذه الألفاظ التي لا يزال البعض يلفظها هنا وهناك ياسماحة الشيخ نحن نعرف من يقف خلف هذه الألفاظ والذين يحرصون عليها . ان معالي الشيخ العقلا لما جاء للجامعة ألغى قضية التصنيف وقال كلنا مسلمون وسلفيون تحت مظلة الجامعة الإسلامية أما هذا التنابز فليس في عهد محمد العقلا وإنما على الشيخ العباد أن يفتش وراء هذا وأن يرى من وراء هذا التصنيف وكيف يتصارع هؤلاء في مواقع إلكترونية إذاً ليس من ذنب العقلا أن يبقى هؤلاء يتنابزون ومعاليه يرفض هذا التصنيف ويمنعه بل أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بين أن هذا التصنيف مرفوض ، و الذين يطلقونه يريدون التفريق بين الناس وسماحة الشيخ عبد المحسن يعلم أن هؤلاء الذين يطلقون هذه الألقاب ؛ كانت لهم صولات وجولات قبل معالى الشيخ محمد العقلا وأنه بسبب بعض هؤلاء ظلم بعض المشائخ وأخرجوا من الجامعة وباتهامات ليس لها أصلٌ وعلى رأسهم عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. محمد بن محمد المختار الشنقيطي وفي جامعة الإمام د. عبد الكريم الخضير عضو اللجنة الدائمة في هيئة كبار العلماء بل لم يسلم منهم سماحة المفتي ! وسماحة الشيخ الدكتور صالح بن حميد ومعالي الشيخ د. عبد الله المطلق ولولا الإطالة لذكرت لكم قائمة بالذين آذاهم من يسمون أنفسهم بالسلفية والسلفية الحقيقية منهم براء فذكروا لى واحد فقط من هؤلاء تصدى للعلمانيين واللبراليين وغلاة الشيعة والصوفية بل ان بعضهم تحالف معهم وهذا ثابت فى كتبهم ومحاضراتهم وكتابتهم الصحقية ففتشوا عن هؤلاء !! فكان يجب أن ننكر على هؤلاء الذين يرددون هذه العبارات وليس على العهد الذي جاء لينسف هذه التصنيفات ومن يقوم وراءها وليعيد الجامعة إلى أيامها الأولى أيام الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ بن باز رحمهما الله وحتى عهد فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد وكذلك العهود المحترمة التي جاءت من بعده إلى عهد العقلا .. باستثناء فترة معلومة خرجت فيها هذه الفرقة المصنفة والمفرقة والمشتتة . وملخص ما مضى أن غالب ما ورد في مقال الشيخ عبد المحسن العباد إما أنها وجهة نظر أو سيقت له أخبار بطريق غير صحيح .. والله يعلم أني مخالف للعلمانيين والتغريبيين والشيخ عبد المحسن وطلابه يعلمون هذا وأننا وقفنا ضدهم وليست الجامعة الإسلامية ولا مديرها د. العقلا ينتمون إلى هؤلاء بل إننا ننفتح على الجميع ونستضيف الجميع والحق أن كل الأبحاث وغالب الجلسات أدارها مشائخ أفاضل وألقى المحاضرات والكلمات مشائخ أفاضل وأقر الجميع بأن الجامعة تستضيف شخصيات سياسية وعلمية على المستويين المحلي والدولي وهذا لا يتم إلا عن طريق ولاة الأمر فهم منفتحون على الجميع .. وفي الختام أنا أعرف أخي الشيخ محمد بن علي العقلا منذ أن كان عميداً لكلية الشريعة في جامعة أم القرى وقد ناقشنا أنا وهو وزملاء أفاضل رسائل علمية في قسم الإقتصاد الإسلامي بجامعة أم القرى ونظم معالية مؤتمرات إسلامية عظيمة لما كان وكيلا لجامعة أم القرى بمكة المكرمة وقد صاحبته في مؤتمرات وندوات كثيرة فإني أشهد الله أن الرجل ليس تغريبا وأنه صاحب دين وخلق بل إنه يحب المشائخ وطلبة العلم حبا عظيما فاتقوا الله في محمد بن علي العقلا ولا تحولوا المعركة إلى معركة بين طلبة العلم الشرعي والدعاة وتنسون أننا مستهدفون ولا تنسوا الخطر الإيراني وما يتبعه من قوى وكذلك التطرف الليبرالي والتطرف الصوفي ولا تحولوا المعركة إلى معركة في غير موقعها .. اتقوا الله وإياكم أن تكونوا وقودا للفتن .. والله ولي التوفيق .. 1