ناصر العبدلي رئيس الجمعية الكويتية للنهوض بالديمقراطية: "إنّ هذا الهجوم الذي لا سابق له على النواب هو هجوم على الشعب الكويتي" تشهد الكويت أزمةً سياسيةً جديدة بعد إطلاق نواب من المعارضة محاولة اعتبرت الأكثر جدية لإسقاط حكومة رئيس الوزراء العضو النافذ في الأسرة الحاكمة. وتتوالَى في هذه الدولة الخليجية النفطية المواجهات السياسية منذ تعيين الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح على رأس الحكومة في بداية 2006، غير أنّ محللين يرون أنّ الأزمة الحالية استثنائية. وقال المحلل أنور الرشيد لوكالة الأنباء الفرنسية: "إنّ هذه الأزمة تندرج في إطار النزاع القديم المستمر بين معسكر لا يقر الديمقراطية في الكويت ومعسكر يدعم الديمقراطية". وأضاف أنّ الأزمة هذه المرّة دخلت منعطفًا "استثنائيًا وخطيرًا؛ لأنّ الحكومة تملك الأغلبية في البرلمان ويمكنها بالتالِي تمرير أي قانون حتى وأن تعارض مع الدستور". وانطلقت الأزمة الحالية في 8 ديسمبر من "ديوانية الخربش" بأعمال عنف مارسها الأمن على تجمع للمعارضة التي كانت تندِّد ب "مؤامرة الحكومة" الساعية إلى تعديل دستور 1962 للتضييق على الحريات. وفرقت الشرطة تجمع المعارضة مستخدمة الهراوات مِمّا أدّى إلى إصابة عشرة من المشاركين بينهم أربعة نواب على الأقل، بحسب الصحف. وتَمّ إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية التي غطت تلك الأحداث. وقال ناصر العبدلي رئيس الجمعية الكويتية للنهوض بالديمقراطية: "إنّ هذا الهجوم الذي لا سابق له على النواب هو هجوم على الشعب الكويتي". ودفع عنف قوات الأمن ثلاثة نواب عن المعارضة التي تضمّ ليبراليين وإسلاميين وقوميين، إلى طلب استجواب رئيس الوزراء أمام مجلس الأمة (البرلمان) في 28 ديسمبر الحالِي. وكتب أحمد الخطيب أحد واضعي دستور 1962 وأحد أعمدة السياسة الكويتية، في مقال في أسبوعية ليبرالية أنّ هذه الجلسة البرلمانية "ستكون الأخطر في الكويت" لأنها ستحدد "مستقبل الكويت والديمقراطية والدستور". أما النائبة أسيل العوضي (ليبرالية) فرأت أنّ هذه الحملة التي تقوم بها المعارضة هي "انتفاضة لحماية الدستور". غير أنّ وجوها عديدة من المعارضة قالوا بوضوح إنّهم يريدون إسقاط الحكومة. وقال النائب مسلم البراك: "لن نتعايش مستقبلاً مع هذه الحكومة" مؤكدًا أنه مدعوم ب 21 نائبًا من 50 نائبًا منتخبًا في البرلمان. وبعدَ جلسة استجواب رئيس الوزراء يعتزم هذا النائب مع نواب آخرين تقديم مذكرة عدم تعاون مع رئيس الوزراء وهي تتطلب تأييد 25 نائبًا منتخبًا، وفي حال تبنّي المذكرة فإن الدستور ينص على أنه يعود لأمير الكويت إقالة الحكومة أو حل مجلس الأمة. وحلّ الأمير البرلمان ثلاث مرات منذ 2006 وتشكلت خلال هذه الفترة ست حكومات برئاسة رئيس الوزراء ذاته أي الشيخ ناصر. ويأتِي هذا التصعيد الجديد رغم التحذير الشديد الذي وجهه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي قال: إنه يتحمل المسؤولية في عنف قوات الأمن مجنبا بذلك رئيس الوزراء المسؤولية عنها 5