مصر تحذر إيران من استغلال الدول العربية قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه لم يتهم حزب الله في قضية اغتيال والده ، مشدداً علي أهمية التواصل بين ايران والدول العربية من أجل إيجاد أرضية مشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بالطرفين. وجاءت تصريحات الحريري هذه في حديث أدلى به يوم الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني لوكالة "إرنا" الإيرانية عشية توجهه إلى طهران في زيارة رسمية على رأس وفد لبناني حكومي رفيع المستوى يضم عددا كبيرا من الوزراء،تستمر لمدة يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين ويجري معهم محادثات رسمية تتناول العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية. وقال الحريري: "إن العلاقات بين لبنان وإيران هي علاقات تاريخية، وتعود في جانبها الاجتماعي والثقافي إلي زمن بعيد. أما العلاقات السياسية فإننا نتطلع إلى أن تكون علاقات بين دولتين تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى ومصالحها، وتنطلق من هذا الاحترام لبناء علاقات بين المؤسسات في كل من الدولتين لزيادة مساحة اللقاء بينهما ومساحة المصالح المشتركة التي تعود بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على كل من الدولتين". و أضاف الرئيس الحريري: "ما يجمع بين إيران والعرب من تاريخ وثقافة وجغرافيا ومصالح يحتم عليهما التواصل وإيجاد الأرضية المشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بهما وعلى رأسها المخاطر التي تنبع من تعنت إسرائيل في رفضها لحق الفلسطينيين في العودة إلى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على الرغم من مبادرة السلام العربية التي أقرت في مؤتمر القمة العربية ببيروت على أساس مرجعية مؤتمر مدريد". وأشار الحريري الى إن قضية " شهود الزور" وقال انها "تعالج في إطارها القانوني، أما في ما يخص التسريبات حول القرار الظني فهي لا تخدم العدالة، وأن لبنان يواجه الكثير من المخاطر، ويجب وضع الوحدة الوطنية والاستقرار كأمر لا يجوز لأحد أن يخل به مهما كانت الأسباب أو الظروف، فنحن محكومون بالعيش معا على أرض بلدنا الحبيب" . وأضاف: "نحن لم نتهم حزب الله في الأساس كي يكون هذا السؤال قائماً". من جانب اخر حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إيران من التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج والعراق ولبنان، رافضًا استخدام طهران للبلاد العربية كأوراق في تنافسها مع القوى الغربية. وقال أبو الغيط في مقابلة تنشرها صحيفة الشرق القطرية الجمعة: "لا يجب السماح بالتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لدول الخليج". وأضاف: "نقول لإخوتنا في إيران إذا ما كانت هذه الاشارات والإيحاءات والإيماءات صحيحة فيجب أن يتوقفوا، أمن دول الخليج يأتي أولاً، ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها". وتابع أبو الغيط: "يجب أن يترك العراق في حاله ويجب أن يترك لبنان لحاله، ويجب الا تتعرض إيران للبحرين بأي شكل من الأشكال". ودعا وزير خارجية مصر إلى إتاحة الفرصة للمجتمعات العربية أن تنمو وتتطور بعيدًا عن أي أيد تحاول أن تستخدم هذه الدول وهذه البلاد العربية كأوراق في تنافس بين إيران والقوى الغربية. وقال أبو الغيط: "مشاكل إيران مع الغرب تحل بالعمل الدبلوماسي وليس العسكري، ومن حق طهران الاستخدام المدني للطاقة النووية من دون تحويلها إلى قدرات عسكرية". وأضاف: "تسوية المشكلات الإيرانيةالغربية يجب أن تتم من خلال التفاهم والعمل الدبلوماسي والسياسي، وندعو إلى استبعاد العمل العسكري والحرب". واستدرك أبو الغيط قائلاً: "في الوقت ذاته يجب ألا تفكر إيران في تطوير برنامجها لكي يتحول إلى برنامج نووي عسكري لأن تحوله إلى برنامج نووي عسكري يعني الكثير من التهديدات". 7