توقع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تحسّن العلاقات بين القاهرة ودمشق خلال الشهور المقبلة، بعد توتر شهدته العلاقة بين البلدين خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقال أبو الغيط في مقابلة مع صحيفة "الاسبوع" المصرية تصدر اليوم الجمعة، "إن العلاقات بين مصر وسوريا تتسم بالهدوء ولا توجد مناوشات، وآمل خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة مع الأوضاع الإقليمية وتطوراتها أن تشهد العلاقات تحركات إيجابية". وأضاف في المقابلة التي أوردت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية مقتطفات منها امس "أن الوضع العربي ليس بالسوء الذي كان سائدا في السنوات الثلاث الماضية هناك قدر من التحسّن اليوم، وهذا ما ينبغي ان نبني عليه ونسعى لتعزيزه وتدعيمه". وتابع "جاءت صدمة العدوان الإسرائيلي على غزة (في نهاية عام 2008 الماضي) لتعيدنا جميعا إلى الفترة التي كانت سابقة لقمة الكويت، نتجاوز هذا تدريجيا الآن، وآمل قبل نهاية العام أن نتمكن من تشكيل وضع عربي يستطيع أن يأخذنا إلى مرحلة متقدمة من العمل العربي المشترك". وكان القيادي في حركة "فتح" نبيل شعث أمس الأول الاربعاء قال ان هناك تحركات مصرية-سعودية-سورية مشتركة لاقناع الأطراف الفلسطينية بإنهاء الانقسام وتوقيع اتفاق مصالحة نهاية يوليو/تموز الجاري بالقاهرة. وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة حول طهران لا تعكس حقيقة النوايا الأمريكية تجاه إيران، وقال أبو الغيط ، ، "لا اعتقد أن أمريكا وصلت إلى قناعة تتقبل معها التصدي لإيران عسكريا ناهيك عن أن تساهم في عمل كهذا ". وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن مثل هذه التصريحات تأتي اليوم في أعقاب الوضع الإيراني الداخلي وبالتالي يجب ألا تشهد المنطقة عمليات عسكرية إضافية تحركها الولاياتالمتحدة. ورأى أن هذا الأمر سيحتاج إلى كثير من الوقت لتتبع النوايا الأمريكية الحقيقة ودراستها أخذا في الاعتبار بأننا لم نشهد بعد بدء الحوار الأمريكي -الإيراني كما لم نستمع أو نقرأ ما قيل عن نية إيران في الرد على الجانب الغربي فيما يتعلق بملفها النووي. وحول محاولة إسرائيل تأكيد وجود توافق إسرائيلي عربي حول خطورة الطموحات النووية الإيرانية، قال أبو الغيط " إنه لا يوجد أي تنسيق عربي- إسرائيلي حول هذا الأمر". وأوضح أن هناك تباينا بين الموقف العربي والإسرائيلي، مشيرا إلى أن التوجهات الإسرائيلية تسعى بكل السبل للتصدي لملف إيران النووي بهدف القضاء عليه في الوقت الذي يؤيد فيه العرب حقوقا لإيران في كل الاستخدامات النووية السلمية كفلتها اتفاقية منع الانتشار النووي. وطالب وزير الخارجية المصري مجددا بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية دون استثناء لأي دولة ، مشيرا إلى أن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي يؤدي إلى إطلاق سباق نووي في المنطقة يحول دون تحقيق أهداف النمو والسلام ويجرف المنطقة نحو إهدار الموارد وسباق تسلح لا يستفيد منه احد. وحول ما يتردد عن احتكار مصر لبند المصالحة الفلسطينية، قال أبو الغيط " لوترك هذا الملف لكي تتدخل فيه أطراف أخرى فان كل طرف سيلعب على مصالحه ورؤيته وتحقيق أهدافه ومن هنا اتفق على أن يوضع الملف في يد واحدة تعمل على علاجه". وأوضح أن الجامعة العربية أعطت الملف لمصر بموافقة كاملة من كل الأطراف العربية وصدرت قرارات بتأييد الجهد المصري كما أقر مجلس الأمن الجهد المصري وأيده لذا فان هؤلاء الذين يتحدثون عن احتكار مصر للملف عليهم أن يعودوا إلى ما سبق أن أقروه من قبل. ووصف أبو الغيط مقتل الدكتورة المصرية مروة الشربيني على يد متطرف ألماني في قاعة محكمة ألمانية الأسبوع الماضي بأنه حادث بشع ومأساوي وندينه بأقوى لهجة ممكنة لأنه يعكس قمة العنصرية والتطرف . وقال "إننا سوف نقوم بكل مسؤولياتنا حماية لمصالح السيدة القتيلة ونتابع التحقيقات بالشكل القانوني المتفق عليه في علاقات الدول مع بعضها البعض". وأكد أن هذا الحادث المريع يدق جرس إنذار للمجتمعات الغربية ينبهها إلى أخطار هذا التطرف المقيت وضرورة تحمل هذه المجتمعات مسؤولياتها في تفريغ أي شحنات للعنصرية بها.