للمرة الثانية خلال ساعات تعرضت مواقع مؤسسات رسمية في إيران لعمليات اختراق من قبل قراصنة، بالتزامن مع تواصل الاحتجاجات في البلاد لليوم الخامس على التوالي، تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني. فقد تعرض موقع وزارة الثقافة الإيرانية فضلا عن المصرف المركزي إلى الاختراق من قبل مجموعة من القراصنة. وأظهر البحث على الإنترنت عن موقع المركزي، على سبيل المثال، علامة "خطأ". تأكيد رسمي فيما تبنت مجموعة "أنانيموس" الشهيرة في عالم القرصنة، عملية الاختراق هذه للموقع الإلكتروني للبنك المركزي وكذلك وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية. وتعرضت أيضاً وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" للاختراق وتوقفت مؤقتاً قبل عودتها للعمل مجدداً. بدورها، أكدت السلطات الإيرانية قرصنة منظومة البنك المركزي، وأفادت وكالة إيرنا الرسمية أن قراصنة تمكنوا من اختراق موقع المصرف. أتى ذلك، فيما نزل طلاب الجامعات في طهران ثانية اليوم إلى الطرقات، منددين بالسلطات الرسمية، وتعامل الشرطة مع الموقوفين، ومطالبين بمعرفة الحقيقة في ملف أميني. كما خرجت احتجاجات في مدن عدة غرب البلاد، تنديداً بمقتل الشابة. يذكر أن أميني المتحدرة من محافظة كردستان، كانت أوقفت في 13 سبتمبر الجاري، خلال زيارة لأقاربها في طهران من قبل "شرطة الأخلاق" بحجة ارتداء "ملابس غير ملائمة"، لكنها سرعان ما دخلت في غيبوبة بعد ساعات على توقيفها. لتنقل لاحقا إلى مستشفى كسرى في طهران وتلفظ أنفاسها، الجمعة الفائت، بحسب ما أعلنت عائلتها. فيما زعم وزير الداخلية أحمد وحيدي أن "مهسا كانت تعاني على ما يبدو من مشاكل صحية سابقة، وأجريت لها عملية جراحية في الدماغ حين كانت في الخامسة من العمر". لكنّ والد الضحية نفى تلك المعلومات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن ابنته كانت "بصحة ممتازة". وغالبا ما تفرض "شرطة الأخلاق" في إيران قيوداً مشددة على النساء في الملبس، بينها منعهن من ارتداء معاطف فوق الركبة أو سراويل ضيقة وسراويل جينز، إضافة إلى الملابس ذات الألوان الفاقعة، فضلا طبعا عن فرضها الحجاب الإجباري.