على وقع مظاهرات الغضب التي اجتاحت العديد من المناطق في إيران خلال الأيام الماضية احتجاجا على مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي شرطة نظام الملالي، أدانت الأممالمتحدة، اليوم (الثلاثاء)، القمع العنيف الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد المحتجين. وأعربت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان بالإنابة ندى الناشف، عن قلقها حول وفاة أميني ورد الفعل العنيف الذي جابهت به السلطات في المظاهرات التي أعقبت الحادثة. في غضون ذلك، أقدمت بعض النساء الإيرانيات على الاحتجاج بطرق مختلفة تنديدا بقتل أميني، منها قص شعرهن أمام الكاميرات، وحرق الحجاب. وهتفت بعض النساء «الموت للجمهورية الإسلامية»، و«الموت لولاية الفقيه». فيما سار المئات في شوارع وسط العاصمة طهران، مردّدين «شعارات مناهضة للسلطات، وخلعت العديد من النساء المشاركات حجابهن». بالتزامن مع ذلك، أطلق مئات الطلاب حركات احتجاجية في جامعات عدة بالعاصمة، بينها جامعتا طهران وشهيد بهشتي، مطالبين السلطات ب«إيضاحات» بشأن وفاة الشابة. في حين اعتقلت الشرطة عدة أشخاص وفرقت الحشود بالهراوات والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص. يذكر أن أميني المتحدرة من محافظة كردستان أوقفت في 13 سبتمبر الجاري خلال زيارة لأقاربها في طهران من قبل «شرطة الأخلاق» بحجة ارتداء «ملابس غير ملائمة»، لكنها سرعان ما دخلت في غيبوبة بعد ساعات من توقيفها، لتنقل إلى مستشفى كسرى في طهران وتلفظ أنفاسها (الجمعة)، بحسب ما أعلنت عائلتها. في وقت زعم وزير الداخلية أحمد وحيدي أن «مهسا كانت تعاني على ما يبدو من مشاكل صحية سابقة، وأجريت لها عملية جراحية في الدماغ حين كانت في الخامسة من العمر». لكنّ والد الضحية دحض تلك المعلومات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن ابنته كانت «بصحة ممتازة»، ما دفع العديد من ناشطي حقوق الإنسان في البلاد، والمنظمات الحقوقية إلى اعتبار وفاتها «مشبوهة»، متهمين الأمن بالتورط في مقتلها.