يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن مؤتمرا صحافيا نادرا الأربعاء في مستهل عامه الثاني في السلطة ويحتمل أن يعيد ضبط أجندة الإدارة الأميركية استباقا لما قد يكون انتكاسات انتخابية فادحة للديموقراطيين. وسيكون هذا أول مؤتمر صحافي لبايدن خلال العام الحالي وأول حدث رسمي على الإطلاق منذ سفره إلى غلاسغو بداية تشرين الثاني/نوفمبر للمشاركة في قمة المناخ (كوب26). ومن المرجح أن يواجه بايدن أسئلة حول كل المواضيع، من المواجهة مع روسيا بشأن أوكرانيا وتجارب كوريا الشمالية الصاروخية، مرورا بالتضخم الأميركي وصولا إلى كوفيد-19 وما يسميه تهديدا للديموقراطية من سلفه دونالد ترامب. ومن شأن هذا الحدث إطلاق جهد مكثّف للبيت الأبيض من أجل تحويل الأسابيع القليلة الماضية الكارثية إلى رؤية جديدة تركز على ما يقول مسؤولون إنها مكاسب بايدن العديدة خلال عامه الاول في المكتب البيضوي. وقالت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين إن الرئيس سيوضح كيف تولى منصبه "في ظروف صعبة جدا، من انتشار الجائحة إلى انكماش اقتصادي ضخم... (و) قد كان هناك الكثير من التقدم المحرز". وساكي التي تحملت معظم العبء في صياغة رسائل بايدن على مدار ال12 شهرا الماضية في مؤتمراتها الصحافية اليومية، سحبت بعد ذلك رسوما بيانية وقالت مازحة "أنتم تعلمون كم نحب الرسوم البيانية هنا". وتظهر إحدى الرسوم البيانية أن الاقتصاد يتعافى من صدمة كوفيد الأولى مع انخفاض البطالة إلى 3,9 في المئة بعدما كانت نسبتها 6,4 في المئة قبل عام. وأظهرت أخرى أن عدد البالغين الذين تلقوا اللقاح بالكامل ارتفع من واحد إلى 74 في المئة. وقالت ساكي إن الرسوم البيانية "توضح تباينا صارخا بين المكان الذي بدأنا فيه وأين نحنا الآن" مضيفة "هدفنا هو طريقة البناء على ذلك الأساس". ولم تُذكر سلسلة من الانتكاسات الأخيرة بما فيها أعلى معدل تضخم منذ عقود وإلغاء المحكمة العليا تفويض الإدارة الأميركية بإلزامية تلقيح الموظفين في الشركات الكبيرة. كما أن فشل الديموقراطيين في استخدام أغلبيتهم الضئيلة في الكونغرس الأسبوع الماضي لتمرير أولوية عليا أخرى لبايدن، إصلاحات قانون التصويت التي يقول إنها ضرورية لحماية الديموقراطية الأميركية، لم تُذكر أيضا. كذلك، لم تظهر الرسوم البيانية انخفاض نسبة تأييد بايدن من نحو 55 في المئة في الأيام الأولى من ولايته إلى ما يزيد قليلا عن 42 في المئة حاليا. عودة الجمهوريين؟ - يأتي المؤتمر الصحافي لجو بايدن عشية ذكرى تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير. مع خطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس المقرر في الأول من آذار/مارس، لم يبق أمام بايدن إلا القليل من الوقت لتغيير الجو العام قبل انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر، فيما يتوقع أن يفوز الجمهوريون على حزبه وبالتالي يسيطرون على المجلس التشريعي. وذلك تنطوي عليه مخاطر تعطيل الكونغرس لمدة عامين، على الأرجح بسبب تهديدات بالمساءلة وعدد كبير من تحقيقات لجان معارضة. وترامب، الجمهوري الذي يواصل تأكيد فوزه على بايدن في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام 2020 ، يسعى لدخول البيت الأبيض مجددا في انتخابات 2024. ويأمل البيت الأبيض في أن تلقي الأخبار الإيجابية بظلالها على حالة التشاؤم المرتبطة بالوباء، مع استمرار الاقتصاد في الانتعاش وتراجع حدة المتحورة أوميكرون، وتركيز الأميركيين على إنجازات بايدن، مثل الإنفاق الضخم على البنية التحتية. لكن بايدن يتجنب التفاعلات المطولة مع الصحافة منذ توليه منصبه، إذ غالبا ما تقتصر على جلسات أسئلة وأجوبة مستعجلة في البيت الأبيض، وقد أثار ذلك تساؤلات. فقد عقد بايدن تسعة مؤتمرات صحافية رسمية فقط منذ توليه منصبه حتى 31 كانون الأول/ديسمبر، مقارنة ب22 مؤتمرا لترامب في عامه الأول و27 لباراك أوباما، وفقا لدراسة أجراها "وايت هاوس ترانزيشن بروجكت". لكن ندرة المقابلات الصحافية الفردية هي الأبرز: 22 لبايدن و92 لترامب و156 لأوباما.