نص البيان المرسل من أهل السنة في إيران [ تلقت صحيفة منطقة جازان جازان نيوز نسخة منه ] إلي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ومؤتمر الرابطة في مكةالمكرمة . معالي الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ,,, حفظكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,, تحية طيبة مباركة ثم يشرفنا نحن إخوانكم أهل السنة في إيران أن نرفع إليكم هذه الرسالة إلي المؤتمر الإسلامي الكبير الذي تعقدها الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور 50 عاماً علي إنشائها . معالي الدكتور نحن فخورون جداً بهذا الإنجاز الكبير وبكل الإنجازات التي حفل بها سجل الرابطة وسجلكم أنتم وبجهودكم وجهود بقية إخوانكم ودعم حكومات خادم الحرمين الشريفين المتواصل طوال السنوات الخمسين. معالي الدكتور نستأذنكم أن نخاطب المشاركين في المؤتمر وتكون هذه مشاركة إخوانكم أهل السنة في إيران نيابة عن حضور علمائنا المغيبين عن المؤتمر بسبب تدخل الجهات الرسمية دون أي سبب أو توضيح! . معالي الأمين العام الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي , الضيوف الكرام , علماء الأمة وقادتها المكرمين أيها الحضور والحفل الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته هنيئاً لكم هذا الحضور في هذه المناسبة الغالية في كنف بيت الله الحرام فتقبل الله سعيكم وطاعتكم وبارك في جهودكم . أيها الأخوة الأعزاء! نخاطبكم من أرض العلم والحضارة والتاريخ , أرض العلماء الأجلاء من محدثين ومفسرين وفقهاء وأصوليين ولغويين وأطباء وكيميائيين و رياضيين , نعم من أرض سلمان الفارسي رضي الله عنه, نخاطبكم من أرض أئمة الحديث والتفسير , يسعدنا هذا الحضور وكان سعادتنا أكبر لو كنا بجانبكم ولكن الظروف السياسية والضغط والإضطهاد والكبس غير المبرر ضد أهل السنة وعقائدهم منعتنا من الحضور و يؤسفنا أن يشارك في هذا المؤتمر الذين يتهموننا معشر أهل السنة بتهم مرفوضة جوفاء كالوهابية والناصبة وغيرها . كان الأليق بهم ألا يشاركوا في مؤتمر الوهابية في أرض الوهابيين وإذا شاركوا كان الأليق بهم أن نشارك جميعاً الشيعة والسنة الإيرانيون جنباً إلي جنب , ونجلس في مكان واحد لنثبت صدق الشعارات التي ترفع بإسم الوحدة والتقريب بين الأمة الإسلامية!! كيف تأتي الوحدة ويتحقق التقريب بأيدي أناسٍ يذبحون الوحدة ويضحون بالتقريب ! ألا يكفي هذا التعامل المشين ليثبت كذب الشعارات الخرقاء التي يرفعها من يمنعنا من الصلاة في عاصمة بلد الوحدة والتقريب!؟ , ألا يكفي لثبوت كذب الإدعاءات الفارغة التي يتغني بها البعض مثل هذه التعاملات المشينة. وأما الرسالة التي نريد أن نوصلها إلي مؤتمركم الموقر وعبركم إلي جميع الأمة , خير أمة أخرجت للناس , أمة العزة والكرامة و لاسيما علمائها وقاداتها ودعاتها ونخبها العلمية والفكرية, نقول للجميع : أننا نعتز بإنتمائنا لهذا الدين العظيم وهذه الأمة العظيمة كما أننا نعتز بإنتمائنا لعقيدة أهل السنة والجماعة , والمنهج السني الوسط بين الإفراط والتفريط , نعم أيها الإخوة والأخوات في أمتنا الإسلامية الكبيرة كنا ولازلنا وسنبقي بإذن الله إلي أن نلقي الله تعالي أوفياء لهذه العقيدة السمحاء , ولرموزها ومقدساتها وأبطالها من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ولأمهات المؤمنين رضي الله عنهم وعنهن أجمعين. نعم أخوة الإسلام رغم كل المحاولات الجادة المستمرة من قبل أعداء الأمة وأعداء الصحابة رضي الله عنهم لصرفنا عن ديننا وعقيدتنا و رغم كل أساليب المكر والخداع والنفاق للتشكيك في عقيدة أهل السنة والتشكيك في عدالة الصحابة رضي الله عنهم وطهارة ونزاهة حياتهم المثالية , إلا أننا أوفياء بفضل الله تعالي , متمسكين بالحق النابع عن الكتاب والسنة والمطابق مع العقل والفطرة السليمة. فأبشروا يا أمة الإسلام ها نحن نعدكم ونعد الله تعالي قبل ذلك بألا نخون الحق وأهله وألا نبيع ديننا وعقيدتنا وعزتنا وكرامتنا بأي ثمن وتحت أي ظرف فقد مورست علينا جميع أساليب الضغط والكبس والإضطهاد والتضليل والخداع والمكر والنفاق والتطميع لنترك ديننا وعقيدتنا ونبيع ذمتنا ونؤجر عقولنا وفطرتنا ووجداننا إلا أننا أبينا الذلة والهوان وأبينا الخسة والخذلان وسنبقي بإذن الله تعالي حصناً حصيناً للإسلام ومقدساته وللعقيدة ورموزها وللأمة وأبطالها فاطمئنوا يا علماء الإسلام وأمة الإسلام , إننا صامدون صابرون مرابطون ولن يؤتي الإسلام من قبلنا إن شاء الله . وإذا أردنا أن نجمل أهم مشاكلنا نحن معشر أهل السنة في إيران نقول : 1) أننا محرومون بل ممنوعون من أداء شعائرنا حتي الجمعة والعيدين في العاصمة طهران! فقد صودرت أرضنا الخاصة ببناء مسجد فيها في بداية الثورة وخلال السنين الأخيرة نمنع حتي من الصلاة في سفارات الدول الإسلامية! . 2) أننا يمارس علينا تعتيم إعلامي قاتم فلا يخرج لنا خبر ولا حتي أذان في الإعلام الرسمي حتي في المدن ذات الأكثرية السنية أو المدن التي لايوجد فيها شيعي واحد غير الموظفين المفروضين علينا . ولا يسمح لنا بإمتلاك أي جريدة أو مجلة أو إذاعة أو تليفزيون . 3) يعلم أبنائنا المذهب الشيعي قسراً ويحرمون من الصلاة جماعة في الحرم الجامعي حتي في الجامعات التي أكثر طلابها من السنة بحكم وجودها في المناطق السنية . 4) وفي السنوات الأخيرة بدأت الحكومة بالتدخل في المدارس الأهلية لأهل السنة في مناهجها وكوادرها رغم أن النظام السائد في البلد والعرف الدائم يمنع التدخل في الحوزات سواء الشيعية منها أو السنية , بل وصل هذا التدخل إلي المساجد والأئمة والخطباء أيضاً . 5) هناك حملة شرسة شعواء علي أهل السنة وعقائدهم ومقدساتهم عبر جميع وسائل الإعلام وعبر دعاة التبشير المكلفون بشحن الأفكار ضد أهل السنة بحيث ملء قلب كل مواطن إيراني حقداً وكرهاً لأهل السنة وعقائدهم ولكاد البعض يقوم بتصرفات انتقامية عشوائية بسبب هذا الجو المشحون الجاهز للإنفجار . فنحن نأمل من الدول والمنظمات الإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان ونأمل منكم أيها السادة والعلماء والمفكرون الشرفاء التدخل السريع لدي حكومتنا التي هي مسئولة عن حقوقنا أن تقوم بالعدل ورفع الظلم والتمييز عنا ونزع فتيل الحرب الطائفي التي تكاد أن تقع بسبب هذه المظالم . علماً بأن هناك العشرات من العلماء والدعاة قابعون في السجون فقط لأنهم أهل السنة , فكل من تماشي مع الحكومة في سياساتها القمعية فهو سني شريف!! و من تمسك بعقيدته وطالب بحقوقه فهو وهابي!! والوهابي في قاموس حكومتنا المختطف من قبل المتطرفين الحاقدين أخطر من الصهيونية!! فهل نتوقع من إخواننا المشاركين في المؤتمر و خارج المؤتمر أن يسمع صوت شعبنا المظلوم و أن يقوم بخطوات عملية لكسر الحصار المفروض علينا من أكثر من ثلاثين عاما؟! و لخرق هذا التعتيم الاعلامي الظالم و لكشف عوار كذب الكذابين الذين يزعمون أن أهل السنة ليست عندهم أي مشكلة في ايران!! و أننا كلنا إخوة! متساوون في الحقوق و الواجبات؟! متي نتوقع كسر هذا الحصار و التعتيم؟! أو ربما لا يصدقنا البعض حتي نذوب في في المذهب الشيعي الرافضي كما ذاب إخواننا في المسيحية المحرفة في الاندلس؟!. نحن أملنا بالله كبير ثم بأمتنا و علماءها و مفكريها و قادتها و مطمئنون بنصر الله تعالي فالمستقبل للاسلام و المسلمين. و أخيرا نقول بعد ما غيبنا عن الحضور في المؤتمر بفعل حكومتنا أقل ما نرجوه هو أن لا نغيب عن البيان الختامي لهذا المؤتمر المبارك. وفقكم الله تعالي و سدد خطاكم. و بارك في جهودكم ، والحمد لله رب العالمين . ابراهيم سعيدي نيشابوري – طهران - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : images.jpg