نزلت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي اليوم الجمعة، إذ صعد الدولار الأميركي بفضل احتمال زيادة أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة، لكن الخام يمضي على مسار اختتام الأسبوع عند ما يقل قليلا عن أعلى مستوياته في عدة سنوات. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 47 سنتا أو ما يعادل 0.6% إلى 72.61 دولار للبرميل بحلول الساعة 0551 بتوقيت غرينتش، لتواصل انخفاضا نسبته 1.8% سجلته أمس الخميس. ويتجه برنت صوب أول خسارة أسبوعية في أربعة أسابيع. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتا أو ما يعادل 0.6% إلى 70.65 دولار للبرميل، بعد أن هبطت 1.5% أمس الخميس. ويتجه خام غرب تكساس أيضا صوب تسجيل أول تراجع أسبوعي في أربعة أسابيع. وأمس الخميس، انخفضت أسعار النفط الخام، بعد أن ألمح مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى أنه ربما يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما كان متوقعا، لكن الخسائر كانت محدودة بفضل انخفاض كبير في مخزونات الخام الأميركية. وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى أواندا "أضحت أسواق الطاقة شديدة التمحور حول موسم سفر قوي في الصيف ومحادثات الاتفاق النووي الإيراني لدرجة أنها أصيبت بالصدمة جراء مفاجأة ميل مجلس الاحتياطي صوب التشديد النقدي". وسجل الدولار الأميركي أقوى مكسب يومي في 15 شهرا، بعد أن ألمح مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه ربما يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما كان مفترضا. ويؤدي ارتفاع الدولار الأميركي لزيادة تكلفة النفط المسعر بالعملة الأميركية لحائزي العملات الأخرى، مما قد يضغط على الطلب. ولا تزال سوق النفط تظهر علامات القوة مع انحسار الوباء، حيث كانت خسائر أسعار النفط محدودة بعدما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في أكبر مستهلك في العالم انخفضت بشدة الأسبوع الماضي، إذ عززت مصافي التكرير العمليات لأعلى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2020، مما يشير إلى استمرار تحسن الطلب. كما تلقت الأسعار الدعم، إذ زاد استهلاك المصافي من الخام في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، 4.4%، في مايو/أيار مقارنة مع نفس الشهر قبل عام ليصل إلى مستوى قياسي مرتفع. من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر إن النهج الحذر الذي تتبعه "أوبك+" لإحياء الإمدادات يؤتي ثماره، مشيرًا إلى أنه "متمسك بهذا الموقف". وارتفع النفط هذا العام، حيث وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى منذ 2018 في وقت سابق من هذا الأسبوع، إذ يمهد انتشار لقاحات Covid-19 الطريق لرفع القيود التي فرضت لتطويق الوباء. وحتى مع انتعاش الاستهلاك وسحب المخزونات، أعادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها جزءًا صغيرًا فقط من الإمدادات التي تم سحبها من السوق العام الماضي لإنقاذ الأسعار. ويجتمع التحالف المقبل في الأول من يوليو/تموز لوضع الاستراتيجية. قال سوفرو ساركار، محلل الطاقة في بنك DBS المحدود: "اعتقدنا في البداية أن النفط سيصل إلى 70 دولارًا للبرميل، لكن يبدو الآن أن 80 دولارًا للبرميل خلال الربع الثالث أمر ممكن"، مشيرًا إلى الطلب القوي مع انفتاح الاقتصادات. وأضاف: "من المرجح أن يؤثر تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي على سلع أخرى أكثر من النفط"، وفق ما نقلته "بلومبرغ". كانت هناك أيضًا إشارات صعودية من الاقتصادات الرائدة في آسيا. ففي الهند، التي عانت من موجة وحشية من الإصابات بفيروس كورونا، انتعشت مبيعات وقود الطرق فيها خلال النصف الأول من شهر يونيو. في الوقت نفسه، وصلت أسعار الوقود في الصين التي احتوت تفشي المرض إلى حد كبير، إلى مستوى قياسي الشهر الماضي. وفي الولاياتالمتحدة، تراجعت مخزونات الخام المحلية للأسبوع الرابع، مع تخفيف ولايات من بينها كاليفورنيا القيود وانخفاض حالات الإصابة بالفيروس. وفي أكبر مركز إمداد في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، هبطت المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ مارس 2020. وقالت Citigroup Inc في مذكرة إن التوقعات "لا تزال بناءة خلال الأشهر المقبلة، حيث من المحتمل أن يؤدي الطلب المكبوت إلى دفع الطلب العالمي على النفط لمستويات قياسية جديدة هذا الصيف". ويمكن أن ترتفع أسعار برنت إلى ما يزيد عن 80 دولارًا.