أعلنت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، عن إبرام عقد تأجير أرض صناعية بمدينة سدير للصناعة والأعمال مع شركة "ألفابايوفيز"، وذلك من أجل إقامة أول مصنع في المملكة لتصنيع مشتقات البلازما على مستوى المنطقة بمجموع استثمارات تقارب 300 مليون ريال. في التفاصيل، أكد رئيس مجلس إدارة شركة "ألفابايوفيز" الدكتور سعيد البركي أن إقامة هذا المشروع الحيوي يأتي ضمن رؤية السعودية 2030 لتمكين وتوطين الصناعات الحيوية الدوائية، ونقل المعرفة المطلوبة لإنتاجها، لافتاً إلى أن المشروع سيسهم في دعم سوق الصناعات الدوائية بالمملكة بصفة مستمرة وبمنتجات مصنّعة محلياً من بلازما آمنة وسليمة، وتقليل الاعتماد مستقبلاً على استيراد هذه المنتجات من الخارج، حيث يعد هذا المشروع الوطني مساعداً في تحقيق الأمن الدوائي بالمملكة العربية السعودية. كما أوضح أنه ومن منطلق تحقيق الأمن الدوائي للمملكة، جاءت فكرة إنشاء مصنع "ألفابايوفيز" كمشروع وطني لمشتقات بلازما الدم وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية بالشراكة مع شركة "بايوفيز" الهندية، والتي تمتلك مركزاً للأبحاث والتطوير المتقدم للمنتجات الحيوية يضم مختصين وخبراء في مجال منتجات بلازما الدم ومشتقاتها، كما تمتلك هذه التقنية النوعية والعمل على نقلها وتوطينها بالكامل في المملكة. ولفت الدكتور البركي إلى أن شركة "ألفابايوفيز" ستقوم بإنشاء مركز متخصص للدراسات والأبحاث العلمية بالتنسيق والشراكة مع الجامعات المحلية والعالمية لتطوير منتجاتها، مما يسهم في تأهيل وتدريب وتوظيف الكوادر الوطنية الشابة لإعداد جيل من أبناء الوطن يتقن هذا النوع من الصناعات الحيوية النادرة. وأفاد بأن هذا المشروع الحيوي يهدف لخلق وتوطين عدد من الفرص الوظيفية النوعية والتخصصية لأبناء وبنات الوطن منها: تخصصات الصيادلة، أخصائيو وفنيو المختبرات، أخصائيو الجودة، المهندسون الصناعيون، الباحث ومساعد الباحث، فنيو سحب الدم، أطباء تخصص أمراض الدم، وأخصائيو التقنية الحيوية، بالإضافة إلى الوظائف الإدارية الأخرى المتنوعة. يشار إلى أن شركة "ألفابايوفيز" كانت قامت في وقت سابق باستقطاب عدد من الكفاءات السعودية المختصة في مثل هذا النوع من الصناعات الحيوية النادرة ودراسة التجارب الوطنية السابقة في هذا المجال والصعوبات التي واجهت كل تجربة على حدة، ومن ثم وضع خطة عمل تشمل الحلول والحلول البديلة للتغلب على أي صعوبات مماثلة قد تواجه هذا المشروع الحيوي، سواءً لجمع البلازما أو لنقل التقنية وتوطينها. كذلك تم التنسيق والعمل جنباً إلى جنب مع المختصين في المركز الوطني للتنمية الصناعية على تطوير المراحل المختلفة لإخراج هذا المشروع إلى أرض الواقع "بإذن الله" في القريب العاجل. وتهدف شركة "ألفابايوفيز" في المرحلة الأولى من الإنتاج إلى تغطية ما يقارب 35% من الاحتياج الوطني من المنتجات الأساسية لمشتقات البلازما، ومن ثم رفع الطاقة الإنتاجية بمعدل 10% إلى 15% سنوياَ. فيما حصلت الشركة في وقت سابق على عدد من التراخيص المبدئية لوحدات تجميع البلازما، فيما يجري العمل على تجهيز نموذج لهذه الوحدات للحصول على التراخيص النهائية من وزارة الصحة والمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية، وتعميم هذا النموذج على المراكز الأخرى. كما شدد البركي على أن قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 26 رجب لعام 1442ه بشأن تعويض المتبرعين ببلازما الدم في المراكز الخاصة مالياً مقابل أوقاتهم المستقطعة أثناء جلسات التبرع بالبلازما يعد أحد أهم الروافد الداعمة لمثل هذا المشروع الحيوي، والتي ستسهم في التغلب على أهم عقبة تواجه هذه الصناعة الحيوية والمتمثلة في جميع كميات كبيرة من البلازما تكفي للإنتاج الصناعي. في سياق متصل، أوضح الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، أن "مشتقات البلازما" ستكون من المنتجات المستهدفة بالتوطين في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، وهي نتاج استثمارات سعودية – هندية مشتركة بهدف نقل وتوطين المعرفة إلى المدن الصناعية في إطار استراتيجية "مدن" لتمكين الصناعة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي تماشياً مع رؤية السعودية 2030. وأضاف أن شركة "ألفابايوفيز"تعتزم الاستفادة من الاتفاقية التي وقعتها "مدن" مع مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية "كيمارك" والتي تشمل التعاون في مجالات التقنية الحيوية والتجارب السريرية بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات والكفاءات ودعم الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الصناعات الطبية. كما أكد أن "مدن" تساهم في تعزيز الأمن الطبي ضمن رؤية السعودية 2030 التي تستهدف خلق اقتصاد أكثر تنوعاً بالتركيز على الصناعة، ووفقاً للمبادرات المسندة إليها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، منوهاً بأهمية تحفيز الإنتاج المحلي خاصة بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد والتي كان ل "مدن" دور رئيس في مواجهتها ودعم الاقتصاد الوطني من خلال المساهمة في توفير مُتطلّبات السوق المحلية من المستلزمات الطبية المتنوعة مع حالة الانغلاق التي تعرّض لها الاقتصاد العالمي والتي أكدت سلامة توجه المملكة نحو تفعيل المُمكنّات والمُقومات الصناعية المحلية. إلى ذلك، لفت إلى أن المُحفزات والإجراءات المُيسّرة التي توفرها "مدن" لشركائها بالقطاع الخاص من خلال منتجاتها وخدماتها النوعية، ساهمت في رفع أعداد المصانع الطبية بالمدن الصناعية بنسبة 150% خلال خمس سنوات إلى ما يقارب 173 مصنعاً بين منتج وتحت الإنشاء صعوداً من 64 مصنعاً في 2016م تضم صناعة المستلزمات الطبية، مثل الأنابيب وملبوسات الوقاية الطبية، والصناعات الدوائية، ومنها أدوية السرطان والعلاجات النفسية والمضادات الحيوية، فضلاً عن صناعة المعقمات الطبية والفيتامينات، وصناعة مستحضرات التجميل.