دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي والمديرة التنفيذية لمنظمّة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسف) هنرييتا فور إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وحماية وتمكين اللاجئات السوريات . وأكد رئيسا المنظمتين في بيان خلال زيارتهما المشتركة إلى لبنان أن أكثر من نصف عدد النازحين السوريين المسجّلين في لبنان هم من النساء والفتيات وأنّ 40 في المائة من عائلات النازحين السوريين في لبنان ترأسها نساء. ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لمنظمّة اليونيسف إلى اتخاذ إجراءات أقوى لحماية اللاجئات وتمكينهنّ. وقد استمع رئيسا المنظمتين خلال زيارة مشتركة يقومان بها إلى لبنان تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة وبلوغ الصراع السوري عامه السابع إلى شهادات مباشرة من بعض النساء والفتيات اللواتي أجبرنّ على الفرار من الحرب في سوريا واللجوء إلى لبنان المجاورة سعياً للسلامة والأمن. وأشار بيانهما إلى أن هؤلاء النساء والفتيات اللواتي يعشنّ الآن في مخيّمات النازحين في بعلبك في منظقة البقاع شرق لبنان على بعد حوالي 30 كيلومتراً من الحدود السورية يشكّلن مجموعة تدرّبت على حماية الطفل وقضايا العنف المختلفة وتعمل الآن مع النازحين الآخرين على رفع مستوى الوعي وإحداث تغيير في مجتمعاتهم. ولفت البيان إلى أن النساء والفتيات يمثلن مأساة سوريا والأمل في مستقبلها على حد سواء واعتبر هذه المبادرات على مستوى القاعدة الشعبية أداة مهمة جداً في التصدي للعنف . ورأى أنه في الوقت الذي يتجه الصراع الدموي في سوريا للدخول في سنة أخرى يستمر في التسبب في ترك الأطفال بلا مأوى ولا تعليم ويعانون من الصدمات النفسية وقد شهدت الفتيات الصغيرات على وجه الخصوص آمالهنّ في مستقبلٍ أفضل وهي تتحطم، حيث يضّطر المزيد منهن إلى العمل أو الزواج بدلاً من الذهاب إلى المدرسة. وأكد البيان على أن المأساة الإنسانية في سوريا منسوجة الآن في بنية العائلات التي أُجبرت على ترك منازلها، ويطال تأثيرها الدائم بشكل خاص النساء والأطفال الذين يشكلّون الآن ما يقارب ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفت إلى أن العائلات النازحة في لبنان التي ترأسها نساء أكثر ضعفاً وتعرّضاً لخطر الاستغلال. وبالمعدّل، فإن لديها قدر أقل من الغذاء ووجبات غذائية سيّئة، وتعاني من مستويات فقر مرتفعة، ويتضاعف احتمال عيشها في مخيّمات اللاجئين غير الرسميّة. وأعلن بيان أنّ أكثر من ثلاثة أرباع العائلات السورية النازحة إلى لبنان يعيشون تحت خط الفقر . وختم البيان ، من غير الممكن تسخير الإمكانات الكاملة للنساء والفتيات قبل أن ينتهي هذا الصراع الضاري وأعرب غراندي و فور بوصفهما رئيسيّ وكالتين إنسانيتين عن غضبهما إزاء المستويات المروّعة لمعاناة المدنيين في سوريا وطالبا بالعمل السياسي لإنهاء إراقة الدماء والسماح للموظفين الإنسانيين بالوصول الدائم للاستجابة للحجم الهائل من المعاناة والاحتياجات الإنسانية على الأرض.