حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من مرض شديد العدوى ينتشر بين أسماك البلطي البرية والمستزرعة، والتي تعتبر أحد أهم أنواع الأسماك للاستهلاك البشري في العالم. وأكدت المنظمة في مركز الاممالمتحدة الاخباري الرسمي " اليوم "على ضرورة التعامل مع انتشار المرض بجدية، داعية الدول المستوردة لأسماك البلطي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة المخاطر والبدء في استخدام إجراءات الحجر الصحي. وقد تأكد انتشار "فيروس بلطي البحيرات" في خمس دول في ثلاث قارات وهي كولومبيا والإكوادور ومصر وإسرائيل وتايلاند. وفي حوار مع أخبار الأممالمتحدة، قالت الدكتورة ميلبا ريانتاسو، مسؤولة موارد مصايد الأسماك بالفاو، إن الفيروس قد انتشر في إسرائيل أولا في عام 2008: "في هذه الأثناء كانت هناك حالات نفوق للأسماك في مصر، وسمي المرض بنفوق بلطي النيل الصيفي. مصر كانت تعاني من هذا النوع من نفوق الأسماك الذي يؤثر على البلطي قبل ذلك بسنوات قليلة، ومؤخرا فقط تمكن العلماء من القيام باختبارات معملية باستخدام الطريقة التي وضعها العلماء الإسرائيليون وجاءت نتيجة بعض العينات إيجابية لفيروس بلطي البحيرات." وتعتبر أسماك البلطي من العناصر الرئيسية في الأمن الغذائي والتغذوي العالمي. وفي هذا الصدد، دعت الفاو الدول المنتجة لأسماك البلطي إلى التيقظ والحذر واتباع بروتوكولات قوانين صحة الحيوان التي أصدرتها المنظمة الدولية لصحة الحيوان. وقد أشارت د. ريانتاسو إلى أن الفيروس لا يشكل خطرا على الصحة العامة للبشر، إلا أنه يقضي على الأسماك المصابة: "في الوقت الراهن، نأمل ألا تكون هناك أية خطورة على الصحة العامة، لأنه بشكل عام لا يوجد أي مرض فيروسي يصيب الأسماك يؤثر على الإنسان. حتى الآن هذا الفيروس لا يؤثر إلا على ثلاثة أنواع من البلطي. ولكن هناك أمر واحد يثير الخوف قليلا حول هذا، وهو أن التفشي في إسرائيل على سبيل المثال يؤثر أيضا على المخزونات البرية من البلطي." هذا وتقول الفاو إنه لا تزال هناك أمور مجهولة حول المرض وتحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان هذا الفيروس ينتقل من خلال الأنواع غير البلطية وغيرها من الكائنات الحية مثل الطيور والثدييات التي تقتات على الأسماك، وما إذا كان يمكن أن ينتقل من خلال منتجات البلطي المجمدة. وتعتبر أسماك البلطي ثاني أهم فصيل من الأسماك في قطاع تربية الأحياء المائية من حيث الكميات، حيث إنه يوفر الطعام والوظائف والدخل المحلي ودخل التصدير لملايين الأشخاص حول العالم. وتعد الصين وإندونيسيا ومصر أكبر ثلاث دول منتجة لأسماك البلطي من مزارع تربية الأحياء المائية.