ترأس رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي اليوم الاربعاء اجتماعا لحكومتها، وتلقي بيانا أمام مجلس العموم تؤكد فيه بدء العد التنازلي لرحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ووقعت ماي أمس الثلاثاء رسالة تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي بمقتضاها تبدأ بريطانيا رسميا إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم تسليمها اليوم الأربعاء إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. كانت رئيسة الوزراء البريطانية قد أجبرت على الرجوع للبرلمان قبل تفعيل المادة 50 بعد أن خسرت نزاعا قضائيا بهذا الشأن في المحكمة العليا، ولكنها حازت على دعم أغلب النواب في أوائل الشهر الجاري. ومن المتوقع أن تمنح قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد في 29 من نيسان (أبريل) المقبل بدون بريطانيا، المفوضية الأوروبية تفويضا للتفاوض مع بريطانيا. ووفقا لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، فإنه من المرتقب أيضا أن تقوم المفوضية الأوروبية في أيار (مايو) المقبل، بنشر المبادئ الإرشادية للتفاوض بناء على التفويض الممنوح لها من قبل قادة الاتحاد الأوروبي. وقد يقول الاتحاد الأوروبي شيئا عن مفاوضات موازية محتملة بشأن اتفاق تجاري مستقبلي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. ويرتقب أن تصدر الحكومة البريطانية، وفقا لذات المصادر، في الخريف المقبل، تشريعا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وتحديد وضع كل القوانين الأوروبية القائمة المطبقة في بريطانيا - مشروع قانون الإلغاء العظيم. وسيتم استكمال المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في تشرين أول (أكتوبر) من العام المقبل، على أن تنطلق بعدها وحتى آذار (مارس) 2019 عملية التصويت في مجلس العموم البريطاني على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه. وفي آذار (مارس) 2019 تنسحب بريطانيا تنسب رسميا من الاتحاد الأوروبي. وحسب ذات المصدر، فإنه يمكن تمديد المفاوضات الخاصة بالمادة 50، ولكن يتطلب ذلك موافقة الدول ال 27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي) هذا وحذّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيضعف باقي دول الاتحاد البالغ عددهم 27 دولة"، وأشارت إلى أنه من الممكن أيضا أن يضع البلاد في حالة من اللا استقرار لمدة عقد من الزمن. وأضافت أن "ذلك سيكون نهاية لعلاقة شراكة أعطت الكثير لبريطانيا أكثر مما نتصور". وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الاربعاء، التي نقلتها إلى العربية هيئة الإذاعة البريطانية: "إن مستقبل 3 ملايين أوروبي يعيشون ويعملون في بريطانيا، إضافة إلى أكثر من مليون بريطاني يعيشون في الخارج غير معروف حالياً". وأضافت: "إن هؤلاء أشخاص استقروا في البلاد، وبدأوا بتأسيس عائلات لهم وعملوا كما دفعوا جميع الضرائب المتوجبة عليهم". وألقت الصحيفة الضوء على أنه بحلول شهر كانون الأول /ديسمبر المقبل فإن العديد من الأوروبيين الذين عاشوا في بريطانيا أغلبية سنوات شبابهم ستصلهم رسالة من الداخلية البريطانية تطلب منهم "تحضير أنفسهم للرحيل" من بريطانيا. وأردفت الصحيفة أنه بعد تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي بمقتضاها تبدأ بريطانيا رسميا إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنه من "الحكمة البدء بهذه المشاورات بشيء من الإيجابية وأن نكون معطائين خاصة في هذه المشكلة الإنسانية التي تعد واحدة من المشاكل العديدة التي تنتظرنا"، وفق تعبيرها. وفي 23 حزبيران (يونيو) 2016، أظهرت النتائج النهائية لفرز أصوات الناخبين البريطانيين حول عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، أن 52% من الناخبين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد.