أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    القبض على باكستاني يروج الشبو بالشرقية    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    37 بلدة جنوبية مسحها الجيش الإسرائيلي وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الولايات المتحدة تختار الرئيس ال47    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    سيناريو التعادل .. ماذا لو حصل كل مرشح على 269 صوتاً؟    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يطلق حزمة من المشاريع الوطنية الطموحة لتعزيز الانتماء واللحمة الوطنية ومواجهة التطرف
من بينها لقاءات وورش حوارية مع الشباب وبرنامج «تبيان» لنبذ التطرف و«فرقنا ما تفرقنا» لمناهضة تعصب الجماهير الرياضية
نشر في الجزيرة يوم 06 - 01 - 2016

أطلق مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني خلال العام 2015م، عدة برامج ومبادرات تسعى لترسيخ قيم الحوار في المجتمع ومواجهة التطرف وتداعياته على الوحدة الوطنية، وتعزيز الانسجام بين شرائح الوطن ومكوناته البشرية، وما يجمع بين تلك المبادرات على الرغم من تنوعها هو تصميمها وتنفيذها لاستهداف شريحة الشباب في قطاع التعليم والجامعات والرياضة وفي وسائط الإعلام الجديد، حيث يمثل الشباب النسبة الأعلى في المجتمع السعودي. وتبرز المبادرات كمشاريع فكر وطنية تخدم المجتمع من خلال اهتمامها وتركيزها على هذه الشريحة ورعايتها فكريا وإشراكها في تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة المختلفة، فقد نظم المركز خلال لقاءات وورش العمل الخاصة باللقاء الوطني العاشر «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية»، لقاءات متزامنة بالتوقيت والمكان مع شباب المناطق في المملكة في الجامعات والنوادي الأدبية، للحوار حول خطورة الفكر المتطرف وتأثيراته على اللحمة الوطنية، كما أطلق عددا من الأنشطة الأخرى التي تخدم الهدف ذاته بعد سلسلة من اللقاءات شملت جميع مناطق المملكة، فجاءت مبادرة (تبيان) التي تهدف لتعزيز قيم الوسطية ونبذ التطرف إضافة إلى المبادرة الرياضية (فرقنا ماتفرقنا) التي تناهض التعصب عند الجماهير الرياضية، وكذلك مشروع (الحوار المجتمعي) والذي يعزز قيم التعايش بين أفراد المجتمع، ومسابقة (حواركم) للأفلام القصيرة لتكريس ونشر قيم التعايش وتعزيز الوحدة الوطنية عبر وسائل الإعلام الجديد، وكذلك عدد من البرامج التلفزيونية والإذاعية لنشر ثقافة الحوار الإعلامي الهادف في المجتمع.
مشروع «تبيان»
وتركز فكرة مشروع (تبيان) على التوعية والتحصين من التطرف، وهو مشروع توعوي تثقيفي وقائي يهدف إلى تحصين الشباب من التطرف ويوظف طاقاتهم بشكل إيجابي من خلال التأكيد على قيم الوسطية والاعتدال عبر برامج وفعاليات وأنشطة متكاملة ومختلفة، بما يحقق ويعزز السلم الاجتماعي وتحصين الشباب من لوثة الأفكار المتطرفة الهدامة، ويحافظ على اللحمة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد، ويسعى المشروع إلى إيجاد منظومة فكرية سليمة، بمجموعة من البرامج المتكاملة القادرة على تحصين المجتمع من التطرف وتحقيق السلم الاجتماعي والتعايش البناء لمختلف شرائحه وفئاته، عبر الوسائل المختلفة وبواسطة الشراكات مع مختلف القطاعات الحكومية والأهلية، وتقوم رؤية المشروع على خلق (مجتمع آمن فكرياً، يرفض التطرف ويشجع على التعايش وقبول التنوع والاختلاف)، ولأن المشروع يحمل قيما فكرية أصيلة، فإن المواطنة والوسطية والتعايش والسلم الاجتماعي من أهم القيم التي يعمل «تبيان» وفقها ويدور في فلكها.
وتأتي قيمة تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء للوطن ضمن أهم أهداف المشروع الرئيسية، إضافة إلى بناء جسور التواصل والحوار بين أفراد المجتمع، ورفع الوعي بالقدرة على فحص الأفكار الدخيلة والمنافية لقيم الدين والوطن، وكذلك تنمية كفاءة أفراد المجتمع باكتشاف المؤشرات السلوكية والفكرية الدالة على التطرف، كما يهدف المشروع أيضا للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع للاستفادة من الفعاليات والأنشطة التي يقدمها، والتي تستهدف شرائح متعددة ومتنوعة من المجتمع تشمل الصغار والكبار والشباب والشابات والطلاب والطالبات وذلك في جميع مناطق ومحافظات المملكة.
ويحتوي المشروع على البرامج التدريبية وورش العمل المختصة والبرامج الشبابية والأبحاث، وقد تم العمل على إعداد برامج تدريبية مختصة معدة وفق خطة المشروع وأهدافه ومنها برنامج تبيان التدريبي ويهدف إلى تنمية مهارات المشاركين في الوقاية من التطرف وجدانياً ومعرفياً ومهارياً، وبرنامج الحوار المجتمعي التدريبي ويهدف إلى تعزيز وبناء جسور التواصل بين مختلف الأطياف الفكرية في المجتمع، وبرنامج الحوار من أجل السلام التدريبي والذي يهدف إلى تعزيز احترام الأديان والحضارات المختلفة والقيم النبيلة بين الشعوب وتعميق التفاهم لمعالجة المشكلات الإنسانية ونشر ثقافة الحوار والتبادل الحضاري البناء، وتمكين المشاركين فيه من الحوار مع الثقافات والحضارات المختلفة، وإعداد وتأهيل محاضرين ومدربين يسهمون في نشر رسالة المشروع وتحقيق أهدافه من خلال برنامج تأهيلي معد خصيصاً لذلك.
بينما تهدف ورش العمل إلى مشاركة الشباب والمختصين في مناقشة ظاهرة التطرف وأسبابها ووضع حلول ومقترحات مجتمعية تسهم في الحد منها ونشر الوسطية والاعتدال ومن أبرز هذه الورش: الحوارات المتطرفة في الانترنت، ووسائل ترسيخ الأمن الفكري من خلال مواقع التواصل الاجتماعية، والتحديات الفكرية والثقافية للشباب، وورشة عمل حملات التشويه الإلكترونية (التصدي - والمعالجة)، إضافة إلى ورش عمل تشجع الشباب والخبراء على التفكير في صنع مبادرات مجتمعية لمواجهة التطرف ومساعدتهم على بلورتها بطرائق عملية قابلة للتطبيق، وتبصيرهم بآليات تفعيلها، ثم إرسالها للقطاعات العامة والخاصة والخيرية للاستفادة منها ومتابعة نجاحها تحفيزاً لهم في المشاركة في معالجة الظاهرة مجتمعياً. ومن ضمن ورش العمل برنامج خاص للشباب المبتعثين يهدف إلى تحصينهم ووقايتهم من أساليب الجماعات المتطرفة ووسائلها وكذلك تعزيز التواصل الحضاري البناء والتعايش مع مختلف الديانات والثقافات بتكريس قيم التعايش والتسامح عبر تأهيلهم وإعدادهم مسبقا بالتعاون مع الملحقيات الثقافية في الخارج بحزمة برامج تدريبية وفعاليات متنوعة صممت خصيصا لذلك.
بينما تنقسم البرامج الشبابية إلى عدد من الأنشطة المتكاملة، تتنوع بين مقاهي وأمسيات حوارية تقام في أحد الأماكن العامة حول موضوع يحدد مسبقا ويدار من خلال شخص محترف بهدف إنشاء بيئة حوارية شبابية ترسخ مفهوم الحوار وتعزز المسؤولية الفردية لدى الشباب.
مبادرة «فرقنا ما تفرقنا»
وتهدف هذه المبادرة الرياضية للحد من ظاهرة التعصب الرياضي ونشر وترسيخ ثقافة الحوار وسلوكياته في المجال الرياضي، وتأتي بالتعاون بين المركز ورابطة دوري المحترفين السعودي، وهي اتفاقية تعاون مشترك بين المركز والرابطة لمواجهة تداعيات كافة أوجه التعصب الرياضي والحد منه في الملاعب الرياضية السعودية، لإبراز الصورة المشرقة للمجتمع ومواكبة المكانة المميزة التي وصلت إليها الرياضة السعودية على كافة الأصعدة.
وتكمن أهمية المبادرة في مساهمتها في تعزيز مفاهيم الحوار بين كافة أطياف المتنافسين في القطاع الرياضي، وهي مبادرة وطنية تحمل قيم الحوار والتلاحم الوطني للحد من مظاهر التعصب بين الجماهير الرياضية من خلال برامج وفعاليات وأنشطة متكاملة بما يحقق ويعزز المصلحة العامة للرياضة مع التمسك بالثوابت الوطنية، وتهدف إلى ترسيخ قيم الحوار وسلوكياته ليصبح أسلوبا للتعامل مع جميع القضايا المجتمعية، ونشر مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف داخل الوسط الرياضي، وإبراز الطابع الأخلاقي المتميز لدى المهتمين بهذا المجال، ومعالجة السلوكيات الخاطئة الناتجة عن التعصب وطرحها من خلال برامج المبادرة وفعاليتها، وذلك لتحفيز دور متابعي الرياضة بكافة ميولهم في جانب المسؤولية الاجتماعية لإبراز تاريخ الرياضة السعودية المشرف بالمنجزات في جميع المناشط الرياضية. وكانت أولى برامج المبادرة التدريبية تنفيذ دورة مهارات الاتصال في الحوار للإعلام الرياضي بمشاركة « 22» إعلاميا رياضيا من مختلف الوسائل الإعلامية وذلك في أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي بالمركز، وركزت الدورة على أهمية مبادرة «فرقنا ما تفرقنا» ومحاربة التعصب الرياضي وفتح آفاق إعلامية جديدة للنظر بلون واحد وبموضوعية وحياد لكل الأندية دون تمييز أو تفريق قد يزيد من التعصب المذموم في المدرجات الرياضية، إضافة إلى الدور المهم للإعلامي في نشر وترسيخ ثقافة الحوار وسلوكياته، والدور الحيوي للإعلام الرياضي ككل في تشكيل مفاهيم وتوجهات الشباب وإثارة المواضيع المهمة وتأطيرها بما يخدم المصلحة العامة. كما وقع المركز اتفاقية تعاون مشترك مع عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية ليكونوا سفراء للمبادرة الرياضية الوطنية، وفيها أصبح كل من لاعب نادي النصر سابقا الكابتن يوسف خميس، ولاعب نادي الشباب سابقا الكابتن فؤاد أنور، ولاعب نادي الهلال سابقا الكابتن صالح النعيمة، إضافة إلى الكاتبين والإعلاميين خلف ملفي ومنيف الحربي، سفراء رسميين للمبادرة، وتمثل هذه الأسماء الرياضية انتماءات رياضية مختلفة، وتعد واجهة مشرفة للرياضة السعودية ولها تاريخ عريق في الرياضة والإعلام السعودي كما تمتلك السيرة الجيدة والقدوة الحسنة في الملاعب الرياضية والطرح الإعلامي، وسيسهم السفراء وعبر عدة برامج وأنشطة ثقافية رياضية بتعزيز مفاهيم الحوار بين مختلف المتنافسين في الوسط الرياضي، وسيقوم مركزالملك عبدالعزيز للحوار الوطني ضمن مبادرة (فرقنا ما تفرقنا) بتنظيم المزيد من الفعاليات والأنشطة الحوارية ونشر الإعلانات التوعوية، بالتعاون مع الجهات الداعمة والمشاركة، بالإضافة إلى التواجد عبر رسائل وبرامج خاصة ضمن مباريات دوري عبداللطيف جميل.
الحوار المجتمعي
وعلى غرار مشروع «تبيان»، يأتي مشروع «الحوار المجتمعي» كخطوة مهمة في نشر ثقافة الحوار مستهدفا عموم أطياف المجتمع، إلا أنه يركز بالدرجة الأولى على طلبة التعليم العام في المدارس، وقد بدأ المركز أولى برامجه في هذا المشروع في المنطقة الشرقية من أجل تعزيز قيم الحوار والتلاحم الوطني والتعايش المشترك بين الشباب بين جميع الأطياف في المجتمع وحمايته من آفة التطرف والتصنيف، وشملت المرحلة الأولى من البرنامج خلال هذا العام تنفيذ أكثر من مائة دورة تدريبية وبمشاركة أكثر من مائة مدرسة، استهدفت تدريب نحو 3000 طالب بالتنسيق الكامل مع إدارة التعليم في المنطقة. ويعكس هذا المشروع الحرص الذي يوليه المركز على نشر ثقافة الحوار وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية وتعزيز القيم الوطنية المشتركة كالاعتدال والوسطية، والتعايش، والوعي، والتعاون، والاحترام، والتراحم بين أفراد وفئات المجتمع وأيضا تعزيز سبل الترابط والتلاحم بين جميع فئات المجتمع وخاصة الطلاب في المدارس إضافة إلى بناء الشخصية الاجتماعية المتفهمة والمعتدلة عبر ترسيخ قيم التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، وبناء الوعي المجتمعي عبر تعزيز الوعي المشترك وروح الانسجام والتعاون بين فئات المجتمع في إطار الأهداف الوطنية المشتركة ولتحقيق قيمة إضافية للمبادرات المؤسسية، إضافة إلى حاجة المجتمع لتقوية حصانة أفراده ضد الانقسام والعنصرية والتصنيفات الفكرية وضد كل ما يهدد النسيج الوطني وتأسيس بيئة مجتمعية مطمئنة وجاذبة للتنمية والإبداع وطاردة للتطرف والتعصب بكافة أشكاله ونوافذه.
ويأمل المركز عبر هذه المبادرة زيادة الاهتمام والتفاعل بين أفراد المجتمع من الطلبة، وتمكينهم من الحصول على المعرفة اللازمة ومساعدتهم على إدراك قيم الحوار والتعايش وما يحيط بها من فرص ومخاطر في آن واحد، وقد كشفت إحدى استطلاعات التي أعدها المركز في وقت سابق أن غالبية المجتمع السعودي يرون أن التصنيفات الفكرية تساهم في إضعاف الوحدة الوطنية وتسبب التنافر بين أفراد المجتمع.
وتكمن أهمية مشروع «الحوار المجتمعي» في ضرورة العناية بشريحة الشباب، وتوعيتها وتوجيهها ليكون الطلبة أفرادا مساهمين في بناء مجتمعاتهم ومستقبل هذ الوطن الكبير المتنوع، وليكونوا واثقين ومؤمنين بهويتهم وثقافتهم وتنوعهم، ومدركين أن أسلوب «الحوار» وحتمية «التعايش» هما الطريق المجدِ والصحي لنماء وتطور الفكر في بيئة يسودها التآلف والاحترام والاستقرار، وتتنوع البرامج في هذه المشروع ولكنها تصب في قالب واحد وهو إشراك الطلبة في تنفيذها وإتاحة فرص النقاش وتبادل الأفكار فيما بينهم، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على هذا المجتمع متراصا آمنا حيث يمثل طلابه مستقبله.
ولأجل تحقيق أهداف المركز عبر مشروع كبير مثل «الحوار المجتمعي»، يتم تنظيم العديد من البرامج التدريبية في مختلف مناطق المملكة وبشكل مستمر لنشر ثقافة الحوار وتكريسها في المجتمع بين جميع أطيافه وفئاته، واستفاد منها آلاف المتدربين والمتدربات الذين يمثلون مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة، ومن أبرز هذه البرامج البرنامج التدريبي لإعداد المدرب المعتمد لنشر ثقافة الحوار، وتنمية مهارات الاتصال في الحوار، والحوار الأسري، والحوار الزوجي، وحوارنا مع أولادنا، والحوار الحضاري، والحوار في بيئة العمل، وكذلك إعداد مدربات لأندية الأحياء، إضافة إلى حقيبة حاورني، وتنفذ جميعها من خلال حقائب تدريبية يعدها ويطورها باستمرار عدد من المختصين والمدربين المعتمدين في أكاديمية الحوار، وتتكون الحقائب من وحدات تدريبية ومهارات تشمل اختبارات مصممة لقياس المهارات، وجلسات للعصف الذهني، وتطبيقات شاملة فيها قصص إيحائية وأفلام مرئية.
وبشكل عام يشكل التدريب المجتمعي جانباً جوهرياً مهماً في استراتيجية مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لتعزيز المشاركة المجتمعية عبر برامج التدريب المختلفة، بمشاركة أهم مؤسسات المجتمع وهي الأسرة، المسجد، والمدرسة.
البرامج الإعلامية
يشكل الإعلام والنشر بنوعيه التقليدي والجديد حلقة الوصل الحيوية بين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والمجتمع، لأجل ترسيخ الوعي بأهمية الحوار وبرامجه وبث رسائله إلى شرائح المجتمع المتعددة ومن مختلف المراحل العمرية والتعليمية من خلال التعاون مع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وكذلك من خلال تنظيم المسابقات الإعلامية، وعبر صناعة المبادرات الإعلامية يسعى المركز إلى إبراز الجهود التي يبذلها في مجال نشر ثقافة الحوار من خلال وسائل الإعلام بمختلف قنواتها، وتعريف المجتمع بالأنشطة والفعاليات والمؤتمرات واللقاءات التي ينظمها المركز، لتحقيق الأهداف السامية والنبيلة من تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
الإعلام الجديد
وللمركز نشاط بارز على مواقع الإعلام الجديد يسعى من خلاله للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع وإيجاد حوارات تفاعلية يعبر فيها المشاركون عن آرائهم وأفكارهم بأسلوب راق ومسؤول، كما يقوم المركز بعمل تقرير دوري عن أبرز القضايا التي يتداولها المواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم الاستفادة منها في الدراسات واستطلاعات الرأي العام.
وتأتي قناة «حوارات المملكة» على اليوتيوب من أهم خدمات المركز الإعلامية التي تهدف لتمكين المهتمين من طرح تساؤلاتهم على ضيوف اللقاء، والتصويت على الأسئلة الأكثر أهمية بالنسبة إليهم، وقد استضافت القناة عددا من الوزراء والشخصيات المؤثرة، وتمثل القناة كأحد الأدوات الحديثة التي يتيحها المركز لتعزيز الحوار والتعبير بين المجتمع ومسئولي الأجهزة الحكومية، ويؤمن المركز بأن استخدام وسائط التقنية والاتصال يسهم كثيرا في تعزيز التواصل الحواري الفعال بين المركز والمجتمع السعودي.
كما يوجد للمركز على موقع اليوتيوب (YouTube) قناة خاصة تم إنشاؤها لبث الفيديوهات ذات العلاقة بنشر ثقافة الحوار، وتنقسم الفيديوهات الموجودة في القناة إلى ثلاثة أقسام وهي: الفيديوهات التوعوية: وهي مشاهد تمثيلية تسلط الضوء على بعض الممارسات الاجتماعية الخاطئة، والتي يمكن حلها بالحوار، وفيديوهات اللقاءات والندوات وفيها مقاطع من اللقاءات والندوات التي عقدها المركز، ومناسبات وبرامج تلفزيونية وفيها تسجيلات للبرامج التلفزيونية والمناسبات ذات العلاقة بالمركز. كما يملك المركز صفحات خاصة على شبكات التواصل ووسائل الإعلام الاجتماعي مثل صفحة الفيس بوك (Facebook) ويتم فيها إضافة الأخبار ذات العلاقة واللقطات والصور الخاصة بالحوار الوطني بشكل دوري، كما يطرح المركز استفتاءات وموضوعات للنقاش لزيادة التفاعل والمشاركة، وحساب المركز في تويتر (Twitter) يتولى تقديم النصائح المتعلقة بآداب الحوار، ونشر أخبار المركز وأنشطته، ونظراً لطبيعة الموقع التفاعلي، فإن المركز يحث متابعي حسابه على تويتر بالمشاركة في نقاشات تتعلق بقضايا الحوار وآدابه، وذلك من خلال إنشاء وسوم (Hashtags) تتعلق بالحوار ويتفاعل معها المتابعون، وأثناء عقد اللقاءات الوطنية الفكرية يكون هناك إنشاء وسم تفاعلي خاص بكل لقاء، يشارك فيه المتابعون للقاء بنشر أفكارهم والتعبير عن آرائهم المتعلقة بموضوع اللقاء، وحصلت بعض الهاشتاقات على أرقام عالية جدا ومنها (التطرف والوحدة الوطنية، تعلمت من الحوار، كلنا إنسان).
وهناك أيضا حساب المركز على انستقرام (Instagram) وفيه نشر للصور ومقاطع الفيديو القصيرة التي تسهم في نشر ثقافة الحوار وصور من النشاطات والفعاليات التي يقيمها المركز، ويتم ذلك أيضا باستخدام وسوم (Hashtags) معبرة لتوسيع قاعدة انتشار هذه الصور، ولأن التقنية في تطور مستمر أطلق المركز أيضا حسابه في سنابشات (Snapchat) لإثراء الشبكة بمحتوى مرئي جديد يتعلق بموضوعات الحوار وبث مقاطع ومقابلات مع بعض الشخصيات مثل الرياضيين والمشاركين في أنشطة برامج المركز.
برنامج حواركم في إذاعة UFM
ومن أجل تعزيز ثقافة الحوار ودعم مبادرات مثل الحوار المجتمعي وغيرها من المبادرات، أطلق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالتعاون مع إذاعة (UFM) برنامجا حواريا وطنيا إذاعيا لتعزيز وتنمية ثقافة الحوار ونشر مفاهيمه في أوساط المجتمع، ونشر الوعي الفكري والثقافي الذي ينبثق من ثقافة الحوار وما تمثله من تواصل وتسامح واعتدال، وهو برنامج أسبوعي مباشر توعوي وتثقيفي يناقش موضوعات متعددة عن قيم التسامح والتعايش والتطرف والحوار تبث لمدة ساعة حوارية كل يوم جمعة.
برنامج حوار في القناة الثقافية
وبالتعاون مع القناة الثقافية هناك برنامج أسبوعي مباشرة على الهواء «حوار» حيث تبرز الحاجة لطرح العديد من القضايا المهمة المتعلقة بثقافة الحوار وتعزيز التعيش والوحدة والوطنية ومحاربة التعصب والتطرف، ويقوم المركز جنبا إلى جنب مع القناة الثقافية بدور أساسي ومؤثر في تعزيز مثل هذه القيم الإيجابية ومحاربة الظواهر السلبية عبر تكوين وتشكيل القضايا الإعلامية وطرحها للجمهور، ويدخل البرنامج التلفزيوني في إطار سعي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للمضي قدما في عقد الشراكات مع الجهات الإعلامية للتعاون في مجال نشر ثقافة الحوار وترسيخ قيمه ومفاهيمه، ويمثل برنامج حوار أسلوب توعوي للشباب يناقش مفاهيم التعايش والسلم الاجتماعي والتواصل الحضاري يعرض كل أسبوع مباشرة على الهواء في القناة الثقافية.
فيلم القاتل الخفي
ومن إنجازات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الإعلامية إنتاج فيلم على شبكة اليوتيوب «القاتل الخفي»، والذي فاز بالجائزة الأولى لأفضل فلم تسجيلي قصير وحصل على تكريم جامعة اليمامة ممثلة بكرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية، حيث حصد الفيلم الذي أنتجه المركز بهدف توعية الشباب حول أهمية قبول الآخر والتعايش ونبذ التطرف والإرهاب، وأن منهج الحوار هو السبيل لتعزيز التعاون والتواصل بين أفراد المجتمع وأطيافه الفكرية.
مسابقة حواركم للأفلام القصيرة
ويعمل المركز حالياً على إنتاج الأفلام القصيرة المؤثرة ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح لهذا النوع من الأفلام القصيرة تأثير ملحوظ في أوساط الشباب وبقية أفراد المجتمع، لتفعيل مشاركة المجتمع وخاصة شريحة الشباب وتشجيعها على خلق الأفكار وتنفيذها وفق تصوراتها ورؤيتها الخاصة وليس مجرد تلقيها ومشاهدتها من الآخرين، حيث أطلق المركز مسابقة «حواركم» للأفلام القصيرة، وكانت الأولى من نوعها التي يطلقها المركز منذ تأسيسيه، وهي مسابقة وطنية مفتوحة للجميع لتشجيع الشباب والمهتمين في الإعلام الجديد على نشر ثقافة الحوار من خلال إنتاج فيديوهات تجسد قضايا تتماشى مع رؤية ورسالة المركز المتمثلة في نشر ثقافة الحوار من خلال (التعايش، التسامح، ونبذ التعصب)، وكان الاشتراك في المسابقة عبر بث الأفلام في منصة اليوتيوب، وخضعت المسابقة لتصويت الجمهور عبر الموقع وللتحكيم من قبل لجنة فنية مختصة من المخرجين ومشاهير مقدمي برامج اليوتيوب. وجاءت المشاركات التي وصل عددها 124 فيلما قصيرا لتعكس تشجيع المسابقة للشباب والناشطين في مجالات الإعلام الجديد على التفاعل مع مشروع الحوار الوطني، ومناقشة موضوعات الحوار التي تعزز الوحدة الوطنية في المجتمع السعودي مثل التسامح والتعايش ونبذ التعصب وتعزيز اللحمة الوطنية وفي إطار نشر ثقافة الحوار وتعزيزها في المجتمع وكذلك اكتشاف الموهوبين في مجالات إنتاج الأفلام القصيرة وإبراز جهودهم الشخصية ومساهمتهم في التعريف بمواضيع الحوار. وعالجت جميع الفيديوهات المشاركة موضوعات الحوار والتعايش والوحدة الوطنية، وتراوحت مدتها ما بين 30 إلى خمس دقائق، وقد تكفل المركز بجوائز المسابقة التي بلغت أكثر من 150.000 ريال سعودي. ومسابقة «حواركم» هي إحدى مبادرات المركز الإعلامية لتنمية ثقافة الحوار بكل صوره، عبر ما قدمه المشاركون من أعمال فنية رائعة تساعد في إيصال أفكار وقيم سامية تدعو لثقافة التسامح والتعايش وتكريس الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع، إضافة إلى أن مثل هذه البرامج الإعلامية تساهم في الوصول إلى الجمهور الكبير وتغرس عوامل النمو والنهوض بالأوطان والمجتمعات، ورفض خطابات ترويج ثقافة التطرف والتعصب.
شكر خاص
يحرص مسؤولو الإعلام في المركز على توفير أشخاص لخدمة الإعلاميين المميزة والتواصل مع القطاعات الإعلامية لإبراز جهود ونشاط هذا القطاع المهم ومن بين هؤلاء الأستاذ حبيب الشمري الذي يملك مقومات كبيرة في مجال الإعلام وبناء جسور قوية وعلاقات متينة مع رجال الإعلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.