سيطرت قوات النظام السوري وحلفاؤه على مدينة حلب برمتها بعد اكتمال تهجير عشرات الآلاف من أحيائها الشرقية، في حين يعاني المهجرون إلى ريفي حلب وإدلب أوضاعا مأساوية جراء البرد والثلوج وشح المساعدات. وأفاد مراسل الجزيرة بأن خمسين خيمة على الأقل انهارت في مخيمات خربة الجوز والزوف بريف إدلب الغربي جراء تراكم الثلوج على إثر عاصفة ثلجية ضربت الشمال السوري. وأضاف المراسل أن الثلوج والبرد القارس فاقما معاناة النازحين في عموم المخيمات بالشمال السوري، خاصة المخيمات العشوائية المنتشرة على الحدود السورية التركية في محافظتي حلب وإدلب. وتزداد أوضاع المهجرين والنازحين مأساوية وسط الظروف الجوية القاسية، في ظل عدم كفاية المساعدات الإنسانية وشح مستلزمات التدفئة، وزاد هذه المعاناة استقبال محافظة إدلب عشرات آلاف المهجرين كان آخرهم أكثر من ثلاثين ألف مهجر من حلب. وكان مراسل الجزيرة قال إن مدينة حلب أصبحت بالكامل تحت سيطرة النظام السوري بعد خروج آخر دفعة من مقاتلي المعارضة مع سلاحهم الخفيف أمس الخميس. وقالت الأممالمتحدة إن 35 ألفا تم إجلاؤهم من الأحياء المحاصرة نحو ريف حلب الغربي، وخرج أمس الخميس أربعة آلاف مقاتل بأسلحتهم الخفيفة ضمن آخر دفعات المهجرين، وفق الصليب الأحمر الدولي. من جهته، ذكر التلفزيون الحكومي السوري أن آخر مجموعة من مقاتلي المعارضة وأسرهم غادروا حلب بموجب اتفاق يمنح جيش النظام وحلفاءه السيطرة الكاملة على المدينة بعد سنوات من القتال. في الوقت نفسه، أفادت تقارير من داخل حلب بأن قوات النظام السوري وحزب الله تواصل تمشيط الأحياء الشرقية التي غادرها مقاتلو المعارضة المسلحة والمدنيون بموجب اتفاق بدأ تطبيقه قبل أسبوع، وسمح أيضا بخروج مئات من قريتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف إدلب، ويحاصرهما جيش الفتح وفصائل أخرى. وقال الجيش السوري أمس الخميس إنه استعاد حلب بالكامل وأعاد إليها "الأمن والأمان"، وأضاف أن "هذا الانتصار يشكل تحولا إستراتيجيا ومنعطفا في الحرب على الإرهاب". وفي المقابل، قال قياديون في فصائل مسلحة معارضة إن سقوط الأحياء الشرقية يمثل خسارة كبيرة وانتكاسة عسكرية للثورة. واحتفل مؤيدو النظام السوري الليلة الماضية باستعادة حلب بإطلاق كثيف للنار وخرجوا في مواكب بالسيارات، ورفعوا الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد. تطورات عسكرية عسكريا، قال ناشطون إن قوات النظام السوري استهدفت اليوم الجمعة بالرشاشات الثقيلة قريتي كفير زيت ودير مقرن بوادي بردى في ريف دمشق الغربي، مما أسفر عن جرح عدد من الأشخاص. وكانت مصادر قالت للجزيرة إن المعارضة المسلحة تمكنت من صد هجوم لقوات النظام السوري على محوري قرية بسيمة ونبع الفيجة في وادي بردى بريف دمشق الغربي. وأضافت المصادر أن طائرات حربية سورية استهدفت أحياء سكنية في قرى وبلدات وادي بردى بالبراميل المتفجرة، مما أوقع أضرارا مادية كبيرة. وحسب المصادر، فإن هجوم قوات النظام جاء على خلفية رفض المعارضة عرضا من النظام يقضي باتفاق شبيه بالاتفاق الذي شهدته مناطق داريا وقدسيا والهامة، والذي أفضى لخروج مقاتلي المعارضة، وتسليم تلك المناطق إلى النظام السوري. كما أفاد ناشطون بأن طائرات روسية شنت اليوم الجمعة غارات بصواريخ فراغية على جسرين وزملكا في غوطة دمشقالشرقية مخلفة جرحى. وفي نفس الوقت، أغارت طائرات سورية على مدينة خان شيخون وبلدات في ريف إدلب، وفق المصدر نفسه. وفي ريف حمص الشرقي واصل تنظيم الدولة الإسلامية هجوما بدأه قبل أيام، وأسفرت أحدث الاشتباكات عن قتلى من التنظيم ومن قوات النظام السوري.