الاماراتية سلوي ال رحمه ....مع اقتراب موعد الإعلان عن المتأهلات لمرحلة التتويج في برنامج الملكة ، ملكة المسؤولية الاجتماعية ، ملكة الإبداع والتميز .. استرجعت شريط ذكريات ستبقى في الذاكرة مخلدة ، لكل لحظة إصرار وعزيمة صادقة ، لكل ومضة أمل وبارقة فرح لاحت في أفقنا مبشرة بأن القادم أجمل . حيث بدأت مشواري وحملت مسؤوليتي تجاه مجتمعي ووطني انطلقت وأنا محملة بطموحات كبيرة في الوقت الذي كنت فيه مصنفة في مجتمعي بأني من الفئات التي تحتاج إلى الدعم المعنوي والنفسي واستطعت بطاقتي الإيجابية وثقتي بالله وبنفسي وتقديري لنفسي أن أتغلب فيه على السرطان . ولأربع مرات من خلال ممارسة الإيجابية الصحيحة في معايشتي للمرض ، رسمت خلالها طريقي في هذه الحياة ، فإما الاستسلام وإما الثقة بالله وبنفسي والمقاومة لأجل أن أعيش حياة جميلة كتبها الله لنا بقربه وفي رضاه . وهكذا ترتبت كل تفاصيل حياتي ومن حولي وأعدت صياغة كل رسائلي وأهدافي في هذه الحياة بالقرب من كل من أحبهم في حياتي : أبنائي ، عائلتي وأقاربي ، أصدقائي ، مجتمعي ووطني . وحين لاح لنا في أفقنا برنامج الملكة ، وكأنه هدية السماء لنا ، لتقديرنا وتتويج كل جهودنا وإثبات أننا كنا نمضي على الطريق الصحيح منذ البداية ، وأن كل القرارات التي اتخذتها كانت صائبة بفضل الله ، منذ عشرة أعوام مضت لم تخل يومًا من سعادة حقيقية رسمناها على وجوه وفي قلوب كل من التقيناهم وعانقهم تأثيرنا الإيجابي وغير بداخلهم الكثير من المفاهيم والسلبيات تجاه كل شيء . جاء هذا البرنامج ليؤكد بأني مضيت على دربي أحمل رسالة الإمارات لكل العالم في نشر السعادة والإيجابية وكيفية ممارستها كفن وأسلوب حياة ، إن استطعنا فهم هذه التركيبة بشكل صحيح وواقعي سنستطيع بفضل الله أن نستبدل كلمة مشكلة من قاموس حياتنا إلى كلمة تحد وعندها سنملك الإصرار الأكبر للفوز بهذا التحدي . هذا البرنامج أعاد للمرأة بعضًا من كرامتها التي ضاعت مع هذا الكم الهائل من البرنامج التي تستغل المرأة لمجرد أنها امرأة بصورة مجحفة لحقها الذي حفظه الله لها . في مبادرة سفراء الإيجابية تعلم معي الكثيرون كيفية ممارسة الإيجابية في حياتهم وبدأناها مع الله سبحانه وتعالى ثم أنفسنا ثم مع المجتمع والوطن . إن عرفنا كيف نمارس الإيجابية مع الله سنعلم تمامًا بأنه مع كل خلل في علاقتنا معه سبحانه بالتأكيد سنشعر ببعض الضيق والوساوس ويسودنا التفكير السلبي في كل شي .. وعندما نعيد تصحيح هذه العلاقة سنشعر بقربه سبحانه وسنستشعر السعادة الحقيقية والاطمئنان ونحن نمضي بثقة ، نحصن أنفسننا من كل السلبيات في حياتنا ، فالله ما أوجدنا في هذه الحياة عبثًا وأن كل ما يحصل لنا مقدرًا يضعنا في تحديات لنرى كم سنقوى على تجاوزها . مع مبادرة سفراء الإيجابية سنتعلم كيف نردد دومًا : لعله خير ، والخير فيما اختاره الله ، سنتعلم كيف نواجه أسوء مخاوفنا وألمنا ومعاناتنا بكلمة : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سنتعلم كيف نعيد الثقة لأنفسنا بكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل . لذا نرى أنه لابد من العمل على تصحيح الخلل بأنفسنا أولا لننطلق بعدها واثقين مع كل المجتمع . فلن يقدرنا أحد إن لم نقدر أنفسنا ، ولن يثق بنا أحد إن لم نثق بخالقنا وبأنفسنا . العالم لا يخلو من الآلام والحروب والمعاناة ، لن نستطع أن نقنع أي شخص بممارسة الإيجابية مع كل هذا ، إلا من خلال الفهم الحقيقي لمعنى الإيجابية . حين ننطلق بهذه المفاهيم من بلد أعلنت فيه تعيين وزيرة دولة للسعادة ووزيرة دولة للتسامح ، ندرك تمامًا أن هذه المفاهيم ليست سطحية ، وإنما تتعمق كثيرًا بداخلنا لتقرر مصير مجتمع بأكمله ، وحين يكون القادة هم المثل الأعلى لأفراد المجتمع فلنعلم تمامًا بأن هذا البلد نموذجًا ناجحًا لكل شيء . تتعدد المبادرات وتتنوع الأفكار لخدمة أي مجتمع ، ولكن يبقى السر في معادلة النجاح ، وكيف تتحقق إن لم نملك الإرادة القوية والثقة بالله وبالنفس ، إن لم نملك سحر التأثير ؟ إن لم نبدأ بتغيير أنفسنا لن نؤثر فيهم ولن نكسب ثقتهم ولن تكون لديهم قناعات بما نقوم به . لكن حين ينظرون إلى إنسان متوازن مع نفسه واثق تملؤه السعادة والرضى في كل شي ورغم كل شيء حينها سيدرك كل فرد بأنه أمام نموذج يرغب بشدة أن يقتدي به في ما يقوم به . وبهذا نكسب جمهورنا ومؤيدينا ونصبح عدوى يرغب كل فرد أن تناله . تلك هي المسؤولية الاجتماعية في وجهها الصحيح لما تقدمه المرأة وما يجب أن تمارسه في مجتمعها . وفي دولة الإمارات بشكل خاص حظيت المرأة بدعم كبير في مجال التمكين الاجتماعي وكانت أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله ورعاها هي قائدة العمل التطوعي والاجتماعي في دولة الإمارات ومنها انطلقت تلك النماذج النسائية بدعم كبير من الحكومة والقيادة الرشيدة كنماذج ناجحة ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على نطاق العالم بأسره وأضحت دولة الإمارات نموذجًا ناجحًا لكل المبادرات والأفكار الريادية وتمكين المرأة في مختلف المجالات . الاستثمار الناجح للتحديات يبدأ بانطلاقة واثقة وجريئة لمواجهتها والتغلب عليها . وفي دولة الإمارات كسيدات تلقينا الدعم الكبير لننطلق نحو هذه الخطوة التي تقود التغيير الإيجابي في مختلف جوانب الحياة . عن نفسي كان استثماري مع السرطان ولأربع مرات .. وكان رأس مالي هو الثقة بالله والطاقة الإيجابية التي تسلحت بها خلال مختلف مراحل عمري مع السرطان منذ عامي السابع عشر . تلك الطاقة الإيجابية وممارسة الإيجابية بشكلها الصحيح مكنتني من تحقيق رسالتي في الحياة وانطلقت بمبادرة سفراء الإيجابية