لقد خلقت من ضلع الإنسان لتكون أقرب إليه ممن سواه قريبة إلى القلب تشعرك بالحزن عند بكائها وبالفرح عند ضحكها وثنائها ولم تخلق من نفس طينة الحمير أجلها الله ولم يفرض عليها الخالق قيوداً لنقص عقلها بل قيوداً لتدليلها وليست قيوداً تحد من حياتها ونشاطها. المشكلة تكمن بأن مجتمعنا وليسوا سواء أصبحوا يتفاخرون ويبدعون بسلب حقوقها وتجريدها من إنسانيتها والتقليل من مكانتها فتجده يفاخر بأنه لا يهابها ويستطيع إلجامها وإسكاتها ونهب أموالها بحجة أنها لن تستغني عنه (فهو فارس الأحلام الذي لا يعوض)، وآخر يتكئ في أحد المجالس الرجولية الفذة على حد فهمه ويردد بأن قوامة الرجل للمرأة ماهو إلا القمع وعدم ممازحتها بحجة أضعاف شخصيته القوية وأنه لا يمكن أن يشاورها وأنه على حق وأنه الأجدر برعايتها حتى وإن كان تعليمه أقل منها. ليست هكذا الحياة وليس ذلك هو الفهم الطبيعي لدور المرأه وإلا أصبحنا كالقرون الأوروبية الوسطى في نظرتنا للمرأة، فنحن لا بد أن نفهم بأن المرأة شريك حياة وأساس قويم لنهضة أية حضارة وفكرها لا يقل شأناً من فكر الرجل ودهائها لا يقل عن دهاء الرجل، فلم لا نعيد التفكير الصحيح في ممارساتنا، فلدينا قناعات فاشلة أودت بالكثير إلى الهاوية من ضياع وعدم بناء للمجتمع بل ضعف وهوان فإن كان أحد أعمدة البيت الأسري مهزوز فما بالك أيها الرجل الفذ عندما تخرج لنا هذه الأم من تحت يدها شباباً وشابات لا يفقهون من الفكر شيئاً ولا الاعتزاز بالشخصية والثقة بالنفس التي هي أساس لكل شخصية تريد خوض صراع الحياة، فالمرأة ليست كالنعجة تحاول أن تسوقها وتسكتها وتهين رأيها بل في المقابل أن الرجل الناجح من يشعر المرأة بعظمتها. لماذا لا نفكر قليلاً في السبب.. هل هو شيء تراكمي زرع في أذهاننا بأنها لا بد أن تكون ربة بيت فقط أم أن المجتمع يعيب على نفسه ويضيق لحد الاختناق حتى أصبحنا لا نستطيع أن نتنفس؟ نحن من دس السم في الإناء وذلك بفهمنا المقيت لديننا الحنيف بشكل يخالف الشريعة الإسلامية. ولذا يتوجب على علماء الدين بأن يصلحوا هذه التراكمات الفكرية الدينية الخاطئة ولم لا يفصحوا بحقيقة الخطأ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ليس هناك في الدين أن تقوم المرأة (بالطبخ والنفخ) وإن احضرته قوبلت بكثير من النقد اللاذع وأن يكون هذا الأمر واجباً أو حقاً على الزوجة تؤديه لزوجها ولو توجهت إحداهم إلى محكمة شرعية لانصفها القاضي بأنه لا يحق لك أيها الزوج على زوجتك غير الفراش وتربية الأبناء. ولكن كل ما تقوم به المرأة ماهو إلا من نفسها لا يجبرها على ذلك سوى مشاعر الحب والحنان والعطف. لابد لنا أن نعيد صياغة فلسفتنا الفكرية أو بالأحرى حتى يفهم الجميع أن نعيد صياغة التصور الذهني عن المرأة وعندها سنصبح أفضل حالاً من عقود مضت. من باب العلم والاستطراد لقد أخذت المرأة هذا التسلط من الرجل حتى أصبحت تتقمصه في شخصيتها في عملها ومن الطريف (بأن إحدى مديرات المدارس كما ورد الخبر في صحيفة التعليم السعودية أصدرت تعميماً داخلياً للمعلمات وذلك لتحديد فترة الانجاب في الصيف وتنسيق ذلك مع أزواجهن) أي بمعنى أنه لا بد أن تولد زوجاتنا في فصل الصيف فتمتليء المستشفيات وبالتالي نسمي أطفالنا بمواليد «الصيف العربي» إنه لدليل على وصول المرأة بسبب ما تربت عليه من والدها ومن زوجها على القمع والاستبداد والتملك حتى وصلت إلى التعدي على القدرة الإلهية في الانجاب. تذكروا بأن الوقت لا يعود للوراء فإن أنتم لم تتعلموا كيف تصنعون حياتكم وتغيرون نهجكم فأنتم من سيعود إلى الوراء فنحن نعلم بأن الواثق والمثابر يستطيع أن يصنع من مليون عود كبريت شجرة ويمكن لشخص بائس أن يحرق بعود كبريت آخر مليون شجرة. لا تدعوا أفكاركم السلبية تؤثر على الملايين من ايجابيات حياتكم. أكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @BTIHANI