دان علماء بمصر محاولة النيل من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية والأماكن المقدسة من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المدعومة من أطراف خارجية . وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أن استهداف مليشيا الحوثي لمنطقة مكةالمكرمة بصاروخ باليستي هو جرم واعتداء سافر على حرمة الأماكن المقدسة وتجاوز من جهة إرهابية يهدد الأمن والسلم العالمي . وعد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إطلاق مليشيات الحوثي صاروخًا تجاه منطقة مكةالمكرمة، جرمًا واستفزازًا كبيرًا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض . وشدد على أن هذا الاعتداء يعد سابقة خطيرة، وتحدٍ صارخٍ من أصحاب الأجندات الطائفية الذين يسعون للهيمنة على العالم العربي، محذرًا المسؤولين والمعنيين في العالم بأن المساس بالمقدسات والاعتداء على حرمتها يهدد السلام العالمي الذي ننشده جميعًا ونعمل ليل نهار من أجل تحقيقه وترسيخه بين الناس جميعًا . ودعا شيخ الأزهر الأمتين العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف عاجل وحاسم تجاه هذا التجاوز غير المسبوق الذي تعدى الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية كافة . واستنكر مفتي مصر الدكتور شوقي علام من جهته هذا العمل الآثم، مؤكدًا أن مكةالمكرمة لها مكانة عظيمة وخاصة في قلوب جميع المسلمين، وأن ما قامت به مليشيات الحوثي هو ضرب من الجنون واعتداء سافر، سيخزي الله من قام به في الدنيا والآخرة ويذقه العذاب الأليم . وطالب الدول العربية والإسلامية إلى وضع حد لهذه المحاولات التي تسعى لإشاعة الرعب والخوف في نفوس الآمنين في البلد الأمين . ودان رئيس لجنة الشئون الدينة والأوقاف بمجلس النواب المصري الدكتور أسامة العبد من جانبه حادث إطلاق الصاروخ من قبل الحوثيين الانقلابيين تجاه مكةالمكرمة، واصفًا إياه بالاعتداء السافر ، مشددًا على أن مكةالمكرمة هي بلد الله الأمن والتي لها حرمتها، ولا يجوز الاعتداء عليها ومن اعتدى عليها فهو آثم، وينبغي الرد عليه بمثل ما فعل وأكثر . وقال إن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، التي هي قبلة المسلمين، داعيًا الدول العربية والإسلامية بالوقوف بجوار المملكة العربية السعودية وحرمة أراضيها . من جانبه أكد وكيل الأزهر السابق الدكتور محمود عاشور أن إطلاق مليشيا الحوثي للصاروخ تجاه مكةالمكرمة جريمة بشعة وجرم يتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية ويمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم . وطالب بضرورة اتخاذ موقف رادع وحاسم ضد من قاموا بهذا الجرم الخبيث ومن يقفون وراء هذا العمل وأن تتصدى الأمة الإسلامية بكافة أطيافها لهذا العدوان الغاشم . وبدوره وصف وكيل وزارة الأوقاف الشيخ محمد عز الدين محاولة الحوثيين استهداف مكةالمكرمة، بأنها خروجًا عن الشرع، وتعاليم الإسلام التي عظمت حرمة البيت الحرم وأم القري . وقال عز الدين إن قيام مليشيا الحوثي ومن يساندهم ويمدهم بتلك الصواريخ باستهداف الأماكن المقدسة للمسلمين يكشف حقيقة زيف إدعائهم وغلبة أهدافهم السياسية التي لا تمت للإسلام منهجاً ولا تصون حرمة لبيت الله الحرام حقًا . وفي السياق ذاته أكد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أن ما ارتكبه الحوثيين هو تجاوز لم يسبق له مثيل على مدار التاريخ الإسلامي، إلا من جانب الشيعة المتطرفين "القرامطة"، الذين هاجموا الكعبة المشرفة وخلعوا الحجر الأسود من مكانه، ويبدو أن الحوثيين يسيرون على درب أجدادهم القرامطة . وحذر من ترك الفرصة لهؤلاء المتطرفين لمحاولة زعزعة العقيدة الإسلامية، مؤكدًا وجوب قيام كل مسلم بالدفاع عن البيت العتيق لحمايته من أي اعتداء . ولفت الانتباه إلى أن هذا العمل الخسيس من جانب الحوثيين لم يراع مشاعر أبناء الأمة الإسلامية، ولا حرمة البيت الحرام، الذي حرم المولى سبحانه وتعالى زعزعة أمنه، وعظمه بأن حرم أن تؤذي شجرة فيه أو أن يرفع صوت بسوء داخله . وشدد على أن هؤلاء المتطرفين يريدون هدم أقدس المقدسات، مناشدًا قادة ومسؤولي الأمة الإسلامية باتخاذ موقف حازم تجاه هؤلاء المعتدين حتى لا يكرروا فعلتهم مرة أخرى . من جهته استنكر المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية الشيخ عادل نصر، هذا العمل ووصفه بالإجرامي البشع، مؤكدًا أن هذا العمل الدنيء تجاوز في بشاعته كل المحرمات .