السعودية في حقبة التحولات الكبرى ، لا تعرف الجمود وتمضي بخطى سريعة إلى اختراق الصحراء بالتكنولوجيا وأدوات التقنية التي لا تعرف التثاؤب في سبيل دولة المستقبل التي لا تعتمد على ما في الباطن فحسب ، بل ترنو إلى الشمس بمثابرة وعزم حزم ، وهي التي تملك ثروة لا تدانيها ثروة على وجه الارض .. فضلا عن انسانها المعزز بقيّم الاصالة والتاريخ في دولة الرسالة. تتطلع السعودية إلى بناء اول خطة للطاقة الشمسية واستثمارها في عملية البناء الكبرى التي بدأت قبل اكثر من مائة عاما. ولعل من اكبر النقلات المرتقبة تحويل مشاريعها العملاقة من الانتاج التقليدي إلى منصات للطاقة والتصنيع . إن التحولات التي تعتزم المملكة اطلاقها في سنوات التحولات ، لن تغفل على اية حال ، اسهام المواطن وإمكاناته باعتباره اغلى ثروة ، اذ مضت في تأهيل شبابها في مجالات الطاقة البديلة واستلهام تجارب الدول الكبرى التي بدأت في البحث بجدية عن آليات تضع الشمس وطاقتها على ذات الطاولة مع براميل النفط والثروات الطبيعية ، ولاحقت السعودية ،كل ذلك ،عبر برنامج التحول الوطني الذي يستهدف تحقيق طموحات الدولة ورفاه المواطن وبناء وطن قوي وايقاف الهدر ، وتمليك القطاع الخاص فرص اكبر في المشاركة. في الحديث عن اختراق الصحراء ، واستثمار الشمس ، لا يمكن تجاوز تجربة شركة تكنولوجيات الصحراء في الاستفادة من الطاقة الشمسية الضخمة في منطقة الشرق الاوسط ، اذ نجح شركاء سعوديون ودوليون في خلق قيمة مضافة وإحداث طفرة غير مسبوقة في صناعات الكهروضوئية، لتأتي التجربة متزامنة ومتوائمة مع اتجاه الدولة وبرنامجها في التحول الوطني ، لتدفع بقوة النمو الاستثنائي في هذا المجال بدءا من العام 2012 في تجربتين ناجحتين في الاردن ومصر، وضعت الشركة فيها خبراتها عبر منصات الهندسة والمشتريات والبناء فأثمرت عن مشاريع لا تخطئها عين في اسوان ومعان اذ يقف مشروع صقر معان شاهدا على تطويع القدرات والاستفادة من الثروات المهدرة ، اذ اعتمد المشروع من وزارة الطاقة الاردنية مع اتفاقية شراء للطاقة لمدة عشرين عاما لإنتاج 23 ميجاوات . وبلغ إجمالي تكلفة المشروع 50 مليون دولار . ويرى رئيس مجلس ادارة شركة تكنولوجيات الصحراء المهندس محمد العبدان أن صراع الماضي والحاضر قد حسم تماما لصالح المستقبل ،إذ طغت النقلة الحاسوبية على العالم الذي تحول الى قرية كونية صغيرة ، ما يستلزم فتح الافاق والجسور معه صعودا في البحث عن البدائل والاستراتيجيات التي تضع خيار الطاقة البديلة والفضاء الواسع والشمس في سياق واحد مع خطة المملكة العربية السعودية في النهضة المرتقبة ، ومواءمة كل برامج الشركة مع الطموح الكبير للدولة في تقنين التكنولوجيا وتعميمها وتحويلها الى عادة يومية وحاجة ملحة لا فكاك منها مهما تطورت الظروف او تبدلت . في تصور الرئيس التنفيذي للشركة المهندس نور موسى ، ان افاق التحول قد بدأت ملامحها اكثر وضوحا اليوم ، اذ تمضي السعودية بخطى متلاحقة في مواجهة تقلبات الطاقة وامزجة منتجيها بتوفير البدائل الآمنة ، الامر الذي وضع شركة تكنولوجيات الصحراء في مواجهة تحدي كبير لملاحقة برامج التحول ، والاستعداد التام للخطوات المرتقبة ، بتأهيل قدراتها ، وكوادرها البشرية ، وإمكاناتها اللوجستية في مشاريع الطاقة الشمسية .. فالمشروع في جملته كما يقول الرئيس التنفيذي تأكيد على ان طاقة الشمس هي الحل الاكثر استدامة والأنسب سعرا خصوصا في الدول النامية التى لاتقدم دعماً للطاقة الكهربائية . على ذات النسق ، يقف مشروع شمسنا في العقبة من تنفيذ شركة تكنولوجيات الصحراء بطاقة 10 ميجاوات وتأتي هذه المشاريع مثالا ناصعا لثمرات تكنولوجيات الصحراء في الاستفادة من الثروات الطبيعية المتاحة ، وإستراتيجيتها المعلنة في الحفاظ على البيئة وسلامة الارض من التلوث النفطي وخلافه وهي بذلك تستعد للمشاريع المماثلة التي ستطرح قريباً في السعودية وتعتبر ضمن اولوياتها الحفاظ على سلامة ارضها ومواطنيها ، والاستغلال الامثل لكل ما يضعها في صدر قائمة الدول صانعة المستقبل !