نظم نادي الطلبة السعودي بماليزيا محاضرة عن "حاضر ومستقبل الطاقة الشمسية" بالمملكة، قدمها المحاضر عبدالسلام الرويشد أحد منسوبي المؤسسة العامة لتحلية المياه، والمبتعث لنيل شهادة الدكتوراه في الاستفادة من مياه الرجيع باستخدام الطاقة الشمسية، حضر هذه المحاضرة العلمية الملحق الثقافي المكلف هاشم العطاس، ومدير مكتب الشئون الثقافية عبدالعزيز الراشد، والمشرف في قسم الشؤون الدراسية عماد الدبيان، وعدد كبير من الطلبة المبتعثين من مختلف التخصصات في الجامعات الماليزية. من جانبه أكد الملحق الثقافي المكلف العطاس على أهمية مثل هذه المحاضرات العلمية التي تشجع الطلبة المتخصصين وغيرهم على إجراء دراساتهم وبحوثهم العلمية، لاسيما في الطاقة الشمسية، والتي تهتم بها المملكة العربية السعودية كطاقة بديلة ومهمة في المستقبل، شاكرًا بدوره الجهود الكبيرة التي يقوم بها نادي الطلبة السعودي في كوالالمبور، وتنظيمه للقاءات العلمية والعملية للطلبة المبتعثين. وعرض الرويشد أثناء إلقائه للمحاضرة أهم ما أعدته المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين من استراتيجيات للحصول على تأمين مصدر بديل ومكمل للطاقة الأحفورية، وخاصة الطاقات المستديمة المتوافرة في البلاد، ومنها الطاقة الشمسية. وذكر أن الحكومة قامت بإنشاء مدينة (الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة) في عام 2010، والتي وضعت أساسيات استراتيجيات المملكة للطاقات المتجددة، مفيدا بأن هذا المشروع يشجع القطاعات العامة والخاصة على الاستثمار في الطاقات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنوعيها الحرارية والكهروضوئية، وكذلك النفايات، والكتلة الحيوية، والطاقة المستخرجة من باطن الأرض، والطاقة الذرية. وتطرق إلى بعض التطبيقات الحالية في شركات ومؤسسات وبلديات الدولة، ومنها على سبيل المثال شركة (أرامكو) حيث صممت خلايا شمسية في مواقف سيارات الشركة، وقامت ببناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 2 ميجاوات في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وأخرى في مركز الملك عبدالله للأبحاث البترولية بقدرة 10 ميجاوات. وأضاف بأن (أرامكو) عملت على تغيير استراتيجيتها لتواكب التقدم العالمي في الطاقة الشمسية، حيث أسست شركة (أرامكو السعودية للطاقة) وهي شركة استثمارية مقرها الظهران، كما أسست شركة للطاقة المتجددة في كوريا تحت مسمى (أرامكو آسيا-كوريا الجنوبية) في كوريا، حيث ستركز على السوق المحلي للحصول على الطاقة الشمسية والبطاريات القابلة لإعادة الشحن. وذكر الرويشد أيضا أن شركة (أرامكو) تعاونت مع شركة (شوا شل) اليابانية هذا العام، لإنشاء محطات مستقبلية للطاقة الشمسية تتراوح قدرتها من 1 إلى 2 ميجاوات، وقامت في هذا العام ببناء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية في جزيرة فرسان لإنتاج 500 كيلو وات. وقال الرويشد إن المملكة تعتزم استخدام الطاقة الشمسية لتوليد 10 بالمائة من احتياجاتها للكهرباء بحلول عام 2020، لتصبح بذلك أكبر مصدر للطاقة الشمسية في العالم، مفيدا بأن هذه الخطوة تأتي تماشيا مع سعي الحكومة في توليد 5 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول العام 2020. وحث في نهاية محاضرته الطلبة المبتعثين على تحقيق استراتيجية المملكة، عن طريق الجهد والمثابرة، وتقديم أبحاث ودراسات لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه انتشار الطاقة الشمسية، مثل الظروف المناخية والتكلفة المرتفعة وعمليات التخرين، مشيرا إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تدعم مثل هذه الأبحاث المتعلقة بالطاقة الشمسية. ودعا إلى وضع استراتيجيات جادة لمستقبل الطاقة الشمسية بالمملكة، وتحقيقها من خلال الجهود الجماعية التي تحتاج إلى طموح عال، ونظرة ثاقبة تتجاوز الحاضر إلى آفاق بعيدة، مؤكدا أن جميع الأعمال الجليلة والمشاريع العملاقة اليوم تتطلع إلى مستقبلٍ مبني على أساس قوي في دراسته للواقع، واستفادته من تجارب الآخرين. وتأتي هذه المحاضرة ضمن النشاطات الرئيسية لنادي الطلبة السعوديين بكوالالمبور حسب ما صرح به رئيس النادي السعودي بكوالالمبور طالب الدكتوراة محمد الشيخ، مفيدا بأن هذه المحاضرة التي تطرقت عن الطاقة الشمسية لقيت إقبالا كبيرا خصوصا من طلاب تخصصات الهندسة بشكل عام.