قدم رجل من الكوفة يسمى " الدرامي " يبيع الخمر العراقية " جمع خمار " في المدينةالمنورة ،وكان هذا الرجل متديناً وجميل الشكل . وأثناء تجارته باع جميع ألوان الخمر إلا أنه لم يوفق في بيع خمار واحد من اللون الأسود ؛ فحزن حزناً شديداً إذ اعتبر أن هذه بضاعة كاسدة ،وأنها ستعود على تجارته بالخسارة ؛فرآه أحد الشعراء فسأله : ما بالك حزينًا . فشرح قصته أن بيعه لم يربح منه بسبب عدم بيع الخٌمُر السود ؛فقال له : سأعطيك هذه الأبيات وأنشد بها فى السوق ؛وسترى ما يحدث وكانت الأبيات على النحو التالي : قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا صنعت بزاهد متعبد **قد كان شمر للصلاة ثيابه ** حتى وقفت له بباب المسجد ردي عليه صلاته وصيامه ** لا تقتيله بحق دين محمد. فأنشدها فسمعها الرجال وأخبروا نساءهم فى البيوت بتلك الأغنية التي تردد ، فتعجب النساء أن العابد قد فتن بالمرأة ذات الخمار الأسود ،لشدة تأثير الخمار الأسود فبيعت جميع تلك الخٌمُر. فلما تيقن ( الدارمي) أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه ترك الغناء و رجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد، فمنذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر والنساء يرتدين أغطية الرأس السوداء ولم يقتصر هذا على نساء المدينة وحدهن ، فقلدهن جميع النساء في العالمين العربي والإسلامي.