إفتتح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي، بحضور معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مساء اليوم، المؤتمر السنوي الرابع عشر "فكر 14" الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع الجامعة العربية، تحت عنوان "التكامل العربي .. تحديات وآفاق". وأعرب الرئيس المصري في كلمة له خلال حفل الافتتاح، عن شكره وتقديره لمؤسسة الفكر العربي ولرئيسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ولمديرها العام الدكتور هنري العويط، ولمعالي أمين عام جامعة الدول العربية، ولكل من أسهم في الإعداد لهذا المؤتمر الذي يتزامن انعقاده مع ذكرى مرور سبعين عاماً على إنشاء جامعة الدول العربية وتستضيفه القاهرة إيماناً بأهمية تحقيق التكامل العربي وتعزيز العمل العربي المشترك. وأكد أهمية الحفاظ على وحدة التراب الوطني للدول العربية والعمل على تطوير وتفعيل النظام الإقليمي العربي كإطار منظم لجميع أوجه العلاقات التكاملية وللاتفاقيات العربية على جميع الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والثقافية، من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعوب العربية في العيش الكريم والحرية الواعية المسؤولة والعدالة الاجتماعية التي تكفل تحقيق التوافق المجتمعي والسلم الاجتماعي. كما أكد فخامة الرئيس المصري أهمية تعزيز الاستثمار العربي المشترك للاستفادة من الموارد العربية الطبيعية والمالية والبشرية المتمثلة في العمالة المدربة من أجل تعزيز قطاع الصناعة العربية وتوظيف إنتاجها للنهوض بقطاعات اقتصادية أخرى مثل الزراعة لتحقيق نهوض اقتصادي شامل يأخذ بعين الاعتبار تطوير منظومات التعليم والتدريب والبحث العلمي والتطوير التقني الذي يتعين أن يرتبط بعملية التصنيع. وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين الدول العربية، مشيداً بإنشاء مجلس التنسيق المشترك بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية. وقال الرئيس المصري إنه يتعين تفعيل دور جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للعلوم والثقافة "الألكسو"، وتطوير العلاقات الثقافية بين دول المنطقة المتقاربة ثقافياً من خلال المؤسسات الحكومية والأهلية، بحيث تزداد الروابط والموحدات الشعبية والرسمية، ويكون نتاج ذلك دعماً لمشروع التكامل المأمول، بما يحقق الازدهار الثقافي والاقتصادي في المنطقة، فضلاً عن أهمية إيلاء الثقافة والتعليم والفنون ما تستحقه من عناية واهتمام، من أجل إحداث نقلة نوعية في العقل والفكر العربيين، بحيث تؤسس المناهج التربوية والجهود الثقافية بشتى أنواعها لعقد اجتماعي جديد يعلي من قيم المواطنة والتنوع واحترام وقبول الآخر، من جانبه، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي، في كلمته، عن شكره وتقديره لجمهورية مصر العربية رئيسًا وحكومة وشعبًا على احتضانها مؤتمر الفكر العربي الرابع عشر، ولجامعة الدول العربية أمينًا ومسؤولين على مشاركتهم المؤسسة في هذه المبادرة الفريدة من نوعها، ولجميع من أسهم بفكره وجهده في الإعداد والتنظيم لهذه التظاهرة الفكرية. وقال سموه : "أيها الرئيس الموفَق ترعى اليوم الفكر بالإبداع يتفتَق والعقل بالحكمة يتدفَق، في حديث غير مسبوق، وأسلوب غير مطروق، امتزجت فيه السياسة بالثقافة والرأي بالحصافة، واتكأت فيه التمنيات على الدراسات، واحتضنت فيه القيادات المؤسسات، في مشروع عربي الهوية تحت مظلة الجامعة العربية في ذكراها السبعين". وأضاف الأمير خالد الفيصل يقول : "عالم مضطرب.. ومنطقة تلتهب.. وعرب تحترب، همَش العقل نفسه وفقد الضمير حسًه، تلاوم القادرون فاستفرس الجاهلون، حاولنا الوحدة فانقسمنا، واستوردنا السلاح فاقتتلنا، واجتمعنا للتفاهم فاختلفنا، انظروا إلى الحال كيف أصبح، وإلى الوضع كيف يجرح، نتأثر ولا نؤثَر.. ننظر ولا نرى، نستهلك ولا نصنع.. ونلدغ من كل جحرٍ مرتين، الأخ يقتل أخاه لا يدري لماذا؟ ولا يجد المواطن في الوطن ملاذا، تقاذفتنا المهاجر.. وتباكت لنا المحاجر.. وضحك العدو ساخر". وتساءل سموه: "أما آن لنا أن نستيقظ من الغفوة؟ ونهب وننهض من الكبوة؟ بلى والله.. لقد دعا الزمان.. واستصرخ المكان.. ونحن بعون الله قادرون.. وعن استعادة المجد مسؤولون.. فلنشمر عن السواعد.. ونعدُ الشباب الواعد، ونسلحه بالعلم والمعرفة، والجودة والإتقان والتقنية، ولننبذ المكابرة، ونبدأ المشاورة، فما للعرب إلا العرب، وهاكم التكامل مشروعا.. بالفكر مطبوعًا، من مؤسسة أهليَة.. لا حزبية فيها ولا تبعيَة، حرَة الرأي.. عربية، والسلام". الجدير بالذكر أن المؤتمر سيستمر ثلاثة أيام بمقر جامعة الدول العربية لمناقشة عدد من المحاور تتناول موضوعات "التكامل العربي" على جميع المستويات، انطلاقاً من الأوضاع الراهنة، وفي إطار الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية. وتعتمد مؤسسة الفكر العربيّ في مؤتمرها الرابع عشر منحى جديدا، من خلال تقرير عربي شامل تمت صياغته عبر انعقاد سلسلة من ورش العمل التحضيرية، ومن ثم تتم مناقشته في جلسات المؤتمر العامة وفي جلسات العمل المتخصصة.