أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" جون برينان يوم أمس، الجمعة، أن الولاياتالمتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة ولا سيما تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال برينان أمام مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك أن "لا أحد منا، لا روسيا ولا الولاياتالمتحدة ولا التحالف (ضد الدولة الإسلامية) ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق". وأضاف أن "عناصر متطرفة" بينها تنظيم "الدولة الإسلامية" وناشطون سابقون في تنظيم القاعدة هم "في مرحلة صعود" في بعض مناطق سوريا حاليا. وأكد المسؤول الأميركي أن "آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير إلى دمشق"، مضيفا "لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة". وأوضح برينان أن المجتمع الدولي يؤيد حلا أساسه "حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء البلاد". وكان برينان قال في مقابلة مباشرة مع شبكة "بي بي أس" التلفزيونية العامة في وقت سابق من يوم أمس، الجمعة، أن استخدام تنظيم الدولة الإسلامية وسائل التواصل الاجتماعي للدعاية والتجنيد يجعله مختلفا عن بقية التنظيمات الجهادية. وأوضح المسؤول الاستخباري أن تنظيم القاعدة وبقية الجماعات الإسلامية المتطرفة كانت تعتمد في تركيبتها بنية "سرية" يمكن "احتواؤها"، وذلك خلافا لما هي عليه اليوم حال تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يستغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايته وتجنيد متطوعين جدد الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان تقفي أثر هؤلاء واحتواء خطرهم. وقال برينان "تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تطورا مقلقا للغاية. إنه ظاهرة مفعولها ككرة ثلج لجهة القدرة على إسماع الصوت والجذب". وردا على سؤال عن تعاون محتمل بين واشنطن وطهران في العراق أجاب برينان أن الولاياتالمتحدةوإيران تتعاونان بشكل غير مباشر ضد عدو مشترك هو التنظيم المتطرف. وقال "هناك اصطفاف لبعض المصالح بيننا وبين إيران" في ما يتعلق بقتال "الدولة الإسلامية"، مضيفا "نحن نعمل بشكل وثيق الصلة مع الحكومة العراقيةوالإيرانيون يعملون أيضا بشكل وثيق الصلة مع الحكومة العراقية". ولكن المسؤول الأميركي لفت إلى أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تحرص على أن لا تقدم إيران على عملية "تلاعب سياسي" في العراق، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الشرخ الطائفي في هذا البلد. على حد قوله. رابط ذو صلة