عادت مدينة حلب لترزح تحت وطأة أزمة كهرمائية تتزامن مع الكم الهائل من المجازر التي ترتكبها قوات النظام في المناطق المحررة عبر البراميل المتفجرة. ومع دخول انقطاع المياه و الكهرباء يومه الثالث، يبرز على الطرف الآخر معركة استراتيجية قد تقلب المعادلة في المدينة المنكوبة ككل. ففي مدخل حلب الشرقي، تمكنت كتائب الثوار من قتل خمسة عناصر لقوات النظام بالقرب من دوار البريج الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه أول أمس. وولدت سيطرة النظام على دوار وقرية البريج، تخوفاً كبيراً لدى ناشطي حلب الذين أكدوا أن القوات النظامية أصبحت على بعد كيلومترات قليلة من سجن حلب المركزي. وحذر الناشطون وفقا لموقع ( عكس السير) من أن أي تقدم جديد لقوات النظام التي تمكنت من تحقيق تقدمها الأخير بعد مساندة كبيرة من قوات حزب الله التي أدارت المعركة وقاتلت في الصفوف الأمامية، يعني قطع طريق حيوي بين المدينة و الريف، و هو الأمر الذي يحاول الثوار العمل على تلافيه من خلال المعارك الجارية. و أشارت مصادر إعلامية معارضة إلى أن قوات النظام تسيطر حالياً وبشكل كامل دوار البريج و المعامل المحيطة به، بالإضافة إلى قرية البريج التي تبعد ثلاثة كيلو مترات عن السجن المركزي، و مئات الأمتار عن مناشر البريج الخاضعة لسيطرة الثوار. و تعد المناشر المذكورة من أبرز نقاط التمركز في المنطقة، و ذلك بسبب ارتفاعها و رصدها لطريق حندرات و الكاستيلو، الطرق الاستراتيجية الواصلة بين حلب و ريفها. من جهة أخرى، بث ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر استهداف قوات النظام لخط المياه الرئيسي الواصل إلى حلب، بعد سقوط عدة براميل متفجرة على منطقة العويجة، ما أدى إلى تضرره بشكل كبير. و أظهر المقطع جريان سيول من المياه المهدورة جراء القصف ليزيد من معاناة التقنين المفروض على المدينة و المرتبط بالكهرباء أيضاً. أما فيما يتعلق بالكهرباء، فإن الفصائل المعارضة في حلب لم تصدر أية بيان حول مسؤوليتها عن القطع الأخير، على الرغم من تهديدها بإعادة قطع التيار في حال استمر النظام بالقصف، في حين زعم إعلام النظام إن القطع سببه استهداف عدد من أبراج التوتر العالي، دون السماح لفرق الإصلاح بالوصول إليها. 1 . .