بيّنت معلومات قدّمها قياديون في الجيش السوري الحر، أن المعارضة والنظام يتشاطران السيطرة على أنحاء البلاد بنسبة تقارب 50% لكل منهما، مع رجحان الكفة لصالح قوات المعارضة؛ وذلك مع نهاية العام الثالث للثورة التي اندلعت في مارس/ آذار 2011. وفي تصريحات لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، أشار القياديون في جبهات القتال بين قوات الطرفين إلى أن قوات المعارضة تسيطر على محافظة الرقة (شرق) بنسبة تقارب 100%، بالمقابل ما يزال النظام السوري يفرض سيطرته على محافظة طرطوس (غرب) بشكل كامل. وأوضح القياديون أن كلا الطرفين (المعارضة والنظام) يسيطران على نقاط ومواقع استراتيجية هامة في البلاد؛ ففي حين ما يزال النظام يسيطر على معظم أحياء العاصمة دمشق (جنوب)، ومنطقة الساحل الواجهة البحرية الوحيدة للبلاد على البحر الأبيض المتوسط (غرب). فإن المعارضة، بحسب القياديين، تسيطر على معظم آبار النفط والغاز شرقي البلاد، إضافة إلى سد الفرات الاستراتيجي على نهر الفرات في الرقة، وجميع المعابر الحدودية الشمالية مع تركياوالشرقية مع العراق وبعض المعابر الجنوبية مع الأردن والغربية مع لبنان. ونشير إلى تفاصيل ما ذكره القياديون في الجيش الحر من خلال تقسيم المناطق السورية المتنازع عليها إلى خمس جبهات (شرقية وغربية وشمالية وجنوبية ووسطى). أولاً- الجبهة الشرقية: قال عمر أبو ليلى، الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر- الجبهة الشرقية، إن "الجبهة الشرقية" التي تضم محافظات (الرقة والحسكة والرقة) هي المنطقة الأكبر مساحة في البلاد التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأوضح أن محافظة الرقة تقع بالكامل تحت سيطرة قوات المعارضة، ولم يبقَ بيد النظام حالياً فيها سوى مطار "الطبقة" العسكري، و"الفرقة 17″ التي يفرض عليها مقاتلو المعارضة حصاراً خانقاً منذ أشهر واستولوا مؤخراً على عدد من المباني التابعة لها. واستدرك بالقول أنه اضطر لإطلاق مصطلح "قوات المعارضة" على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي يسيطر مقاتلوه بشكل شبه كامل على محافظة الرقة، للتعبير عن أن الأخيرة خارج سيطرة النظام. ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، حملة عسكرية ضد معاقل "داعش" في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمونها بتشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام. أما بالنسبة لمحافظة دير الزور الغنية بالنفط والغاز والموارد الطبيعية، فقال أبو ليلى إن قوات المعارضة تسيطر على نحو 90 % من مساحتها، بما فيها من حقول النفط والغاز، ولم يتبقّ بيد النظام فيها سوى المطار العسكري و"اللواء 137″، وبعض الأحياء في مدينة دير الزور والقرى في ريف المحافظة الغربي. في حين أن معظم أحياء المدينة والريف الشرقي الممتد من أطرافه المدينة (دير الزور) إلى الحدود العراقية واقع بيد قوات المعارضة أي على امتداد 130 كم، على حد قول الناطق. ولفت أبو ليلى إلى أن معظم مناطق محافظة الحسكة لا تزال تحت سيطرة النظام السوري باستثناء المدن والبلدات الواقعة في شمال المحافظة على الحدود مع تركيا، التي تقع تحت سيطرة إدارة كردية تنسق مع النظام، وتحوي حقولاً نفطية. فيما تقدّم مقاتلو المعارضة مع نهاية عام 2013 باتجاه بعض القرى والبلدات جنوبي المحافظة أبرزها بلدة الشدادي، حسب المتحدث نفسه. ثانياً- جبهة الساحل(الغربية): قال أنس أبو مالك، أحد قادة الجيش الحر في جبهة الساحل (غرب)، تشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس، إن محافظة طرطوس بالكامل ما تزال تقع تحت سيطرة قوات النظام السوري، ولا يوجد أي مساحة فيها تحت سيطرة قوات المعارضة. من جهة أخرى أوضح أبو مالك أن محافظة اللاذقية تسيطر قوات المعارضة على مساحات محدودة فيها مثل جبلي "الأكراد" وأهم مناطقه "سلمى" و"كنسبا"، و"التركمان" وأهم مناطقه "ربيعة" و"غمام"، مشيراً إلى مساحة تلك المناطق لا تتجاوز 5% من مساحة منطقة الساحل ككل. وتضم منطقة الساحل غالبية سكان من الطائفة العلوية التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد وأركان حكمه، كما أنها تحتضن القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس. ثالثاً- الجبهة الشمالية: بخصوص الجبهة الشمالية (حلب، إدلب)، قال النقيب عمار الواوي قائد لواء "الأبابيل"، وأمين سر الجيش الحر، إن قوات المعارضة ما تزال مسيطرة على غالبية مساحة ريف حلب الشمالي، إضافة إلى نحو 70 % من أحياء المدينة، إلا أنها فقدت مؤخراً مناطق في ريف حلب الجنوبي أبرزها محور "خناصر-السفيرة-اللواء 80″. وبالنسبة لمحافظة إدلب، ما زال معظم مساحة ريف المحافظة "نحو 90%" تحت سيطرة الجيش الحر وقوات المعارضة، في حين أن مدينة إدلب وطريق "جبل أريحا- اللاذقية"، ما تزال قوات النظام تسيطر عليهما، وتستمر اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام على جبهتي جبل الأربعين وأريحا، بحسب الواوي. وتسيطر قوات المعارضة على جميع المعابر الحدودية الرئيسية مع تركيا الواقعة في المحافظتين أبرزها (جرابلس، باب السلامة) حلب، باب الهوى (إدلب). رابعاً: الجبهة الوسطى: حول هذه الجبهة التي تشمل محافظتي (حمص وحماة)، قال العقيد فاتح حسون قائد جبهة حمص في رئاسة أركان الجيش الحر، إن قوات المعارضة تسيطر على نحو ثلث مساحة مدينة حمص، وتشمل تلك المساحة نحو 12 حياً تحاصرها قوات النظام وتقوم بقصفها منذ حوالي عام ونصف العام. وأضاف حسون أن قوات المعارضة تسيطر على شمال محافظة حمص التي تشمل مدناً مثل "الرستن" و"تلبيسة" و"الدار الكبيرة"، في حين أن قوات النظام تسيطر على أبرز المناطق جنوبها مثل "القصير"، التي نجحت في استعادتها مع قوات حزب الله اللبناني العام الماضي. ولفت إلى أن قوات النظام تسيطر أيضاً على عدة مدن وبلدات غرب المحافظة مثل "الحصن" و"الزارة" و"تلكلخ"، إلا أن قوات المعارضة تشن هجمات متكررة على الأخيرتين لاستعادة السيطرة عليها. في نفس السياق، أوضح حسون أن قوات المعارضة تسيطر على الريف الشرقي للمحافظة، عدا بعض المناطق مثل "تدمر" و"القريتين" التي تسيطر عليها قوات النظام. من جهة أخرى، لفت القائد العسكري إلى أن مدينة حماة، في المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، تقع تحت سيطرة قوات النظام، وكذلك الحال بالنسبة للريف الغربي للمحافظة الذي يحوي قرى موالية للنظام. أما بالنسبة للريف الجنوبي الملاصق لحمص فهو بيد الثوار بشكل شبه كامل، كذلك الحال بالنسبة للريف الشمالي الذي يحاول النظام استعادة مناطق فيه من قوات المعارضة مثل مدينتي "مورك" و"صوران". خامساً: الجبهة الجنوبية (تضم 5 محافظات هي دمشق، ريف دمشق، درعا، القنيطرة، السويداء): بالنسبة للعاصمة دمشق وريفها، فتتقاسم قوات المعارضة وقوات النظام السيطرة عليها مناصفة تقريباً مع رجحان الكفة للمعارضة، بحسب لؤي الشامي أحد قادة الجيش الحر في ريف دمشق. وأوضح الشامي أن قوات المعارضة تسيطر على معظم مدن وبلدات ريف دمشق، بالمقابل ما تزال قوات النظام تسيطر على العاصمة دمشق، باستثناء عدد من الأحياء فيها أبرزها حيا جوبر والقابون التي تسيطر عليهما قوات المعارضة. في حين أن هنالك بعض المناطق متنازع السيطرة عليها بين الطرفين مثل منطقة "القلمون" التي سيطرت قوات النظام على بعض المدن والبلدات فيها مؤخراً مثل "النبك" و"قارة" و"دير عطية"، بعد أن كانت تحت سيطرة المعارضة، حسب القيادي. في حين أن قوات المعارضة ما تزال تسيطر على مدينتي "يبرود" و"معلولا" وتدور منذ أكثر من شهر معارك مع قوات النظام المدعومة بحزب الله، التي تحاول استعادة السيطرة عليها. في سياق متصل، قال المقدم غسان حليحل القيادي في الجيش الحر بقطاع الجنوب، إن سيطرة قوات المعارضة على محافظة القنيطرة تصل إلى 80 % من مساحتها. وأضاف أن قوات النظام ما تزال تسيطر على مناطق في القطاع الجنوبي للمحافظة على الحدود مع الجزء المحتل من هضبة الجولان (تحتلها إسرائيل منذ عام 1967)، أبرزها "تلول الحمر" أو "التلين"، وهي محاصرة منذ أكثر من شهر من قبل قوات المعارضة، ويقوم النظام بإيصال الإمدادات لقواته المحاصرة عبر الطائرات، في ظل انشقاقات متتالية في صفوفها. أما بالنسبة لمحافظة درعا، بحسب المقدم، فتتوزع مناطقها على قوات المعارضة وقوات النظام، وحتى المعبرين الحدوديين الرئيسيين مع الأردنجنوباً فأحدهما بيد النظام "نصيب"، والآخر "درعا" سيطرت عليه قوات المعارضة العام الماضي. أما في مدينة درعا فإن سيطرة المعارضة عليها تتراوح ما بين 70 إلى 80%، باستثناء "المربع الأمني" الذي ما يزال تسيطر عليه قوات النظام والتي لا تملك سوى طريق وحيد لإمدادها داخله بالسلاح والمؤن". وأشار المقدم إلى أن محافظة السويداء التي يقطنها غالبية سكان من الطائفتين الدرزية والمسيحية، تخضع لسيطرة كاملة من قبل قوات النظام، ولم تتعرض لهجمات كبيرة من قبل قوات المعارضة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. يشار إلى أنه لم يتسنّ الحصول على تعقيب من النظام السوري حول ما ذكره قياديو الجيش الحر حول توازع السيطرة على مناطق البلاد، كما لم يتسنّ التأكد من دقة البيانات التي أوردوها من مصدر محايد. ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف المظاهرات ضده؛ وهو ما دفع بالبلاد إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح نحو 150 ألف شخص، بحسب إحصائيات المنظمات الحقوقية التابعة للمعارضة.1 1