طلب بشار الأسد من حلفاء له في نقابة المحامين الأردنيين التوقف عن القلق على سوريا وعلى النظام وعليه شخصيا لان لديه (مقاتلين) حتى داخل صفوف المعارضة يعملون معه ولصالحه. ونقل نشطاء نقابيون عن الأسد قوله بعد مداخلة لأحد المحامين الأردنيين عبر فيها عن مخاوفه من المؤامرة على سوريا: أقدر مشاعركم.. لا تقلقوا لدي حلفاء ومقاتلين يعملون لصالحي حتى داخل أجنحة المعارضة. و استقبل الأسد مؤخرا وفدا من المحامين والنشطاء الأردنيين في دمشق وجالسه لأكثر من ساعة ووضعه بصورة الموقف السوري إزاء تتابع الأحداث في بلاده. وفوجئ أعضاء الوقد حسب شاهد عيان بالرئيس السوري يكشف عن وجود مقاتلين معه في صفوف أطياف المعارضة المسلحة وحتى ضمن المعارضة في الخارج. وكان بشار قد أبلغ في وقت سابق القيادي الفلسطيني عباس زكي بأنه أصدر أوامره بالعفو عن عشرات العسكريين المغرر بهم الذين انضموا في بداية الأحداث للمعارضة لكنهم عادوا لصفوف الجيش النظامي قائلا بأن هؤلاء عادوا للخدمة ويقومون بدورهم وواجبهم. ونقل زكي عن الأسد إشارته إلى أن بعض المجموعات العسكرية انضمت للجيش الحر خوفا وقلقا أو بسبب انقطاع الإتصالات مؤكدا أنه يميز بين المعارضة الوطنية الجادة التي لم تتلوث بالدم والقتل وبين الذين يأتمرون بأوامر الخارج. ونقل النشطاء عن الأسد إطلاق عبارات ساخرة من المعارضة في الخارج مستهدفا بصفة خاصة زعيم الائتلاف السوري المعارض المقرب من السعودية أحمد الجريا حيث قال الأسد : الجربا هو بديل عن بشار الأسد ..لا أقبل بذلك إطلاقا وأضاف : لو كان البديل ميشال كيلو مثلا لاختلف الأمر و لقبلت أما الجربا فلا. كما أبلغ الأسد زواره عدة مرات بأن أولوية معركته بعد تحرير القلمون ستكون محافظة درعا التي اعتبر أنها مشكلة (أردنية) وليست سورية فقط ملمحا لأن واجب الدولة الأردنية تنظيف المنطقة التي تحاذيها بعدما سمحت بنشاطات إرهابية ومتسللين. وفي سياق آخر أعلن بشار لصحيفة لبنانية , تابعة لحزب الله اللبناني , ان استمرار دعم السعودية ودول اخرى للمجموعات الارهابية سوف يؤخر حل الازمة. وقال إن "الدولة السورية تتقدم على اكثر من جبهة في مواجهة الارهاب والحرب عليها". مشيرا إلى ان الحكومة لن تذهب الى جنيف إذا كان هناك من يريد منا تسليم السلطة له هناك. و بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، جاء كلام الاسد عن الوضع في سوريا خلال لقاء مع وفد من قيادات حزبية وسياسية من دول عربية في المغرب والمشرق، وذلك على هامش مؤتمر الاحزاب العربية الذي عُقد في سوريا قبل عشرة ايام. وقد تحدث احد القادة الحزبيين في المغرب العربي لها عن الاجتماع. وردا على اسئلة عن واقع ما يجري في سوريا قال الاسد: "نحن تعرضنا لحرب كبيرة، وكان علينا ان نركز في المرحلة الاولى على الصمود، وهذا ما فعلناه في السنة الاولى، ومن ثم انتقلنا الى مرحلة الانتصار على الاعداء. هناك تجارب في التاريخ القريب، منها ما حصل مع المقاومة في لبنان، التي صمدت طوال سنوات طويلة، ثم حققت انتصارات كبيرة عامي 2000 و2006. ونحن نعرف منذ البداية ان المعركة تستهدف قرارنا المستقل، لكن هذا القرار المستقل كان سببا رئيسيا في صمودنا وفي انتصارنا، برغم اننا نقدر الدعم الذي تلقته سوريا من حلفائها، ولبعض الحلفاء دور محوري، مثل روسيا التي تقف الى جانبنا لان مصالحها مهددة ايضا. وانا سمعت مباشرة من القيادة الروسية ان وقوفهم الى جانب سوريا هو للدفاع عن موسكو لا عن دمشق فقط". واشار الاسد الى "أن الوقت المطلوب لانهاء الازمة في سوريا مرتبط الى حد بعيد بالدعم والتمويل القائمين للمجموعات المسلحة من قبل اطراف فاعلة في المنطقة"، موضحا "أن السعودية وغيرها داعمون بقوة الارهاب، وهم نشروا عشرات الالاف من التكفيريين في البلاد، ووصل الامر بالسعودية الى دفع اكثر من الفي دولار راتبا شهريا لكل من يحمل السلاح معهم. ثم هناك مشكلة اخرى تتعلق بعملية تسلل عناصر القاعدة عبر الحدود مع العراق. وهذا أمر تعمل السلطات في بغداد على مكافحته، لكن الامر ليس ناجزا تماما. وبالتالي، فان وقف الدعم السعودي سوف يكون له تأثير حاسم، وخصوصا ان المسلحين ومَن هم خلفهم فوجئوا بقدرات جيشنا في مواجهتهم. والآن، نعرف كما كل العالم، ان القاعدة لا تمثل خطرا على سوريا فقط. ونحن نأمل حلولاً منطقية خلال الشهور المقبلة، لكن الامر يظل مرتبطا ايضا بقدرتنا على مواجهة هؤلاء، ونحن مصرون على مقارعتهم حتى النهاية". و اضاف الاسد: "إزاء ما هو قائم على الارض، نحن لا نعتقد بامكانية عقد تسوية قريبا. وطالما استمر ارسال المقاتلين والاسلحة والاموال عبر الحدود الى سوريا، فلن نتوقف عن مطاردتهم، ولن يكون بمقدور احد في العالم منعنا من القيام بحقنا في الدفاع عن بلدنا. ثم إننا لا نجد اليوم ما يمكن ان نتفق عليه في جنيف، وخصوصا أن البعض واهم بأننا سوف نذهب الى هناك لتسليمهم السلطة، واذا كان هذا ما يريدونه، فليأتوا الى سوريا كي نسلمهم السلطة (هازئاً). ثم إنهم إذا قرروا تعيين (رئيس الائتلاف المعارض احمد) الجربا رئيساً، فهل هم يعتقدون انه يقدر على القدوم الى سوريا؟". وأوضح الاسد ان السعودية "تقود اوسع عملية تخريب مباشر لكل العالم العربي، والسعودية قادت دول مجلس التعاون في معركة ضد كل الدول والجهات التي تقف في وجه اسرائيل. لقد وفر (السعوديون) الغطاء لاتفاق كمب ديفيد، كما دعموا الحرب على لبنان عام 1982، وهم اليوم يستمرون في معركة ارهابية مفتوحة ضد سوريا، ونحن الان نقول صراحة إننا في حالة حرب معهم. صحيح اننا سايرناهم سابقا، لكنهم يريدون كل شيء وفق تصورهم ووفق مصالحهم". وعن موقف الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، قال الاسد: "لا يزال الغرب الاستعماري يتصرف بعقلية المغرور، هم يتصرفون كأن آخر عشرين سنة لم تمر، هم يتجاهلون هزيمة اميركا في العراق، وهم يتصرفون كأن الاتحاد السوفياتي سقط بالامس". اما عن وضع العالم العربي ومؤسسة الجامعة العربية، فقال الاسد: "اذا بقيت الجامعة تحت تأثير وسلطة انظمة متخلفة كما هي حال دول الخليج العربي، فلن يكون لها أي دور وأي فعالية. ومع ذلك فان الدول العربية ليست كلها منزوعة الاستقلال". وأضاف: "اليوم يقف في العراق رجل شجاع مثل الرئيس نوري المالكي. لديه مواقف مهمة، برغم ان دولته ممزقة ويعمل كثيرون على تدميرها. حتى الجزائر يمكن اعتبار موقفها متقدم على غيرها، والاهم اليوم الالتفات الى ما يجري في مصر. نحن نرى كما بقية العرب ان في القاهرة اليوم من يقول لاميركا بصراحة وبصوت مرتفع "لا علاقة لكم بالشأن الداخلي لمصر"، وهذا موقف مهم ويجب دعمه". وتحدث الاسد عن واقع الاحزاب في سوريا وفي العالم العربي، مشيرا الى ان "الفراغ هو احد اسباب انتشار التكفيريين، لكن السبب يتعلق ايضا بان هذه الاحزاب لم تجدد نفسها، وهي لا تزال ضعيفة، ونحن مهتمون كدولة بتعزيز هذا العمل لا كحزب، كما اننا نراقب انعكاس صمود سوريا على الواقع العربي عموما، وخصوصا في المغرب العربي، الذي نخشى اخضاعه لحكم حلف الاطلسي". وحذر الاسد من "الانتشار الواسع للفكر الوهابي التكفيري في العالم العربي". مبينا أنه " يفرض مقاربة جديدة لواقع المؤسسات الدينية، لكنه يتطلب اساسا دعم الدولة المدنية على اساس المواطنة. جيل اليوم عرضة لعملية تجهيل كبيرة. والجيل الذي سبقنا كان وعيه اكبر، وعملية التجهيل هدفها ابقاء العالم العربي في حالة من التخلف. واريد ان اذكركم بان الغرب لا يريد لنا التطور ابدا. واتذكر انه عندما زارني وزير خارجية اميركا عام 2003 كولن باول، ونقل شروط بلاده على سوريا بعد احتلال العراق، كان يريد منا على نحو خاص عدم استضافة اي عالِم عراقي. رفضنا طلبه، فعمدت استخبارات اميركا واسرائيل الى تصفية عدد غير قليل من هؤلاء العلماء. وهم اليوم يريدون القضاء على الادمغة في ايران ". لكن الاسد لفت في المقابل الى تجدد حالة الوعي عند شعوب عربية كثيرة، متحدثا عن ان رفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كثير من التظاهرات العربية اشارة الى ذلك. وقال: "نحن لسنا في مواجهة الدين، لكننا لسنا مع اقحام الدين في كل تفاصيل الحياة اليومية للناس. حتى إننا نحن، وكعلمانيين اقررنا في دستورنا دورا للدين، وقلنا صراحة إن الشريعة هي مصدر للتشريع. لكننا نرفض اي تسييس للدين بالمعنى الذي يقود الى نتائج سلبية. ولنأخذ مثلا يدل على ان الموقف ليس من الدين، فهذا "حزب الله" في لبنان. هو حزب عقائدي يستمد افكاره من الدين. الا اننا لا نختلف معه في الامر السياسي. وهذا مؤشر على انه ليس لدينا موقف مطلق من الاديان، لكننا نرفض كل قوة دينية تعمل وفق فكر تكفيري او وهابي". واضاف: "لذلك نحن نقول إننا لا نتعامل مع الاخوان المسلمين على هذا النحو. وانا اعتقد انه ليس بمقدرو سوريا ان تتحمل هذا الفريق. هؤلاء لم يعطونا نموذجا ايجابيا في كل المراحل. وهم ينطلقون من موقف مذهبي، وإلا فما هو تفسير موقفهم المعادي لحزب الله. وهم يقبلون التلون السياسي في كل الملفات. وهم يستخدمون اللغة المذهبية من اجل تسعير الفتننة السنية الشيعية". و تابع : "سوريا كما ايران كما حزب الله يراعون الكثير من الظروف منعا لتعميم الفتنة. حتى مقاربة الوضع في البحرين تجري بحذر كبير لهذا الغرض". وفي حادثة تشبيحية جديدة لعصابات العائلة الحاكمة، قام الشبيح الشهير سليمان هلال الأسد، بإطلاق النار على ابن خالته داخل " الأكاديمية البحرية " في مدينة اللاذقية. و قالت مصادر إعلامية متقاطعة نقلاً عن شهود عيان، إن سليمان فتح النار على ابن خالته الشبيح الآخر " علي خير بيك "، ما أدى إلى تعرضه لإصابات بليغة دون التمكن من تأكيد مقتله. و نقل شهود عيان أن إطلاقاً متبادلاً للنار تم بين الاثنين خارج الأكاديمية قبل يتحول إلى داخلها، مع محاصرة عناصر سليمان للأكاديمية و منعهم الإسعاف من الدخول لنقل علي. و أكد الناشط " زياد الصوفي " وفقا لموقع (عكس السير المتخصص بأخبار سورية) ,أن زياد المعروف بقصصه الموثقة عن التاريخ التشبيحي لعائلة الأسد و أخواتها ( مخلوف و غيرها ) في اللاذقية، أن الأكاديمية لازالت محاصرة حتى الآن ( السادسة من مساء الثلاثاء ). و كانت وسائل إعلام مؤيدة تحدثت قبل أسابيع عن اعتقال سليمان هلال الأسد من قبل " الشبيح الأكبر "، و ذلك بعد أن ضاق أهالي اللاذقية ذرعاً بأفعاله التشبيحية، في محاولة للتأكيد على استمرار خطة الإصلاح و التطوير التي تنتهجها القيادة الحكيمة. و التجارب السابقة المعروفة عن نظام الأسد باعتقال شبيحته، تتجلى بإرسالهم لفترات " نقاهة " في فنادق دمشق أو منتجعات اللاذقية، بعد أن يكون السخط الشعبي وصل إلى أعلى مستوياته جراء تصرفاتهم ( فواز الأسد - هلال الأسد - سليمان الأسد - آل مخلوف ) ، و من ثم يعيد " فلت " عقالهم، بعد فترة وجيزة، ليعودوا إلى ما كانوا عليه. 1