أكد الشاعر عبد الرحمن يوسف نجل الدكتور يوسف القرضاوي، أن ما تعرض له الرئيس السابق محمد مرسي هو نتيجة طبيعية لسياساته الفاشلة على مدار عام بالكامل، لم تجن فيها مصر نتيجة حكم الإخوان سوى المزيد من الاضطراب والفوضى وتراجع في كل شيء. وعبر نجل القرضاوي في رسالته، وجهها لوالده، عن عمق تقديره للجيل السابق الذي عانى سنوات طويلة من القهر والفساد والحرمان دون أن يكل أو يمل، بل ظل صابرا على ابتلاء الله له، مشيرا إلى أن الجيل الحالي ما عادت لديه تلك الطاقة الكبيرة من الصبر على الفساد والظلم، وأنه ينتفض فور شعوره بأي تجني على حقوقه ومكتسباته. وأضاف أن ثورة 25 يناير كانت الفيصل بين تاريخ الصمت والخنوع وبين انتفاضة الشباب الرافض لكل سارق لأحلامه ومجهض لآماله وطموحاته، مؤكدا أن الرئيس مرسي استنفذ كل ما لديه دون أي إيجابية واحدة تعود على المواطن المصري طوال عام كامل من الحكم. وأعرب عبد الرحمن عن تأييده لإقالة مرسي من منصبه، مشيرا إلى أن إقالته جاءت نتيجة إرادة الشعب الذي انتفض رافضا لتلك السياسات التي ثبت فشلها، موجها حديثه لوالده، قائلا "ألست القائل "إن الإمام إذا التزم بالنزول على رأي الأغلبية وبويع على هذا الأساس، فإنه يلزمه شرعا ما التزم به، ولا يجوز له بعد أن يتولى السلطة أن يضرب بهذا العهد والالتزام عرض الحائط، ويقول إن رأيي في الشورى إنها معلمة وليست ملزمة، فليكن رأيه ما يكون، ولكنه إذا اختاره أهل الحل والعقد على شرط وبايعوه عليه فلا يسعه إلا أن ينفذه ولا يخرج عنه، فالمسلمون عند شروطهم، والوفاء بالعهد فريضة، وهو من أخلاق المؤمنين". وأكد نجل القرضاوي أنه منذ تولي مرسي مقاليد الأمور في مصر، كان يتمنى استمرار مرسي في منصبه ودورته الكاملة، لكن عناد الرئيس كان السبب فيما حدث له، قائلا "لقد جلسنا مع كل الأطراف في أوقات صعبة، ولم يكن أحد يشكك في شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن – وللأسف – لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين في الاستحواذ مهما كان الثمن". "لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن تنجح أول تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنفسه، وذلك بانقياده لمن يحركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطفيا لكي يقعوا في هذا الشرك بدعوى حماية الشرعية والشريعة". 7