وجه نائب الرئيس المصري السابق، عمر سليمان، رسالة للمصريين، انتقد فيها ضمناً جماعة الإخوان المسلمين قائلاً إنها "غرتها قوتها الزائفة لفترة وظنت أن الدنيا دانت لها،" بينما انتقد مفتي مصر، علي جمعة، تصريحات الداعية يوسف القرضاوي، الذي اتهمه بدعم المرشح أحمد شفيق، فقال إن بعض رجال الدين يصنعون "بطولات ورقية." ونشر موقع التلفزيون المصري نص رسالة سليمان التي دعا فيها المصريين إلى "المشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية واحترام رأى الصندوق في اختيار الرئيس القادم أيا كان" قائلا :"اختاروا من ترونه جديراً بالمنصب و أهلاً له." وتابع سليمان في بيانه بالدعوة إلى عدم الاستجابة ل"الإرهاب أو التشويه،" وهاجم سليمان جماعة الإخوان بطريقة غير مباشرة قائلا: "لا تستغربوا إن وجدتم بعض الفصائل السياسية التي غرتها قوتها الزائفة لفترة وظنت أن الدنيا دانت لها من تجارتها غير النزيهة، تغير من لغة خطابها و تؤثر اللين و تعلن رغبتها في التفاهم مع باقي أبناء الوطن." وختم بالقول: "لا تستغربوا أبداً بل وأدعوكم أن تكونوا أكثر تسامحاً ذاك طبع يغلب دائماً محاولات التطبع ". أما مفتي مصر، علي جمعة، فقال رد على الداعية يوسف القرضاوي، الذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره المرشد الروحي للإخوان، فقال إن "الأمة الإسلامية ابتليت منذ فجر التاريخ بعلماء لا يمكن أن ننكر علمهم، لكن ننكر عليهم رغبتهم الجامحة في أن يصنعوا لأنفسهم بطولات ورقية على حساب القواعد الشرعية والمصالح المرعية." وبحسب ما أورده التلفزيون المصري، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، فقد قال جمعة، في تصريح له ردا على ما قاله الشيخ القرضاوي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في العاصمة القطرية، الدوحة: "هؤلاء يظنون أنهم حماة الإسلام دون غيرهم، وأنهم هم المسلمون وحدهم، وأنهم العلماء دون غيرهم ويجب على كل مسلم اتباع آراءهم والسمع والطاعة لهم دون غيرهم ويعيبون عليهم إذا خالف أحد منهجهم أو طريقة تفكيرهم." وجدد جمعة التأكيد على موقفه الحيادي تجاه مرشحي الرئاسة، وشدد على أنه "لا يدخل أبدا في السياسة الحزبية ولا علاقة له بلعبة الحزبية،" مشيراً إلى أن هناك من يتحرك بدافع الانتماء السياسي "بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة الوطنية كالشيخ القرضاوي الذي يدفعه انتماؤه للإخوان المسلمين إلى مناصرتهم حتى لو أقحم بذلك ثوابت الدين في معترك السياسة الحزبية." ووجه جمعة سؤالا إلى القرضاوي قال فيه: "لماذا لا تتكلم في القضايا المهمة وتساهم في نهضة الأمة بدلا من إثارة الفرقة بين الناس في مصر وتكف عن إصدار الفتاوى التي لا تخدم إلا تيارا حزبيا معينا ارتضى أن يدخل قواعد اللعبة الحزبية." وكان القرضاوي قد هاجم جمعة خلال خطبته التي ألقاها في الدوحة الجمعة، فوصف مفتي مصر بأنه "نصير أعداء الثورة.. وقد اختلط عليه الحق بالباطل،" ورفض إشارة الأزهر إلى وقوفه على الحياد في الانتخابات قائلاً إن الحياد في هذه الحالة "حرام شرعا." وطالب القرضاوى أئمة الأزهر بالمساجد ووعاظه وشبابه بأن "يدعوا الناس بالمساجد إلى الحق وانتخاب مرشح الثورة،" في إشارة إلى المرشح المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي. وشدد القرضاوي على أنه يجب على كل مصري شرعا أن يذهب للانتخاب، وأن من لم يذهب فإنه "يكتم الشهادة،" وأن من ينتخب المرشح أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء بعهد الرئيس السابق حسني مبارك، فإنه "يشهد زورا." كما ناشد القرضاوي بعض علماء الصوفية والذين أعلنوا تأييدهم للفريق شفيق في جولة الإعادة، أن "يرجعوا عما اعتزموه وأن يقفوا مع الحق وينصروا الثورة،" مطالبا أهل التصوف ب"عدم الاقتداء بهؤلاء المشايخ، الذين ينصرون الباطل،" كما دعا الأقباط إلى عدم الوقوف إلى جانب شفيق.