متحدثا لوزير خارجية فرنسا الذي رتب لقاءه بوفد المعارضة السورية التقى في باريس بوساطة من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس وبحضوره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع قادة من إئتلاف الدوحة فإستمع لهم قرابة الساعة وهم يشرحون رأيهم وخصوصا في تقاريرهم عن المجازر والقتل في سوريا وما يجب ان يكون عليه موقف روسيا في مجلس الأمن وما يجب ان يكون عليه موقف أوروبا وأميركا في الدعم العملي العسكري للمعارضة . نظر لافروف إلى فابيوس وقال هي المرة الأولى التي يسمح فيها فريق لنفسه وهو يتعلم السياسة في تعليم الكبار ما عليهم ان يفعلوه ولم أسمع مثل هذا إلا عندما أبلغني مندوبنا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين ما قاله له وزير الخارجية القطري . وتوجه إلى قادة المعارضة سائلا : - تعالوا نضع قضيتين تقلقان العالم من تداعيات الوضع في سوريا ، فمن جهة توجد قضية جبهة النصرة كتنظيم إرهابي ناشط على الأراضي السورية ومستقبل وزنه وكيفية التعامل معه إذا دعمت المعارضة وتحقق لها ما تريد ، ومن جهة قضية السلاح الكيميائي بيد الحكومة وكيفية التعامل معها إذا إستخدمها الجيش ، ففي القضية الثانية قدمنا نحن الضمانات لكن في الأولى لم يتمكن أحد من دول الغرب على تقديم اي ضمانة ، فهل أنتم قادرون على تقديم مثل هذه الضمانة ؟ وإذا كنتم قادرين فيجب أن تكون نسبة القوة بينكم وبينها في الميدان طاغية بصورة كاسحة لحسابكم ، وإذا كان هذا هو الوضع فبإمكانكم الإستغناء عنها وعن وجودها وإنهائه ، وفي هذه الحال لنبدأ بخطوة عملية واحدة مهدت لكم واشنطن إتخاذها بتصنيف النصرة على لوائح الإرهاب ، وعندما تعلنونها تنظيما إرهابيا تنفتح ابواب التفاوض معكم بصورة جدية ، وعندما تحققون عزلها وتصفية وجودها يصدق العالم أنكم قوة حقيقية ويتعامل معكم بغير حسابات العداء مع الحكومة وإستخدامكم لتصفية الحسابات معها ، فهل تستيطعون ذلك ؟ - إذا كنتم عاجزين عن مقاتلة الحكومة بدون النصرة ، فهذا يعني انها القوة الرئيسية في الميدان ، ومن يعجز عن قتال النصرة بمفردها والحكومة بمفردها كيف له أن يطلب منا تصديق أنه قادر على قتال الإثنين معا ؟ وطالما أنكم والنصرة معا عاجزون عن تحقيق النصر على الحكومة ؟ فكيف تريدوننا أن نصدق أنكم تستطيعون وحدكم النصر على الحكومة وجبهة النصرة معا ؟ -إذا كنتم قادرين على الإمساك بالميدان فهذا يعني انكم قادرون على تنفيذ وقف لإطلاق النار ونحن نعطي ضمانتنا لتقيد قوات الحكومة بهذا الإتفاق فهل تضمنون قدرتكم على ذلك ؟ - إذا كنتم واثقين من وقوف اغلبية الشعب السوري معكم فلماذا تعقدون مهمتنا بطلب شيئ ممن يفترض أنه عدوكم ، فتقولون أن على المجتمع الدولي الضغط على الرئيس الأسد ليتنحى وهذا أمر بيد طرف ثاثت ؟ وما يستطيعه المجتمع الدولي إذا حققتم وقفا للنار وتقيدتم به وفرضتموه على جماعاتكم هو التمهيد للإستفتاء على مستقبل سوريا بعدة خيارات نضمن لكم ان تكون مفتوحة وتضعون ما تريدون بينها ، بما في ذلك الإستفتاء على تنحي الرئيس أو إعلان سوريا دولة إسلامية ، ويضع الحكم بالمقابل ما يريد ، ونعرف نحن في المجتمع الدولي ماذا يريد الشعب السوري ، ونضمن رقابة دولية على الإستفتاء ، فهل انتم قادرون على ذلك ؟ - إذا كنتم تخشون مثل هذا الإستفتاء مبكرا نتفهمكم ، فهل يمكن لإنتخابات برلمانية سريعة تجري وفقا لقانون توافقي ، يدير التفاوض حوله الأخضر الإبراهيمي ويجري في ظل مبادرته ومراقبين دوليين من كل العالم ، بعد وقف شامل للعنف ، ويعطيكم فرصة التمهيد لتنظيم صفوفكم سياسيا تمهيدا للإنتخابات الرئاسية ، فهل تستطيعون ذلك ؟ أنهى لافروف أسئلته وتناوب على الكلام الحضور الخمسة من المعارضة دون أن يقدم احدهم جوابا على أسئلته ، رغم مرور ثلاث ساعات من الكلام ، فقال بالروسية " ديالوغوخي " أي "حوار طرشان " و أضاف " فاليق سترانيمتسا " اي "فالج لا تعالج "ونظر إلى نظيره الفرنسي قائلا لقد حان وقت النوم ، الجماعة يردون أن نقاتل عنهم ونجلب لهم الحكم على طبق من ذهب ، وبعدها نقاتل النصرة منعا لسلبهم الحكم ، ونقاتل من يرفضهم من الشعب السوري ، فإذا كانت فرنسا راغبة وقادرة فلتفعل. 1