في الوقت الذي لم يسفر اللقاء بين وزيري خارجية روسياوفرنسا عن أكثر من تأكيد للخلاف الجذري بين روسيا والدول الغربية بشأن الملف السوري، واصل الطيران الحربي السوري غاراته على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق وشمال غرب البلاد، فيما حث الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الصين على القيام بدور «نشط» في البحث عن سبل لوقف العنف في سوريا، بينما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع إلى ما هو أبعد من المجلس الوطني السوري وأن «تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري أن أكثر من 36 ألفًا قضوا جراء النزاع المستمر منذ أكثر من 19 شهرًا، وبلغت حصيلة الضحايا أمس حتى ساعات المساء الأولى 45 قتيلًا هم 21 مدنياً، و11 جنديًا نظاميًا و13 مقاتلًا معارضًا. وسعيا لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من 19 شهرًا، دعا الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بكين التي يزورها، إلى أداء «دور نشط في إيجاد حل للأحداث في سوريا». وإذ كررت الصين أنها ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سوريا»، شكر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي الإبراهيمي على الجهود التي يبذلها، آملًا في أن تدفع محادثاتهما، وهي الثالثة خلال شهرين، في اتجاه «تفاهم متبادل» و»معالجة ملائمة للملف السوري». ومن المتوقع أن يقدم الإبراهيمي اقتراحات جديدة لتسوية النزاع في سوريا الشهر المقبل في مجلس الأمن، بعد سلسلة مشاورات قام بها خلال الفترة الماضية مع أطراف إقليميين ودوليين معنيين بالملف السوري.وفي موقف يؤكد الدعم الروسي للنظام في سوريا، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في باريس في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن «حمام الدم» في سوريا سيستمر إذا ما أصر الغربيون على المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الوزير الروسي بعد مباحثات مع فابيوس «إذا أصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبونه فإن حمام الدم سيستمر». بدوره لم يسع وزير الخارجية الفرنسي سوى التأكيد على مواصلة الخلاف بين البلدين بشأن الوضع في سوريا، وأكد فابيوس أنه لا يزال هناك «خلاف في التقويم» بين فرنساوروسيا حول مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي حكومة انتقالية في سوريا. وقال فابيوس «نعم لدينا خلاف في التقويم حول مشاركة بشار الأسد في هيئة حكومية انتقالية».من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع إلى ما هو أبعد من المجلس الوطني السوري وأن «تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في زغرب «هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم». وتابعت وزيرة الخارجية الأميركية أنه لهذه الأسباب فإن الولاياتالمتحدة تريد «مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها بحزم كي تتصدى لنظام الأسد». وأضافت «لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري على أنه الزعامة المرئية للمعارضة، يمكن أن يكون جزءًا من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصًا من الداخل السوري وغيرهم». وتابعت أن الولاياتالمتحدة تريد «مساعدة المعارضة على التوحد حول استراتيجية فاعلة قادرة على مقاومة عنف النظام والبدء بالإعداد لانتقال سياسي».ميدانيًا، تعرضت مناطق الغوطة الشرقية إلى الشرق من العاصمة دمشق «منذ صباح أمس لاكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة»، منها «4 غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها» بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت الطائرات المقاتلة نفذت 5 غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المناطق المستهدفة.