حذرت تركيا أمس الأربعاء قبيل زيارة لوزير خارجيتها إلى إيران من عواقب حرب باردة ومن التوترات الطائفية في المنطقة، فيما دعتها طهران في المقابل إلى تغيير سياستها تجاه الأزمة السورية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية قبيل سفره إلى طهران في زيارة تستغرق يومين إن بلاده مصممة على منع حرب باردة في الشرق الأوسط. وأضاف أوغلو في هذا الصدد "نحن مصممون على منع نشوب حرب باردة إقليمية، التوترات الإقليمية ستكون انتحارا للمنطقة بأسرها". وقال الوزير التركي إن تداعيات مثل هذه الحرب الباردة ستستمر عقودا. وتابع أن تركيا ضد كل عمليات الاستقطاب سواء من الناحية السياسية بمعنى التوتر الإيراني العربي أو من ناحية تشكيل ما يبدو أنه محور، مؤكدا أن هذه ستكون إحدى الرسائل المهمة التي سأحملها إلى طهران". وقال وزير الخارجية التركي أيضا إن بلاده ضد أي توتر سني شيعي، مشيرا بالتحديد إلى الأزمة السياسية في العراق، وشدد على معارضة تركيا لأي مشاعر مناهضة لإيران. وتأتي زيارة وزير الخارجية التركي التي يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم وزير الخارجية علي أكبر صالحي في ظل توتر وتحذيرات متبادلة بين إيران والولايات المتحدة. كما أنها تتزامن مع الإعلان عن توافق أوروبي على عقوبات تستهدف قطاع الطاقة الإيراني بهدف حمل طهران على وقف برنامجها النووي. ومن المقرر أن تشمل محادثات أوغلو في طهران بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني الوضع المتفجر في سوريا، والأزمة السياسية في العراق الذي تشترك كل من تركيا وإيران في حدود طويلة معه. وقبل ساعات من حلول وزير الخارجية التركي بطهران، طالب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أنقرة بتعديل سياستها تجاه الأزمة السورية كي يمكن لإيران وتركيا التوصل إلى أرضية دبلوماسية مشتركة بشأن هذه الأزمة. وانتقد بروجردي الموقف التركي المنتقد للنظام السوري، معتبرا أن أنقرة ظلت لفترة طويلة تتحرك خارج إطار إرساء الاستقرار في المنطقة. وقال في هذا السياق إن الأتراك "لم يحققوا النتيجة المرجوة، حيث وقّعت سوريا الاتفاق مع الجامعة العربية، وبالتالي لم تكن هذه السياسات في مصلحة تركيا في المنطقة". المصدر: وكالات 5